جنون البقر
مرض جنون البقر
إنّ مرض جنون البقر أو ما يُعرف بالتهاب الدِّماغ الإسفنجيِّ أحد الأمراض الخطيرة القاتلة، يُصيب الجهاز العصبيَّ المركزيَّ عند الأبقار، ولوحظ لأول مرةٍ في الماشية في بريطانيا عام 1985م. يؤدّي هذا المرض إلى سلوكٍ شاذٍّ، واضطرابٍ حركيٍّ وشللٍ ثم يؤدي إلى موت الحيوان، فما هو هذا المرض، وما مسبباته وأعراضه؟
التعريف بمرض جنون البقر
مرض جنون البقر هو اعتلالٌ دماغيٌّ قاتلٌ يصيب الأبقار، ويؤدّي هذا الاعتلال إلى انكماش الدِّماغ والنُّخاع الشَّوكيِّ، وقد تم تحديد أنَّ مسبب هذا المرض هو جزيءٌ بروتينيٌّ يسمى (بريون)، ويعود السبب إلى انتشار العدوى بهذا البريون إلى تغذية الماشية بأغذيةٍ حيوانية المنشأ؛ ولذلك منع استخدام أغذية الماشية ذات المنشأ الحيواني.
يتميّز هذا المرض بطول فترة الحضانة التي تتراوح بين سنتين ونصف إلى ثماني سنواتٍ، وتؤثّر بالغالب على الأبقار البالغة التي يصل عمرها بين أربعِ وخمسِ سنوات.
البريون المسبب المرض
البريونات وهي المُسبّب الأساسيُّ للمرض، وهي عبارة عن بروتيناتٍ وُجدت في أنسجة البشر والحيوانات، ولم تُعرف أيَّة وظيفةٍ لهذه البريونات حتى الآن. يستطيع البريون أن يتحلّل، وبعد ذلك يبدأ بتفاعلٍ متسلسلٍ يؤدي إلى التهاب مخٍ إسفنجيٍّ بقريُّ المنشأ، وأسباب هذا الانحلال ما زالت في طور الأبحاث حتى وقتنا الحاضر.
بالإضافة إلى ذلك فإنَّ البريونات تُعتبر جراثيم، وتستطيع تحمَّل درجات حرارةٍ تصل لحدود 100 درجةٍ مئويةٍ؛ لذلك تُعتبر أقوى من الفيروسات والجراثيم، كما أنَّ البريون يستطيع أن يبقى في الأرض لسنواتٍ طويلةٍ لأنّه قابلٌ للتَّفسخ فقط إلى مدى قليل.
أعراض المرض في الماشية
تظهر على الماشية المُصابة بمرض جنون البقر تغيّراتٍ في السُّلوك، وحركاتٍ لا إراديةٍ مثل الارتجافات، ومع تقدُّم المرض في الماشية تفقد قدرتها على أداء الحركات البسيطة؛ كالمشي والوقوف، وينخفض وزنها انخفاضاً ملحوظاً، وتَزداد هذه الأعراض لتصل للموت.
أعراض المرض عند البشر
البشر الذين يُعانون من مرض جنون البقر تظهر عليهم أعراضٌ مثل: الاضطرابات العاطفيَّة، والهزَّات الشَّديدة، والتَّغيرات الشَّخصية، والجنون، وتزداد الأعراض سوءًا حتّى يُصاب المريض بغيبوبةٍ أو بالوفاة، ويُمكن لأعراض مرض جنون البقر أن تشمل أيضاً:
- فقدان الذاكرة.
- سرعة الخَرف التَّدريجي.
- عدم الاستقرار الحركيّ.
- الهلوسة.
دراساتٌ و أبحاثٌ
أثبتت الدّراسات والأبحاث الأمريكيَّة أنَّه يُمكن أن يُصاب البقر والإنسان بمرض جنون البقر من جميع الفئات العمريَّة، ومن الصعب جداً تشخيصه في المراحل المبكرة، كما أثبتت الأبحاث أنَّه في المَراحل المتقدّمة يُمكن أن يتم الكشف عن وجود تشوهاتٍ دماغيةٍ عن طريقٍ التَّصوير بالرَّنين المغناطيسيّ.