تفسير رؤية الجبل العالي في الحلم
رؤيا الجبل في المنام
إنّ رؤيا الجبل في المنام تدل بعمومها على القوة أو الثبات وانهياره يدل بعمومه على الضعف والتغير، وتختلف تأويلاته باختلاف أحوال الرؤيا والرائي لذا ففي الرؤيا احتمالات عديدة.
مكانة الجبل بين القرائن والرموز الأخرى في المنام
أحيانا يكون الجبل في الرؤيا رئيسياً فيكون محور التعبير، وأحيانا غير رئيسي في الرؤيا فلا يكون محوراً للتعبير، فمن ذلك كما لو رأى نفسه يسير في بستان ويلتقط الزهور ورأى في أثناء ذلك جبلاً بعيداً، ففي هذه الرؤيا دلالة الجبل فيها ليست رئيسة ويقاس على ذلك بخلاف ما لو رأى جبلاً فوقه.
وهنا لو كانت رؤيا الجبل رئيسة وهو خائف فقد يكون على ذنب ويجب أن يتقي الله ويتوب منه، كما في قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
اختلاف تعبير الجبل باختلاف حال الرائي ومنها
تختلف تعبيرات رؤيا الجبل في المنام تبعًا لحال الرائي، كما في الفقرات الآتية:
الزواج وعدمه
لو رأت العزباء أنّ جبلاً يدخل عليه فلعلها تتزوج من رجلٍ عظيم قوي، وإن رأت أنها تسير وبجانبها جبلان فقد يكونان أخويها أو أبوها وأخوها الكبير أو زوجها أو غيرهما، ولو رأى الزوج أو الزوجة أنّ جبلاً يخرج منها أو في غرفتها أو بين يديها أو يديه، فقد يكون مولوداً ذكراً له شأن أو قوي الشخصية أو الجسد.
العمل وعدمه
إذا كان الرائي يعمل ورأى نفسه أنّه يبني جبلاً فهو يؤسس لعمل كبير سينجح، وإذا رأى الجبل مُنهارًا فهو فشل للمشروع، أو رأى الجبل صغيراً، فمشروعه قد ينجح لكن يبقى صغيراً، أو رأى الجبل يكبر ببطء، فمشروعه قد ينجح لكن يحتاج وقتاً.
كما تختلف التفسيرات من حيث طبيعة الجبل وموقعه والتعامل معه في الرؤيا، وذلك فيما يأتي:
- الصعود والنزول
الجبل بحسب علوه يُعبّر على ارتفاع الشأن، وكلما كان أقصر وأصغر كلّما دل على قلة شأن من يُعبر عنه الجبل في الرؤى، وذكر ابن شاهين: أن من رأى نفسه يصعد الجبل فقد يدل على تحقيق المراد ويقضي حاجته.
وإن رأى أنه يصعد جبلًا وصار فوقه فيدل على استيلائه على ملك لغيره، ومن رأى أنه ينزل عن الجبل، لم يحقق مراده ولم تقضى حاجته، ومن رأى أنه يسقط عن الجبل فقد يدل على تحقيق نفع في دِينه ودنياه مع الفضيحة بين الناس.
- طبيعة الجبل خصب أو قحط
وقد ذكر محمد قطب من أمثلته: إذا رأى جبلاً فيه زرع ونبات فهو حاكم فيه خير ودين، وإذا لم يكن فيه ماء ولا زرع فهو طاغية، ولو رأى نفسه على جبل مع شربه للماء وكان الرائي من أهل المناصب فإنه يلي رئاسة شيء، ولو كان الرائي تاجر فإنه يرى خيراً ويرتفع شأنه.
- مكان الجبل ومكان الرائي منه
والجبل في البيت أب، أو أخ، أو زوج، أو ولد كبير، وفي ساحة البيت ربما يكون كذلك وربما يكون عم، أو خال، أو صديق، أو جار، وقد جمع الشيخ علي الطهطاوي بعضا من ذلك: فلو رأت المرأة أنها تركب على جبل فهي تتحكّم في الرجل، أو رأت أنها تهدم الجبل، فإنها تؤذي رجلاً ما، ولو رأت أنها تحفر أو تَنقِبُ في جبل، فلعها تجهز كيدا لرجل، وغير ذلك من الأمور والله -تعالى- أعلم.