تفسير سورة الانفطار للأطفال
تفسير سورة الانفطار للأطفال
تفسير الآيات المتعلّقة بوصف أحداث يوم القيامة
ويشتمل هذا القسم على الآيات من (1-5)، ومن تلك الأحداث ما يأتي:
- انشقاق السماء، كما في قوله -تعالى-: (إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ).
- تساقط النجوم وزوال جمالها، كما في قوله -تعالى-: (وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ).
- تفجير الله -تعالى- البحار بعضهم في بعض، فتصبح بأمر الله بحراً واحداً، كما في قوله -تعالى-: ( وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ).
- تحرك القبور، وإخراج ما فيها من الأموات، كما في قوله -تعالى-: (وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ).
- انكشاف الغطاء عن أعمال الإنسان، وزوال ما كان خفياً، عندما يحشر الناس ويجتمعون بين يدي الله للجزاء على أعمالهم، فتعلم كل نفس ما قدمت من أعمال صالحة أو أعمال سيئة، وفي هذا اليوم يندم الظالم على ما قدم من أعمال سيئة.
وعندما يرى ميزانه أنّه قد خف، والسيئات قد أُحضرت إليه، وفي هذا اليوم يفوز المتقون الذين قدّموا الأعمال الصالحة؛ بالنعيم الدائم والسلامة من نار جهنم، كما في قوله -تعالى-: (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ).
تفسير الآيات المتعلقة بالاغترار بالله والتذكير بكتابة الملائكة للأعمال
ويشتمل هذا القسم على تفسير الآيات من (6-12)، على النحو الآتي:
- في قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ).
في هذه الآية تهديد للإنسان الذي يفعل الذنوب والمعاصي، فيقول الله -تعالى- مخاطباً له ما غرّك بربك العظيم؛ أي ما الذي جعلك تقدم على معصيته، ومقابلته بما لا يليق.
- في قوله -تعالى-: (الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ).
أليس الله تعالى هو الذي خلق الإنسان فجعله سوياً معتدل القامة أي معتدل ما بين الطول والقصر، فجعلك في أحسن هيئة وأفضل شكل.
- في قوله -تعالى-: (فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ).
يُبيّن الله -تعالى- أنه قادر على خلق الإنسان بشكل وصورة قبيحة، ولكن بلطفه ورحمته وحلمه؛ خلق الإنسان بشكل حسن مستقيم معتدل، فجعله حسن الهيئة وحسن المنظر.
- في قوله -تعالى-: (كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ).
يُشير الله -تعالى- من خلال هذه الآية الكريمة، إلى أن تكذيب الإنسان بالجزاء والحساب، هو السبب الأساسي الذي يدفع الإنسان إلى مقابلة إحسان الله بارتكاب الذنوب والمعاصي.
- في قوله -تعالى-: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ* كِرَامًا كَاتِبِينَ* يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ).
يُبيّن الله تعالى أنّ الإنسان لا بدّ أن يحاسب على جميع أعماله، لذلك جعل عليه ملائكة كرام، يكتبون جميع أعمال الإنسان، وهم كرام واللائق بالإنسان ألّا يُقابلهم بقبائح أعماله.
تفسير الآيات المتعلقة ببيان حال الفريقين يوم القيامة
ويشتمل هذا القسم على تفسير الآيات من (13-19)، على النحو الآتي:
- في قوله -تعالى-: (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ).
والأبرار هم الملازمون للبر، وهم الذين صدّقوا في إيمانهم؛ من خلال القيام بالفرائض والطاعات، واجتناب المعاصي، فهؤلاء جزاؤهم نعيم الجنان ينعمون فيها.
- في قوله -تعالى-: (وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ* يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ* وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ).
والفجّار هم الكفار الذين قصّروا في حقوق الله -تعالى- وفي فرائضه وطاعته، وفعلوا المعاصي والذنوب، فهؤلاء جزاؤهم الجحيم والعذاب الأليم يوم القيامة، يوم يحاسب الله -تعالى- العباد على أعمالهم، ويوم الدين هو من أسماء يوم القيامة، الذي عظمه الله -تعالى-، وحذر عباده منه، وهؤلاء الفجّار هم مخلدون في الجحيم لا يخرجون منه أبداً.
- في قوله -تعالى-: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ* ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ* يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ).
يُخاطب الله تعالى من خلال الآية الكريمة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، قائلاً له: ما أدراك وما أشعرك يا محمد ما يوم الدين، وفي تكرار الآية تعظيم ليوم القيامة، يوم تدان وتحاسب الناس على أعمالهم، يوم لا يقدر أحد على نفع أحد، فالأمر يومئذ لله لا ينازعه ولا يشاركه عليه أحد.
التعريف بسورة الانفطار
سُميّت هذه السورة في المصحف ومعظم التفاسير بسورة الانفطار، وسبب التسمية ذكر انفطار السماء في أولها فعرفت بذلك، وهي سورة نزلت على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة اتفاقاً، ونزلت سورة الانفطار بعد سورة النازعات وقبل سورة الانشقاق، ويبلغ عدد آياتها تسع عشرة آية.
وموضوع السورة هو إثبات البعث، وذكر أحوال يوم القيامة، وهذا ما أشار إليه قوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن سرَّه أن يَنظُرَ إلى يومِ القيامةِ كأنه رَأْيَ عينٍ! فليقرأْ إذا الشمس كورت، وإذا السماء انفطرت، وإذا السماء انشقت)، ففي الحديث إخبار من النبي أن من أحب أن ينظر ليوم القيامة، ويريد أن يرى أحداث هذا اليوم كأنها أمامه، فعليه أن يقرأ تلك السور.