حب اعمى نزار قباني
حب أعمى أو أتحبني وأنا ضريرة
قالت له: أتحبني وأنا ضريرة
وفي الدنيا بنات كثيرة
الحلوة والجميلة والمثيرة
ما أنت إلا مجنون
أو مشفق على عمياء العيون
قال: بل أنا عاشق يا حلوتي
ولا أتمنى من دنيتي
إلا أن تصيري زوجتي
وقد رزقني الله المال
وما أظن الشفاء محال
قالت: إن أعدت إلي بصري
سأرض بك يا قدري
وسأقضي معك عمري
لكن...
من يعطيني عينيه
وأي ليل يبقى لديه
وفي يومٍٍ جاءها مسرعاً
ابشري قد وجدت المتبرع
وستبصرين ما خلق الله وأبدع
وستوفين بوعدك لي
وتكونين زوجة لي
ويوم فتحت أعينها
كان واقفا يمسك يدها
رأته...
فدوت صرختها..
أأنت أيضا أعمى...!!؟؟
وبكت حظها المشئوم
لا تحزني يا حبيبتي
ستكونين عيوني ودليلتي
فمتى تصيرين زوجتي...؟؟؟
قالت أأنا أتزوج ضريرا..!!!
وقد أصبحت اليوم بصيرة
فبكى...
وقال سامحيني
من أنا لتتزوجيني
ولكن قبل أن تتركيني
أريد منك أن تعديني
أن تعتني جيدًا بعيوني
قصائد أخرى جميلة لنزار قباني
خمس دقائق
إجلسي خمس دقائق
لا يريد الشعر كي يسقط كالدرويش
في الغيبوبة الكبرى
سوى خمس دقائق..
لا يريد الشعر كي يثقب لحم الورق العاري
سوى خمس دقائق
فاعشقيني لدقائق..
واختفي عن ناظري بعد دقائق
لست أحتاج إلى أكثر من علبة كبريتٍ
لإشعال ملايين الحرائق
إن أقوى قصص الحب التي أعرفها
لم تدم أكثر من خمس دقائق...
أنا قطار الحزن
أركب آلاف القطارات
وأمتطي فجيعتي
وأمتطي غيم سجاراتي
حقيبة واحدة .. أحملها
فيها عناوين حبيباتي
من كن بالأمس حبيباتي
يمضي قطاري مسرعًا.. مسرعًا
يمضغ في طريقه لحم المسافات
يفترس الحقول في طريقه
يلتهم الأشجار في طريقه
يلحس أقدام البحيرات
يسألني مفتش القطار عن تذكرتي
وموقفي آلاتي
وهل هناك موقف آتي ؟
فنادق العالم لا تعرفني
ولا عناوين حبيباتي
لا رصيف لي
أقصده في كل رحلاتي
أرصفتي جميعها هاربة
هاربة .. مني محطاتي
هاربة .. مني محطاتي
أقدم اعتذاري
أقدم اعتذاري
لوجهك الحزين مثل شمس آخر النهار
عن الكتابات التي كتبتها
عن الحماقات التي ارتكبتها
عن كل ما أحدثته
في جسمك النقي من دمار
وكل ما أثرته حولك من غبار
أقدم اعتذاري
عن كل ما كتبت من قصائد شريرة
في لحظة انهياري
فالشعر ، يا صديقتي ، منفاي واحتضاري
طهارتي وعاري
ولا أريد مطلقا أن توصمي بعاري
من أجل هذا .. جئت يا صديقتي
أقدم اعتذاري
أقدم اعتذاري
أحبك جداً
أحبك جداً
وأعرف أن الطريق إلى المستحيل طويـل
وأعرف أنك ست النساء
وليس لدي بديـل
وأعرف أن زمان الحنيـن انتهى
ومات الكلام الجميل
لست النساء ماذا نقول
أحبك جدا...
أحبك جداً وأعرف أني أعيش بمنفى
وأنت بمنفى
وبيني وبينك
ريحٌ
وغيمٌ
وبرقٌ
ورعدٌ
وثلجٌ ونـار
وأعرف أن الوصول لعينيك وهمٌ
وأعرف أن الوصول إليك
انتحـار
ويسعدني أن أمزق نفسي لأجلك أيتها الغالية
ولو خيروني لكررت حبك للمرة الثانية
يا من غزلت قميصك من ورقات الشجر
أيا من حميتك بالصبر من قطرات المطر
أحبك جداً
وأعرف أني أسافر في بحر عينيك
دون يقين
وأترك عقلي ورائي وأركض
أركض أركض خلف جنونـي
أيا امرأة تمسك القلب بين يديها
سألتك بالله لا تتركيني
لا تتركيني
فماذا أكون أنا إذا لم تكوني
أحبك جداً
وجداً وجداً
وأرفض من نــار حبك أن استقيلا
وهل يستطيع المتيم بالعشق أن يستقيلا...
وما همني
إن خرجت من الحب حيًا
وما همني
إن خرجت قتيلا