تلخيص كتاب الرحيق المختوم
تلخيص كتاب الرحيق المختوم
حياة العرب قبل الإسلام
أورد الكاتب في كتابه أربعة فصول تحدّث فيها عن العرب قبل الإسلام، وفيما يأتي بيان ذلك:
الفصل الأول: موقع العرب
تعرّض الكاتب في الفصل الأول إلى موقع العرب في الجزيرة العربيّة من حيث موقعها الطّبيعيّ والجُغرافيّ، داخلياً وخارجياً، وتعرّض إلى أهميّة ذلك في نشأتهم على الحُرّية، بالرغم من أنّهم كانوا مُجاورين لأعظم الإمبرطوريات في ذلك الزمان، ثُمّ قام بتقسيم العرب إلى ثلاثة أقسام، ثُمّ قام المؤلف بعد ذلك بتعداد القبائل المُنسوبة إلى كُلٍّ منها، والتّعريف بها، وبأماكن سُكناهم، والأقسام التي ذكرها للعرب هي:
- أولاً: العرب البائدة، وهُم العرب القُدامى، كعادٍ وثمود.
- ثانياً: العرب العاربة، ويُسمّون بالعرب القحطانيّة، وهم العرب المنحدرة من صُلب يعرب بن يشجب بن قحطان.
- ثالثاً: العرب المُستعربة، ويُسمّون بالعدنانييّن، وينحدرون من صُلب إسماعيل -عليه السّلام-.
الفصل الثّاني: الحكم والإمارة في العرب
تكلّم المؤلف فيه عن الحُكم والإمارة في العرب ، فقد كانوا في بداية الإسلام ينقسمون إلى مُلوك؛ ولكنّهم غيرُ مُسقلّين، أو إلى رؤساء القبائل والعشائر، ولهم من الامتيازات كما للمُلوك والحُكّام، وذَكر أشهرهم؛ كمُلوك اليمن وقوم سبأ، ثُمّ قام بتقسيم أدوارهم، والتّعريف بِكُلّ دورٍ منها، كأماكن مُلكِهم، وزمن ذلك، والعواصم التي اتّخذوها، وغير ذلك من حضارتهم، ثُمّ قام بذكر مُلوك الحيرة التي كانت في العِراق، وتعرّض لِذكر تاريخهم والمُلوك الذين قاموا على حضارتهم، ثُمّ تعرّض لِمُلوك الشّام، والتّعريف بها وبِحُكّامها.
وبعد ذلك تعرّض للإمارة بِالحِجاز والتّعريف بها، ثُمّ تعرّض لقبائل مُضر ودورهم في الحجّ وخدمة الحجيج، ودور بعض بني كنانة في تأخير أو تأجيل الأشهر الحُرُم، وذَكَر الرِّوايات وراء قيام الحرب بين قبيلتي خُزاعة وقُريش، وتعرّض لِذكر الرِّئاسة في قُصي، ومظاهر التّشريف فيها، كحمله اللّواء؛ فلا تُعقد رايات الحرب إلّا بيده، وسقاية الحُجّاج، وإطعامهم، وذكر مناصب قُريش، وتوزيعها بين قبائلهم، كما قام بذكر الحُكم في باقي قبائل العرب.
الفصل الثّالث: الديانات عند العرب
ذُكر فيه الدِّيانات التي كانت عند العرب، وأنَّ مُعظمهم كانوا على ملّة إسماعيل -عليه السّلام- حتّى جاء عمرو بن لُحيّ رئيس قبيلة خُزاعة من الشّام، وأدخل عليهم عبادة الأصنام، فأصبح بعض العرب يعبدون الأصنام؛ كمناة، وهُبل، وغيرها، ثُمّ ذَكَر المراسم الخاصّة بهم عند عبادتهم للأصنام؛ كالطّواف حولها، والذّبح لها، وأنواع أُخرى من التّقرُّب لها.
