تفسير سورة الأنبياء
تفسير سورة الأنبياء
التعريف بسورة الأنبياء
هي السورة الحادية والعشرون في ترتيبها القرآني، وهي سورة مكية باتفاق، وفيها ألف ومائة واثنتا عشرة آية، ومائة وثمان وستّون كلمة، وسميت بذلك لذكر قصص الأنبياء فيها؛ فذكر فيها ستة عشر نبياً، وكل قصة تحوي عبرة.
ولها فضل عظيم كغيرها من سور القرآن الكريم؛ فعن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: (في بني إسرائيل، والكهف، ومريم، وطه، والأنبياء، إنهن من العتاق الأول، وهن من تلادي) .
مناسبتها لما قبلها
لقد خُتمت سورة طه ببيان أن الناس قد تركوا عبادة الله -تعالى-، ومالوا إلى متاع الحياة الدنيا وفُتِنوا بها، وأمر الله -تعالى- النبي -صلى الله عليه وسلم- بالصلاة والعبادة والصبر.
ثم جاءت سورة الأنبياء وبدأت بالموضوع الذي انتهت بها سابقتها، فذكرت الآيات غفلةَ بني الإنسان، وغرقهم في متاع الحياة الدنيا وإقبالهم عليها، وبذلك كانوا قد نسوا يوم الحساب، فإذا سمعوا القرآن لا تخشع له قلوبهم.
مقاصد السورة
لا بد من التنبيه على الأغراض التي جاءت بها السورة، فمنها:
- التنبيه بأن يوم البعث حق، وواقع لا محالة.
- الله -تعالى- أوجد المخلوقات من العدم، وهذا دليل على قدرته التي لا حدود لها.
- الرسول -صلى الله عليه وسلم- كغيره من الرسل، جاء برسالة من الله -تعالى-.
- ذكر كثير من أخبار الرسل السابقين، وتنبيه لما أصاب الأمم السابقة بعد تكذيبهم لرسلهم.
- وعد الله -تعالى- واقع لا محالة.
- هذا الكون وسريانه بانتظام، وكل ما فيه من إبداع، دليل على وحدانية الله -تعالى-.
- كل ما في هذا الكون فانٍ.
- من خلال القصص بيّن الله -تعالى- كيف نصر رسله، على أقوامهم الظالمين.
التفسير الإجمالي لسورة الأنبياء
هذا عرض بسيط على شكل نقاط لتفسير سورة الأنبياء:
- في مطلع السورة أخبر الله -تعالى- أن قيام الساعة قد اقترب؛ وفيه سيحاسب الناس على أفعالهم.
- اتهام قريش للنبي -صلى الله عليه وسلم- بأنه ساحر وشاعر؛ وطلبوا منه المعجزات والبراهين على أنه مرسل من عند ربه.
- الله -تعالى- أرسل الرسل لدعوة الناس إلى توحيده، وأنزل الكُتب لتكون حجة عليهم، فمن كفر منهم أهلكهم الله -تعالى-، وجعلهم عبرة لمن بعدهم من الأمم.
- الله -تعالى- هو واحد لا إله غيره؛ خلق السماوات والأرض وأبدع في الكون، فلو كان معه إله آخر، كما يزعم هؤلاء الكفار لما انتظم هذا الكون؛ ولكان في فوضى.
- السماء كانت لا تمطر، والأرض لا تنبت، فبعد أن خلق الله الخلائق أنزل من السماء الماء، وأنبت النبات من الأرض.
- جعل الله -تعالى- السماء سقفاً للأرض، وخلق الأرض وثبتها بالجبال والطرق الواسعة.
- خلق الله -تعالى- الليل والنهار، والشمس والقمر كل منهما له مسلك يسير به.
- ومع أن الإنسان يعيش حياته غارق في كل هذه النِّعم؛ إلا أن في النهاية مصيره الفناء والموت، وما كانت هذه النعم إلا ابتلاءً؛ ليرى الله -تعالى- من يشكر ومن يكفر.
- تهديد الله -تعالى- للذين كفروا بمحمد -صلى الله عليه وسلم- بالعذاب الأليم، كما حدث للأقوام السابقين.
- الله -تعالى- هو الذي يحفظ الإنسان بالليل والنهار.
- يبدأ الله -تعالى- بذكر قصة موسى -عليه السلام- ، وأنه أرسله لهداية بني إسرائيل، ودعوتهم لعبادة الله وحده.
- ثم ذكر قصة سيدنا إبراهيم -عليه السلام-، وكيف كانت دعوته لأبيه وقومه؛ لترك عبادة الأصنام وعبادة الواحد الأحد، وأنه -عليه السلام- كسّر أصنامهم إلا كبيرهم، فكيف لهم أن يعبدوا ويتضرعوا لمن لا يستطيع حماية نفسه.
- قام قوم إبراهيم -عليه السلام- بإلقائه في النار؛ إلا أن الله -تعالى- أنقذه منها، بأن جعلها برداً وسلاماً عليه.
- أنقذ الله تعالى لوطاً -عليه السلام-، من قومه وأخرجه من بينهم.
- استجابة الله تعالى لنوح -عليه السلام-؛ بعد أن دعا الله -تعالى-، لينجيه وقومه من القوم الظالمين.
- أعطى الله -تعالى- لأنبيائه ورسله، معجزات كتسخير الرياح لسليمان.
- استجابة الله -تعالى- لدعاء أيوب -عليه السلام-؛ أن يكشف عنه البلاء.
- أنجى الله -تعالى- ذا النون، وهو يونس -عليه السلام- من بطن الحوت.
- دعا زكريا -عليه السلام- ربه؛ ليرزقه بالذرية الصالحة، فاستجاب له ورزقه بيحيى.
- رزق الله -تعالى- مريم -رضي الله عنها- بولد من غير أب، وهذه من المعجزات، وليعلم الناس أن الله إذا أراد أمراً قال له كن فيكون.
- من علامات الساعة الكبرى خروج يأجوج ومأجوج.
- إذا قامت الساعة يتذكر الناس حينها أنهم كانوا غافلين.
- الأرض جعلها الله -تعالى- لعباده الصالحين.
- الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو رسول لجميع الأمة، ورحمة لهم.
- الله -تعالى- عالمٌ بكل شيء؛ بما أسرَّ به الإنسان وبما جهر به، فالله يعلم الخفايا والنوايا.