ثواب تربية القطط
سبب للمغفرة ودخول الجنة
إنّ الرفق بالحيوانات يعد عبادة لله -تعالى-؛ وتدل النصوص في السنّة النبوية على أن الرفق والإحسان بالحيوان عبادة، وقد تصل إلى أن تكون سبباً لمغفرة الذنوب ورفع درجات الأجر، وكلنا نعلم حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي يتكلم عن الرجل الذي سقى الكلب الماء، وكانت سبباً في دخوله للجنّة، وبالتأكيد هذا الحديث ينطبق على الرفق بجميع الحيوانات ومنها القطط.
وقد ثبت في ذلك حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- (بيْنَما رَجُلٌ يَمْشِي بطَرِيقٍ، اشْتَدَّ عليه العَطَشُ، فَوَجَدَ بئْرًا فَنَزَلَ فيها، فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ، فإذا كَلْبٌ يَلْهَثُ، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ العَطَشِ، فقالَ الرَّجُلُ: لقَدْ بَلَغَ هذا الكَلْبَ مِنَ العَطَشِ مِثْلُ الذي كانَ بَلَغَ بي، فَنَزَلَ البِئْرَ فَمَلَأَ خُفَّهُ ثُمَّ أمْسَكَهُ بفِيهِ، فَسَقَى الكَلْبَ فَشَكَرَ اللَّهُ له فَغَفَرَ له).
الأجر والثواب
إن العناية بالقطط ، والإهتمام بها، وإطعامها وسقايتها، يعد من الأجر والثواب العظيم عند الله -تعالى-، كما تعد من الصدقات؛ ففي حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- (قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، وإنَّ لنا في البَهائِمِ أجْرًا؟ فقالَ: نَعَمْ، في كُلِّ ذاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجْرٌ).
وحرّمت الشريعة الإسلامية إيذاء أو ضرب أو قتل القطط والحيوانات؛ وجعلتها سبباً لدخول النار، وقد ثبت عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ في هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا، ولَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِن خَشَاشِ الأرْضِ)، وهذا يدل على أهمية الرفق بالقطط، وعدم إلحاق الأذى بهم والإحسان إليهم، وعدم الرفق بهم وضربهم وقتلهم يعد سبباً لدخول النار.
تحصيل رحمة الله
إنّ الاعتناء بالقطط هو من الرحمة ؛ فقد ثبت عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (الرَّاحمونَ يرحمُهُمُ اللَّهُ، ارحَموا أَهْلَ الأرضِ يرحمُكُم مَن في السَّماءِ)، وتدل كلمة الراحمون في هذا الحديث على الذين يرحمون من في الأرض؛ سواء كان إنساناً، أو حيواناً، أو طائراً، فإن الله -سبحانه وتعالى- يرحمهم برحمته التي وسعت كل شيء؛ فيتفضل عليهم بالعفو والمغفرة.
مكانة العناية بالقطط في الإسلام
نظرة الإسلام إلى الحيوان هي نظرة واقعية؛ من حيث أهميته في الحياة، ونفعه للإنسان، ومشاركته في إعمار الكون، ويدل ذلك كون بعض سور القرآن الكريم سميت بأسماء الحيوانات؛ مثل: سورة البقرة، والأنعام، والنحل، والفيل، وغيرها، كما أن الله -تعالى- لا يريدنا أن ننظر إلى الحيوان بشكل مادّي فقط؛ أي من حيث الأكل والتنقل واللباس، بل أشار إلى أن للحيوان جانباً معنوياً؛ يقتضي الرفق والإحسان إليه.
وأجازت الشريعة الإسلامية تربية القطط في المنازل لأن القطة ليست نجسة ولا مؤذية، فالنبيّ -صلى الله عليه وسلم- توضأ من إناء شربت منه القطة وقال عنها:- (فجاءتْ هِرَّةٌ فأَصْغَى لها الإناءَ حتى شَرِبتْ وقال : إنَّها ليستْ بنَجسٍ إنَّها من الطوَّافينَ عليكم والطوَّافاتِ)، وقد سُمّي الصحابي أبي هريرة بهذا الإسم لحبه الشديد للقطط، حتى كانت عنده قطة صغيرة يُطعمها ويسقيها ويهتم ويعتني بها، حتى أشتهر بهذه الكنية.