تفسير سورة البروج للأطفال
التعريف بسورة البروج
سورة البروج سورة مكية عددها آياتها اثنتان وعشرون آية، وتسمى سورة "السماء ذات البروج"، ومن أهم المواضيع التي تناولتها السورة: ذكر قصة أصحاب الأخدود لتثبيت المسلمين، ولتخفيف الحزن عنهم؛ وذلك لما أصابهم من أذى المشركين، كما ذكرت بعض الأدلة على وحدانية الله -تعالى- وقدرته.
تفسير سورة البروج للأطفال
القسم بعدة أمور
أقسم الله -تعالى- في بداية سورة البروج بعدة أمورٍ، وهي كما يأتي:
- السماء ذات النجوم
أقسم الله -تعالى- في بداية سورة البروج بالسماء، وما فيها من نجومٍ تضيء السماء وتزينها، قال -تعالى-: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ)، والبروج تعني: النجوم.
- يوم القيامة
أقسم الله -تعالى- في بداية سورة البروج بيوم القيامة، قال الله -تعالى-: (وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ)، واليوم الموعود يعني: يوم القيامة.
- يوم الجمعة ويوم عرفة
أقسم الله -تعالى- في بداية سورة البروج ب يوم عرفة ويوم الجمعة، قال -تعالى-: (وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ)، وشاهد يعني: يوم الجمعة، ومشهود يعني: يوم عرفة.
قصة أصحاب الأخدود
تتكلم الآيات الكريمة عن قصة قومٍ كافرين جبارين، أرادوا أن يُرجِعوا المؤمنين عن دينهم فرضوا ذلك، فحفر الكفار في الأرض أخدوداً -أي شق عظيم-، وأشعلوا فيه النار وألقوا به المؤمنين، قال -تعالى-: (قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ* النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ* إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ* وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ* وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ).
الأدلة على وحدانية الله تعالى وقدرته
ذكرت الآيات الكريمة عدداً من أدلة وحدانية الله -تعالى- وقدرته، وهي كما يأتي:
- ملك الله تعالى للكون وعلمه المطلق بأفعال عباده
الله -تعالى- خلق السماوات والأرض وما بينهما، فهي في ملكه وتحت تصرفه ولا شريك له فيهما ولا نديد، والله -تعالى- عالم بأعمال الخلق لا تخفى عليه خافية، قال -تعالى-: (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ).
- قوة الله تعالى وجبروته
الله -تعالى- قوي عظيم، قادر على أخذ الجبابرة والظلمة وتعذيبهم، قال -تعالى-: (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ).
- الخلق والبعث
الله -تعالى- وحده هو الذي يخلق الخلق أولاً في الدنيا، ثم يعيدهم إلى الحياة بعد موتهم للحساب والجزاء، قال -تعالى-: (إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ)، والله -تعالى- واسع المغفرة لمن تاب وآمن، وهو كثير المحبة والود لمن أطاعه واتبع هداه، قال -تعالى-: (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ).
- مطلق قدرة الله تعالى
الله -تعالى- ذو المجد العظيم، القادر على فعل أي شيء يريده، ولا يسأل عما يفعل لعظمته وقهره وحكمته وعدله، قال -تعالى-: (ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ* فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ).
مصير الكافرين وجزاء المؤمنين
الكفار الظالمون الذين حاربوا وعذبوا المؤمنين والمؤمنات، وأحرقوهم بالنار ثم لم يتوبوا إلى الله -تعالى- من ذنوبهم، ولم يرجعوا عن تعذيبهم للمؤمنين والمؤمنات فمصيرهم في الآخرة عذاب جهنم، قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ).
والمؤمنون الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأطاعوا الله -تعالى- وصبروا على أذى الكفار المشركين، مصيرهم الجنة بما فيها من مختلف أنواع النعيم ، قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ).
التذكير بمصير فرعون وثمود
يعظ الله -تعالى- المشركين والكفار، ويذكرهم بمصير من كفر وكذب من قبلهم من الأقوام السابقة؛ ك قوم فرعون وقوم عاد، الذين عذبوا في الدنيا بسبب كفرهم وعنادهم وطغيانهم وتكذيبهم بما جاء به رسل الله -تعالى-، قال -تعالى-: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ* فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ* فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ* بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ* وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ).
تعظيم القرآن وتمجيده
رد الله -تعالى- على تمادي الكفار وتكذيبهم وكفرهم بالقرآن الكريم، بأنه عالي المكانة بين الكتب الإلهية في النظم والمعنى، متضمناً للمكارم الدنيوية والأخروية، قال -تعالى-: (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ)، وأن الله -عز وجل- قد فرغ من علم عباده وعلم ما يعملون قبل أن يخلقهم ولم يجبرهم على المعصية، قال -تعالى-: (فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ).