تفسير آية الدين
تفسير آية الدين
آية الدين هي الآية مئتان وثلاثةٌ وثمانون من سورة البقرة ، وتفسيرها كما يأتي:
- تداينتم: أي داين بعضكم بعضاً، وتعاملتم بالدين المؤجل.
- بدينٍ: والدين هو المال الذي يكون في الذمّة.
- أجلٍ: وهو الأجل الذي يضعه الشخص لإنهاء الشيء.
- مُسمّى: أي المعلوم بٍمدةٍ مُعينة ومُحددة، كاليوم، أو الشهر، أو السنة، كما يدخل في الدين المؤجل القرض والسلم وبيع الأعيان إلى وقتٍ وأجل.
- بالعدل: أي كتابة الدين بالحق من غير الزيادة أو النُقصان في المال والأجل.
- ولا يأب: أي لا يمتنع، وليُملل الإملال والإملاء واحد.
- لا يبخس: أي لا يُنقص.
- سفيهاً: و السفيه هو ناقص العقل والمُبذر لماله.
- ضعيفاً: ويُقصد بالضعيف الصبيّ أو الشيخ كبير السن.
- ولا تسئموا: أي لا تملوا وتتضجروا.
- أقسط: أي أعدل.
- وأقوم للشهادة: أي أثبت لها وفيه إعانةٌ على إقامتها.
- وأدنى ألا ترتابوا: أي أقرب إلى البُعد عن الريب والشك في الدّين وأجل الدّين.
- فُسوقٌ بكم: أي خُروجٌ عن الطاعة.
معنى آية الدين
تُرشد آية الدّين إلى العديد من القواعد المُهمة في المُعاملات التي تجري بين الناس، ومنها ما يأتي:
- الندب إلى كتابة الدّين
الذي يكون مؤجلاً في الذمة، سواءً كان هذا التأجيل عن طريق القرض أو البيع أو السّلم، والسلم هو: بيعُ شيءٍ موصوفٍ في الذمة يؤجل تسليمهُ إلى المُستقبل.
- حثت الآية كاتب الدّين أن يكون عادلاً في كتابته
عالماً بأصول الكتابة وشُروطها، وأرشدت الآية الكاتب أن يمتنع عن الكتابة إن كان لا يُمكنه منها، وأن يكتب كما علمه الله -تعالى- من غير زيادةٍ أو نُقصان، ومن غير إضرار بأحد الأطراف.
- حثت الآية المدين أن يُملي على الكاتب بالحق
فلا يزيدُ ولا يُنقص من الحق شيئاً عند إملائه للكاتب، فإن كان المدين لا يُحسن التصرف في ماله لنقص عقله أو بسبب تبذيره، أو كان ضعيفاً لصغر سنه أو كبره، أو كان لا يستطيع أن يُملي للكاتب بسبب جهله، فيتولى الإملاء في هذه الحالة وليه القريب أو البعيد أو القيّم عليه الذي يتولى شؤونه، ويكون الإملاء بالعدل والإنصاف.
- الإشهاد ويكون بالحق
وتكون إمّا بشهادة رجلين عدلين عاقلين بالغين، أو شهادة رجل وامرأتين، كما يجب على الشُهود الحُضور لأدائها عند الدُعاء إليها؛ لأن كتم الشهادة معصيةٌ ومضيعةٌ للحُقوق.
- عدم الإضرار
من الكاتب أو الشاهد بأحد الأطراف من خلال الزيادة أو النُقصان.
- عدم الحاجة إلى الكتابة في حال كان العقد من البيوع التجارية السريعة
والتي يتم فيها تسليم المبيع والثمن في نفس الوقت، كما حثت الآية على التحلي ب التقوى من قبل جميع الأطراف عند تعاملهم.
سبب تسمية آية الدّين بهذا الاسم
سُمّيت آية الدين بهذا الاسم؛ لأن الله -تعالى- ذكر فيها أحكام الدّين والتعامل به، وما يتعلق به، وتُعدُ آية الدين أطول آيةٍ في القُرآن الكريم.