ثُمّ تعرّض لدور اليهود في جزيرة العرب، وذكر أشهر قبائلها؛ كخيبر، والنّضير، وغيرهم، ثُمّ بيّن الطّريقة التي دخلت بها الدِّيانة النّصرانيّة إلى العرب، وذلك عن طريق احتلال الحبشة والرّومان، وأنّ الغساسنة من العرب اعتنقت النّصرانيّة، وذَكَر بأنّ العرب المجاورين للفرس اعتنقوا المجوسيّة، واعتنق الكثير من أهل الشّام ديانة الصّابئة، وذكر حال هذه الدِّيانات عند مجيء الإسلام.
الفصل الرّابع: الصور السّائدة في المجتمع الجاهلي
ذَكر فيه الصور السّائدة في المُجتمع الجاهليّ؛ كالحالة الاجتماعيّة، ودور المرأة أو الرّجل فيها، كما ذكر أنواع الزّواج المُنتشرة في تلك الفترة، وعلاقة الرجل مع أخيه وأبناء عُمومته وعشيرته، وأنّ أساس النّظام الاجتماعي كان قائماً على العصبيّة القبليّة، وتعرّض لذكر العلاقة بين القبائل المُختلفة، ثُمّ تعرّض لِذكر حالتهم الاقتصاديّة، وطُرق عيشهم، ثمّ ذَكَر بعض أخلاقهم؛ كالكرم، وعزّة النّفس، والوفاء بالعهد.
نسب النبي وأربعون عاما من حياته قبل البعثة
أكمل المؤلّف في فصول كتابه الحديث عن نسب النبيّ وحياته قبل البعثة ونزول الوحي عليه، وبيان ذلك فيما يأتي:
- الفصل الخامس: تكلّم المؤلف في الفصل الخامس عن نسب النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-، وقسّمهُ إلى ثلاثة أقسام، وهي: ما اتّفق أهل السِّير والأنساب عليه، وهو إلى جدّهِ عدنان، وما اختلفوا فيه، وما توقّفوا فيه، وبيّن كُلّ واحِدٍ منهُم، ثُمّ تكلّم عن أُصول الأُسرة النبويّة، وهم: هاشم، وعبد المُطلب، وعبدُ الله، وتكلّم عنهم وعن جُزءٍ من سيرتهم وحياتهم، وتكلّم عن قصّة عبد المُطلب وأبرهة الحبشيّ ومُحاولة هدمه للكعبة، وقصّة بئر زمزم، وذكر أبناء عبد المُطلب، وقصّة ابنه الذّبيح عبدُ الله والد النبيّ محمد -عليه الصّلاةُ والسّلام-، وقصّة تزويجه من آمنة بنتُ وهب.
- الفصل السّادس: تحدّث فيه عن مولد النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-، والأربعين سنةٍ الأولى التي كانت قبل البعثة ، وما حدث من إرهاصاتٍ قبل مولده -عليه السّلام-، وعن مُرضعاته، وتبشير أُمّه به، وإخبار جدّه بمولده، وتسميته له، وتحدّث عن حياته في بني سعد، وما جرى مع مُرضعته حليمة قبل الوُصول إليه لأخذه، والبركات التي نزلت عليها وعلى أهل بيتها بقدومه إليهم، ثُمّ تكلّم عن حادثة شقّ صدره في عُمُر الرّابعة أو الخامسة، وعن إعادته إلى أُمّه إلى أن تُوفِّيت، ثُمّ انتقاله إلى كفالة جدّه، وكيفيّة تعاملهِ معه، ثُمّ انتقاله إلى عمّه بعد وفاة جدّه.
