ما هي سور العزائم؟
هي السور التي تشتمل على آيات سجود التلاوة،ومعنى العزائم؛ أي عزم السجود فيها، وحكم السجود فيها على الندب، قعنعبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: (كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَقْرَأُ عَلَيْنَا السُّورَةَ، فِيهَا السَّجْدَةُ فَيَسْجُدُ ونَسْجُدُ، حتَّى ما يَجِدُ أحَدُنَا مَوْضِعَ جَبْهَتِهِ).
وأما عن عددها فهناك قولان، بيانهما فيما يأتي:
سور العزائم أربعة
وهي أربع سور؛ السجدة وفصلت والنجم والعلق، وقد ورد في مصنف عبد الرزاق عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنّه قال: "الْعَزَائِمُ أَرْبَعٌ: الم تَنْزِيلُ، وَحم السَّجْدَةَ، وَالنَّجْمُ، وَاقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ".
وآيات سجود التلاوة في هذه السور هي كما يلي:
- سورة السجدة: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ).
- سورة فصلت: (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ).
- سورة النجم: (فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا).
- سورة العلق: (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ).
سور العزائم أربعة عشر
قال الماوردي أنّ عدد سجدات العزائم أربعة عشر سجدة، هي كما يأتي:
- قوله -تعالى- في سورة الأعراف: (إِنَّ الَّذينَ عِندَ رَبِّكَ لا يَستَكبِرونَ عَن عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحونَهُ وَلَهُ يَسجُدونَ).
- قوله -تعالى- في سورة الرعد: (وَلِلَّـهِ يَسجُدُ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ طَوعًا وَكَرهًا وَظِلالُهُم بِالغُدُوِّ وَالآصالِ).
- قوله -تعالى- في سورة النحل: (وَلِلَّـهِ يَسجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ مِن دابَّةٍ وَالمَلائِكَةُ وَهُم لا يَستَكبِرونَ).
- قوله -تعالى- في سورة الإسراء: (قُل آمِنوا بِهِ أَو لا تُؤمِنوا إِنَّ الَّذينَ أوتُوا العِلمَ مِن قَبلِهِ إِذا يُتلى عَلَيهِم يَخِرّونَ لِلأَذقانِ سُجَّدًا *وَيَقولونَ سُبحانَ رَبِّنا إِن كانَ وَعدُ رَبِّنا لَمَفعولًا *وَيَخِرّونَ لِلأَذقانِ يَبكونَ وَيَزيدُهُم خُشوعًا).
- قوله -تعالى- في سورة مريم: (أُولـئِكَ الَّذينَ أَنعَمَ اللَّـهُ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّن حَمَلنا مَعَ نوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبراهيمَ وَإِسرائيلَ وَمِمَّن هَدَينا وَاجتَبَينا إِذا تُتلى عَلَيهِم آياتُ الرَّحمـنِ خَرّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا).
- قوله -تعالى- في سورة الحج: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ) .
- قوله -تعالى- في سورة الحج: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
- قوله -تعالى- في سورة الفرقان: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَـنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَـنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا).
- قوله -تعالى- في سورة النمل: (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ).
- قوله -تعالى- في سورة السجدة: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ).
- قوله -تعالى- في سورة فصلت: (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ * فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ).
- قوله -تعالى- في سورة النجم: (فَاسْجُدُوا لِلَّـهِ وَاعْبُدُوا).
- قوله -تعالى- في سورة الانشقاق: (وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ).
- قوله -تعالى- في سورة العلق: (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب).
ويجدر بالذكر أنّ هذه المواضع ليست باتفاق العلماء، وذلك على النحو الآتي:
- قال مالك: إنّ سجدات العزائم إحدى عشر سجدة وليس في المفصل من سجود تلاوة؛ أي أنّه ألغى سجدات سورة النجم والعلق والانشقاق.
- قال أبو حنيفة: إنّ سجدات العزائم أربع عشر سجدة؛ ولكنه ألغى سجدة سورة الحج الثانية وأثبت مكانها سجدة سورة ص: (وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ).