تقديم الخبر وجوباً وجوازاً
وجوب تقديم الخبر على المبتدأ
يجب أن يتقدم الخبر على المبتدأ في الحالات التالية:
- إذا كان المبتدأ اسم نكرة وجاء بدون تخصيص مما يُخلّ بالمعنى المراد من المبتدأ، وفي هذه الحالة وجب تقديم الخبر على المبتدأ على أن يكون الخبر جارًا ومجرورًا أو ظرفًا، ومن الأمثلة على ذلك قولنا: فوق الطاولة كتابٌ، وفي الجامعة مكتبةٌ، فلا يجوز في هذين المثالين أن يتقدم المبتدأ "كتابٌ" و"مكتبةٌ" وهما أسماء نكرة على الخبر شبه الجملة وهو في الجملة الأولى "فوق الطاولة"، وفي الجملة الثانية "في الحديقة".
- إذا كان المبتدأ متصلاً بضمير يعود على شيء من الخبر، ومثال على ذلك قولنا: في المدرسة تلاميذها؛ فالضمير "ها" في "تلاميذها" مرتبطٌ بجزء من الخبر وهو "في المدرسة"، وهنا لا يجوز أن نقول: تلاميذها في المدرسة؛ حتى لا يكون الضمير عائداً على كلمة متأخرة في اللفظ والترتيب، ويكون إعراب هذه الجملة كالتالي: في: حرف جر، المدرسة: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة، والجار والمجرور (شبه الجملة) في محل رفع خبر مقدم، طلابها: (طلاب) مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة الرفع الضمة، وهو مضاف والضمير (ها) ضمير متصل مبني في محل مضاف إليه.
- إذا كان الخبر مستحقاً للصدارة في الجملة مثل أسماء الاستفهام، ومثال على ذلك قولنا: أين المحفظة؟ فلا يصحّ أن نقول: المحفظة أين؟ لأنّ اسم الاستفهام له الصدارة في الجملة، فتُعرب هذه الجملة كالأتي: أين: اسم من اسماء الاستفهام وهو مبني على الفتح في محل ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر مقدم، المحفظة: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- إذا كان الخبر محصوراً في المبتدأ، ومثال على ذلك قولنا: ما في الغرفة إلا عليّ، فتُعرب هذه الجملة كالتالي: ما: حرف نفي مبنى على السكون، في: حرف جرّ، الغرفة: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة، والجار والمحرور (شبه الجملة) في محل رفع خبر مقدم، إلا: حرف استثناء وهو مبنى على السكون، عليٌ: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضم الظاهر على آخره.
- إذا كان الخبر مثَلًا من الأمثال، فلا يصح إحداث تغيير في الأمثال لأنّ لها صورة معينة توصل معنى معيّنًا لا يصح تغيير شيء فيه، مثل أن نقول مثل: (للذهب ثمنُ، والحكمة لا ثمن لها)، فهنا تم تقديم الخبر وهو شبه الجملة (للذهب) على المبتدأ وهو ثمنٌ.
هناك أغراض مشهورة قد يتقدم فيها الخبر على المبتدأ، ونوجز هذه الأغراض فيما يلي: |
---|
التخصيص: يستخدم من أجل إزالة الالتباس من ذهن السامع عندما يظن حال الخبر غير الخبر، ومثال على ذلك قولنا: عمر قائمٌ، فنقول: قائمٌ عمر؛ لظن السامع أنّ عمرَ قاعدٌ. |
الافتخار: من الأمثلة على ذلك: أنا عربيٌ، وعربيٌ أنا، فهناك اختلاف بين هاتين الجملتين؛ فالأولى: إخبار الشخص عن نفسه، أمّا الثانية ففيها يفتخر بنفسه وبقبيلته، ويعرب عربي في هذه الجملة خبر مقدم والضمير أنا مبتدأ. |
التفاؤل والتشاؤم: مثل قولنا: ناجحٌ زيادٌ. |
تدريب: أعرب/ي الجمل الآتية بناءً على ما تقدَّم |
---|
الجمل |
---|
في المدرسةِ طلّابها |
عندي كتاب |
ما في القريةِ إلّا أهلها |
متى موعدك؟ |
أين جامعتك؟ |
جواز تقديم الخبر على المبتدأ
أجاز النحاة أن يتقدم الخبر على المبتدأ إذا لم يكن هناك من مواطن وجوب أن يتقدم المبتدأ على الخبر، أو في حالات وجوب أن يتقدم الخبر على المبتدأ، وهم يتفقون على جواز أن يتقدم الخبر على المبتدأ في الحالات التالية:
- إذا كان الخبر شبه جملة والمبتدأ معرفة، ومن الأمثلة على ذلك قولنا: فوق السطح زيدٌ، حيث إنّ شبه الجملة "فوق السطح" تُعرب في محل رفع خبر مقدم، و "زيدٌ" مبتدأ مؤخر مرفوع بالضم.
- إذا كان معنى الخبر يستحق الصدارة، ومن الأمثلة على ذلك قولنا: ممنوعٌ الدخولُ، فتُعرب هذه الجملة كالتالي: ممنوعٌ: خبر مقدم مرفوع وعلامة رفعه الضم، الدخولُ: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
- إذا كان المبتدأ والخبر مسبوقين بحرف استفهام أو نفي وكان الخبر وصفاً، ومن الأمثلة على ذلك: أمسافرٌ أنت، فتُعرب هذه الجملة كالتالي: الهمزة: حرف استفهام، مسافرٌ: خبر مقدم مرفوع وعلامة رفعه الضم، أنت: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ مؤخر وعلامة رفعه الضم.
تدريب: حدِّد/ي المبتدأ من الخبر في الجمل الآتية |
---|
الجملة | المبتدأ من الخبر فيها |
---|
مثال | المبتدأ: (.....................) \ الخبر: (.....................) |
مثال | المبتدأ: (.....................) \ الخبر: (.....................) |
مثال | المبتدأ: (.....................) \ الخبر: (.....................) |
مثال | المبتدأ: (.....................) \ الخبر: (.....................) |
لمعرفة المزيد من التفاصيل عن المبتدأ والخبر يرجى قراءة المقال الآتي: بحث عن المبتدأ والخبر .
تقديم الخبر على المبتدأ
يُعرَّف الخبر لغويّاً حسب ما جاء في معجم "لسان العرب" لابن منظور بأنّه: "ما أتاك من نبأ عمّن تستخبر" أما تعريفه الاصطلاحي فهو الجزء الذي يُكوّن مع المبتدأ جملة مفيدة، أمّا المبتدأ بمعناه اللغوي فقد جاء من البدء بفعل الشيء، أي البدء بفعله في البداية وكلّ ما أُخرج من هذا الجذر وكان بمعنى البداية، أمّا معناه الاصطلاحي فهو الاسم الخالي من العوامل اللفظية التي إذا دخلت على الجملة الاسمية تُحدِثُ فيها تغييراً مثل النواسخ وحروف الجرّ الزائدة.
المتعارف في النحو أنّ الأصل أن يتقدم المبتدأ على الخبر في الجملة الاسمية في أغلب الأحيان، وأنّ الخبر يأتي متأخراً عنه، ولا يجوز أن يكون الخبر متقدماً على المبتدأ إلا بالشروط التي وضعها النحاة وفي الإشارات البلاغيّة التي ذكرها البلاغيون في كتبهم، وضمن هذه الشروط فإن الخبر يجوز أن يتقدم على المبتدأ وجوباً وجوازاً.