- وتحدّث عن قصّته في تجارته إلى الشّام وقصّتهِ مع بحيرا الرّاهب، وما جرى معه ومع عمّه أبي طالب، وتكلّم عن حرب الفُجّار التي وقعت بين قُريش وحُلفائهم من كنانة وبين قيس عيلان، ثُمّ تحدّث عن حلف الفضول وما تمّ فيه وسبب إنشائه، ثُمّ عن تجارت النبيّ لخديجة -رضيَ الله عنها-، وعرْضها الزّواج منه؛ لِما رأت فيه من أمانةٍ وبركة، وزواجها منه، وما أنجبت منه، ثُمّ تحدّث عن بناء الكعبة، وما حصل من خلافٍ بين قبائل قُريش في وضع الحجر الأسود.
- الفصل السّابع: تكلّم فيه عن ظِلال النُبوّة والرّسالة، وبدأ بقصّة غار حِراء، وتعبُّد النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- فيه، ثُمّ بداية نُزول جبريل -عليه السّلام- عليه، وذكر فيه حديث بدْء الوحي من صحيح البُخاريّ، وذهاب زوجته به إلى ابن عمّها ورقة بن نوفل، وما أخبره به، ثُمّ تكلّم عن انقطاع الوحيّ، وما حدث مع النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- بهذا الانقطاع من الحُزن عليه، وتحدّث بعدها عن نُزول الوحي على النبيّ مرّةً أُخرى، وذَكَر أنواع الوحي، وعن تبليغه للرسول بأنّه نبيٌّ لهذه الأُمّة، وعن واجبه بالتّبليغ.
أدوار الدعوة ومراحلها
قام المؤلف بتقسيم الدّعوة إلى مرحلتين أو دورين، وهُما: المكيّ؛ وهي ثلاثُ عشرة سنّة، والدور المدنيّ؛ واستمرّ عشر سنوات، وفيما يأتي تعريفٌ لهما:
الدور المكي
قام المؤلّف بتقسيم الدّور المكيّ إلى ثلاث مراحل:
- أولاً: المرحلة السريّة ، والتي استمرّت ثلاث سنوات، وتكلّم فيها عن بدايات النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- في الدّعوة، وكيفيّة اختيار النّاس للإسلام وإسلام بعضهم، والتقائهم به في السرّ، وكان أوّل ما فُرض عليهم الصّلاة، وكانت ركعتين في الصّباح، وركعتين في المساء، وانتشر أمر الدّعوة في قُريش، ولكنّها لم تهتمّ بهذا الأمر كثيراً، إلى أن استمرّت الدعوة بهذا الشّكل ثلاث سنوات.
- ثانياً: مرحلة الجهر بالدّعوة في مكّة ، وكانت من بداية السّنة الرابعة من النبوّة إلى أواخر السّنة العاشرة، حيثُ جاء الأمر من الله -تعالى- بالجهر بدعوته، وإنذار النبيّ -عليه السّلام- لأهله وعشيرته، وتكلّم عن صُعوده -عليه السّلام- إلى جبل الصّفا، وما جرى معهُ ومع عمّه أبي لهب، فبدأت قُريش تعقد الاجتماعات والنّدوات؛ لاختيار طريقةٍ تُوقِف الدّعوة فيها، فمرّةً أرسلوا إليه عمّه أبي طالب، ومرّةً كانوا يُكذّبونه أمام النّاس، أو يتّهمونه بالسّحر، وغير ذلك من الأساليب، كما استخدموا أُسلوب التّعذيب لِمن يتّبعه ويؤمن به، وذَكر بعض أنواع التّعذيب والاضطهاد الذي تعرّض له المُسلمون.
- ثُمّ تكلّم عن هجرة الصّحابة الأولى إلى الحبشة، وأنّها كانت خِفيةً في اللّيل، وما حصل من كيدٍ لإعادتهم إلى مكة للقيام بتعذيبهم، ولكنّ جميع مُحاولاتهم وأساليبهم باءت بالفشل، فرجعوا إلى أبي طالب، وهدّدوه بِحُصول القتال بينهم وبين المُسلمين، وقالوا له أن يرجع ويتكلّم مع ابن أخيه، وبالرغم من كُلّ الأذى والمُغريات، أصرّ النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- على مواقفه ودعوته.
- كما تعرّض المؤلّف في هذا الفصل إلى قصّة إسلام حمزة، وعُمر بن الخطّاب -رضيَ الله عنهُما-، وازدياد الإسلام قوةً وعزّةً بهما، ثُمّ تكلّم عن المُقاطعة العامّة لِقُريش مع المُسلمين، وذلك بعدم التّعامل معهم بأيّ مُعاملةٍ، سواءً كان ذلك في الزّواج أو التّجارة، وغير ذلك من المُعاملات، وتكلّم عنها وما جرى خلالها، ثُمّ تكلّم عن عام الحُزن، وتراكُم الهُموم على النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- بوفاة مُناصريه، وهُما: عمّه أبو طالب، وزوجته خديجة -رضيَ الله عنها-، وتحدّث عن زواج النبيّ بسودة بن زمعة، وذكر الأسباب التي كانت وراء ثباته وصبره.
- ثالثاً: مرحلة الدّعوة خارج مكة، وكانت من أواخر السّنة العاشرة من البعثة إلى الهجرة، فتحدّث فيها عن الخُروج إلى الطائف، وما حدث معه فيها، وعَرْض الإسلام على القبائل، والأفراد القادمة من خارج مكّة، وما كان يجري من حوارٍ بينهم وبين الرسول، وما حصل معه في العقبة، ومُبايعة بعض الصّحابة له، وحَمْلهم لواء الدّعوة ونقلها إلى المدينة، ثُمّ تحدث عن مُعجزة الإسراء والمعراج ، وموعدها عند العُلماء، وما حصل فيها من مُعجزات ومواقف.
- ثُمّ تحدّث عن بيعة العقبة الأولى، وذكر البُنود التي تمّ الاتّفاق عليها، والأشخاص المُبايعين وعددهم، وبعث النبيّ لمُصعب بن عمير -رضيَ الله عنه- إلى المدينة ليكون أوّل سفيرٍ في الإسلام، ثُمّ تحدّث عن بيعة العقبة الثانية، وذَكَر تفاصيلها وما حصل من قُريش بِمُطاردتهم، ثُمّ تحدّث عن بدايات الهجرة للصّحابة من مكّة إلى المدينة، واجتماع قُريش لِمنعهم وإيقافهم، ثُمّ تحدّث عن هجرة النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-، وما جرى معه من أحداثٍ قبل خُروجه وعند خُروجه، وما حدث معه في الغار وبعد خُروجه منه، وتوجّهه نحو المدينة ونُزوله بِقباء، واستقبال الصّحابة له، ثُمّ تحدّث عن انتقاله من قباء إلى المدينة بعد مُكوثه بها عدّة أيام.
الدور المدني
تكلّم فيه المؤلّف عن تقسيم العهد المدنيّ إلى ثلاث مراحل، وهي كما يأتي:
- أولاً: مرحلة الفتن والعراقيل من الدّاخل، وزحف الأعداء إلى داخل المدينة، حيثُ كانت هذه المرحلة الموجودة في بداية الهجرة إلى المدينة لتكوّن المُجتمع من المُسلمين واليهود والمُشركين، وقيام النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- بتوطيد دعائم المُجتمع المُسلم؛ كبناء المسجد النبويّ، وما حصل معه ومع الصحابة أثناء ذلك وكيفيّة بنائه، وتكلّم عن المؤاخاة بين المُهاجرين والأنصار، وميثاق المدينة، والعلاقة بين الطّوائف التي كانت تسكُن المدينة، فبدأت قُريش بتهديد المُهاجرين وأَخْذ ما بقي لهم في مكّة، ثُمّ جاءت الآيات التي تأذن لهم بالقتال والجِهاد.
- ثُمّ تعرّض لِذكر السّرايا في تلك الفترة، وتكلّم بعدها عن غزوة بدر الكُبرى، وأسبابها، وأحداثها، وتفاصيلها، وعن العير التي كانت لِقُريش، ثُمّ تحدّث عن الأنشطة العسكريّة التي كانت بين معركة بدر وغزوة أُحد كالسّرايا النبويّة، ومحاولات العِداء؛ كمُحاولة اغتيال النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-، ثُمّ تكلّم عن نقض بني قينقاع للعهد الذي كان بينهم وبين النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام-، وما جرى من حصارهم وإجلائهم بعد ذلك، ثُمّ تحدّث عن غزوة أُحد، وأسبابها، ومشاهدها، وتفاصيلها، ثُمّ تعرّض لِذكر السّرايا التي كانت بعد غزوة أُحد.
- وتكلّم عن غزوة الأحزاب، وبني قُريظة ، والسّرايا بعدهما، وتكلّم عن الغزوات والسّرايا بأحداثها وتفاصيلها ومشاهدها، كما تكلّم عن صلح الحديبية، ثم عن فتح مكة وأسبابه، وعن الجيش الإسلاميّ وتحرّكه، وما حدث معه في طريقهم إلى مكّة، وعند دُخولهم إليها، وذَكَر بعدها غزوة حُنين، وحصار الطّائف، وغزوة تبوك.
- ثانيا: مرحلة الهُدنة مع الزّعامة الوثنيّة.
- ثالثاً: مرحلة الدُّخول في دين الله -تعالى- أفواجاً بعد فتح مكة ، حيث بدأت القبائل تتسابق إلى الدُخول في دين الله -تعالى-، وتعرّض المؤلّف لذكر الوفود المُسلمة، وما جرى بينهم وبين النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-؛ كوفد عبد القيس، ووفد دوس، ووفد فروة بن عمرو الجُذاميّ، ثُمّ تحدّث عن حجّة الوداع، وعن تجهيز جيش أُسامة بن زيد -رضيَ الله عنه- لِقتال الرّوم.
وفاة النبي وخصائص بيت النبوة
تكلّم المؤلف في هذا الجُزء عن طلائع التّوديع والإشارات التي كانت تُوحي بِقُرب وفاة النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-؛ كاعتكافه عشرين يوماً في شهر رمضان على غير عادته، فقد كان يعتكف عشرة أيام قبل ذلك، ثُمّ تكلّم عن بداية مرضه، وما حصل معه من سكراتٍ للموت، وتكلّم عن الأُسبوع الأخير من حياته، ثُمّ تطرّق إلى آخر يومٍ له في الحياة، وأمرِه لأبي بكر الصّديق -رضيَ الله عنه- أن يُصلّي بالناس، ثُمّ تكلّم عن احتضاره وموته، وحزن الصحابة الكرام عليه.
وتحدّث عن موقف أبي بكر -رضي الله عنه- من وفاته، ثُمّ تكلّم عن تجهيزه -عليه السّلام- وتوديعه ووضعه في قبره، وما حصل قبل ذلك من مُشاوراتٍ في سقيفة بني ساعدة واختيار الخليفة، ثُمّ ختم كتابه بالتّعريف بالبيت النبويّ من خلال جميع مراحله، سواءً في مكّة أو المدينة، وتحدّث عن زوجاته -عليه الصلاة والسلام-، وطريقة الزّواج بهنّ، والأسباب الدّافعة وراء الزواج من كُلّ واحدةٍ منهُنّ، ثُمّ تكلّم عن صفات وأخلاق النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-.
مكانة كتاب الرحيق المختوم وأهميته
احتلّ كتاب الرّحيق المختوم مكانةً عاليةً بين كُتب السّيرة، وفيما يأتي بيانٌ لهذه المكانة والأهميّة:
- اعتماده من قِبل الكثير من المعاهد العلميّة، والجامعات الإسلاميّة؛ ليكون مرجعاً في السيرة النبويّة، كما أنّه الكتاب حصل على المركز الأول في مسابقة السيرة النبويّة العالميّة التي نظّمتها رابطة العالم الإسلامي، بالرغم من شدّة الشُروط التي وضعتها ودقّتها، وهي: تكامل الحوادث حسب وُقوعها بحسب التّواريخ، وأن يكون جيّداً في موضوعه، مع ذكره لجميع المخطوطات والمصادر العلميّة التي اعتمد عليها في الكتابة، وفحص الكُتب من قِبل لجنةٍ عُليا من كِبار العُلماء.
- اعتمادهُ من بعض العُلماء والنّصح به والتّوصية بقراءته؛ لعرضهِ التاريخيّ المُسلسل لوقائع السّيرة، بالإضافة إلى بساطة عرضه للسّيرة من الميلاد إلى الوفاة.
- اعتباره من كُتب العلم الشرعيّة المُهمّة.
مؤلف كتاب الرحيق المختوم ومنهجه في الكتاب ومؤلفاته الأخرى
ترجمة المؤلف
اسمُه صفي الرحمن بن عبد الله بن محمد أكبر بن محمد علي بن عبد المؤمن بن فقير الله المباركفوري الأعظمي، وُلد في قريةٍ من ضواحي مباركفور المعروفةُ حاليّاً بحسين آباد، في العام 1943م، وتُنسب أُسرتهُ إلى الأنصار، وتعلّم في بداية عُمره القُرآن الكريم ، ثم التحق بمدرسة دار التعليم في مباركفور سنة 1948م، وقضى هناك ستّ سنوات دراسيّة أكمل فيها دراسة المرحلة الابتدائيّة، ثمّ انتقل إلى مدرسة إحياء العلوم بمباركفور في شهر يونيو سنة 1954م، حيث بقيَ هناك خمس سنواتٍ يتعلّم اللّغة العربيّة وقواعدها، والعلوم الشرعيّة من التفسير والحديث، والفقه وأُصوله، وتخرّج منها في عام 1961م، كما حصل على شهادة "عالِم" في فبراير سنة 1960م من هيئة الاختبارات للعلوم الشرقيّة في مدينة الله آباد بالهند، ثم حصل على شهادة الفضيلة في الأدب العربي في فبراير سنة 1976م، ثُمّ عمل بالتّدريس والخطابة والدّعوة، ودرَّس في عدّة مدارس وجامعات.
وعمِل مُشرفاً لمكتبة دار السّلام في الرياض، وعمل فيها مُشرفاً على قسم البحث والتّحقيق العلميّ، وتُوفّي بعد صلاة الجُمعة في مباركفور في 10/ 1427/11هـ، الموافق 1/ 2006/12م، وكان -رحمه الله- حريصاً على الاهتمام بالسّيرة؛ لأنّها من أشرف العلوم، وأعزّها إسناداً، وطَلَب منه بعض المُسلمين القيام بتأليف كتابٍ مُتوسِّط يجمعُ فيه جوانب السّيرة مع مُراعاة جميع الدّارسين له من غير إجحافٍ أو انحراف، فقام بتأليف العديد من الكُتب في السّيرة، ومن هذه المؤلفات ما يأتي:
- شرحه لصحيح مُسلم في كتابه مِنّة المُنعم في شرح صحيح مُسلم .
- إشرافه على كتاب المصباح المُنير في تهذيب سيرة ابن كثير.
- تأليفهُ لِكتاب "وإنّك لعلى خُلقٍ عظيم".
- تأليفهُ لِكتاب التّعديلات والزّيادات على كتابه الرّحيق المختوم.
منهج المؤلف
انتهج صفي الرحمن المباركفوري في كتابه الرّحيق المختوم أُسلوب التّوسط في الكتابة بعيداً عن التّطويل المُملّ، والإيجاز المُخلّ، ومُتتبّعاً الرِّوايات المُختلفة وتحقيقها من غير ذكره للأدلّة؛ تجنّباً للتّطويل، مع الإشارة إلى بعضها في مواضعها.