تعليم الوضوء والصلاة للأطفال
خطوات تعليم الوضوء للأطفال
يكون تعليم الوضوء للأطفال بعدّة خطوات، نذكرها فيما يأتي:
- يبدأ الطفل بالنيّة، فينوي الوضوء والأصل بالنيّةِ تكون بالقلبِ، فلا يتمّ التلفظ بها، ثم يقوم بالبسملة وهي قول المسلم: "بسم الله الرحمن الرحيم".
- يقوم بغسلِ اليدين ثلاث مرات.
- يقوم بالمضمضةِ والاستنشاق، فيَضع الماء في اليد اليمنى، ويضع نصفه بالفم ويَتمضمض، ويَضع النِّصف الآخر في الأنف، ويُخرجه عن طريق الاستنثار في اليد اليسرى.
- ويقوم بتكرار ذلك ثلاث مرات، أو يقوم بالمضمضة أوّلاً ثلاث مرات منفصلة عن الاستنشاق، ثم يقوم بالاستنشاق ثلاث مرات.
- يقوم بغسلِ الوجه من منابت الشّعر إلى أطراف الذقن، ومن الأُذن للأُذن عرضاً، ويُكرّر ذلك ثلاثاً.
- يقوم بغسل اليد اليمنى من أصابع اليد إلى المرفقِ ثلاث مرات، ثم يقوم بغسل اليد اليسرى مثل ذلك.
- يضع الماء على اليدين وينفضهما، ثم يمسح الرأس مرة واحدة فقط، ثم يمسح الأُذنين من الداخلِ والخارجِ.
- يقوم بغسلِ الرِّجل اليمنى من الأصابع مع تخليل ما بين الأصابع إلى كعبِ الرِّجل، ثمّ ينتقل للرِّجل اليسرى فيقوم بغسلها كما غسّل الرِّجل اليمنى.
- ويتنبّه المسلم في وضوئه بأن يقوم بإسباغ الوضوء في جميع خطوات الوضوء، وذلك بتعميمِ الماء على جميع الأعضاء، دون نقصٍ أو تقصير، لقول النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ).
- يقول بعد الانتهاء من الوضوء: (أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا عبدُ اللهِ ورَسولُهُ).
خطوات تعليم الصلاة للأطفال
يقوم المسلم بتعليم الصّلاة للأطفالِ عن طريق خطوات عديدة نذكرها فيما يأتي:
- أن يستقبل القبلة ، فيتوجّه إلى الكعبةِ المشرّفة بقلبه ويَنوي صلاة الفرض أو النافلة.
- أن يرفع يَديه إلى مستوى أُذنيه ويقول: الله أكبر.
- أن يَضع يده اليمنى على يده اليسرى موجِّهاً نظره إلى موقعِ سجوده، ويقرأ دعاء الاستفتاح فيقول: (وجَّهْتُ وَجْهيَ للذي فطَرَ السَّمَواتِ، والأرضَ حَنيفًا مُسلِمًا، وما أنا مِنَ المُشرِكينَ).
- أن يبدأ بالاستعاذة والبسملة ، ثم يقرأ سورة الفاتحة في كل ركعة، وعند الانتهاء من السورة يقول: آمين.
- أن يقرأ آيات من سور القرآن الكريم بعد سورة الفاتحة.
- أن يرفع يديه إلى مستوى كَتفيه، ويقول: الله أكبر، ثم يَنحني راكعاً، واضعاً يديه على ركبتيه، ويقول: (سُبحانَ رَبِّيَ العَظيم)، ثلاث مرات، ثم يرفع يديه لمستوى كتفيه، ويقول: (سمعَ اللَّهُ لمن حمدَهُ ربَّنا ولَكَ الحمدُ).
- أمّا قراءة القرآن الكريم في الرّكوع فلا تجوز، فقد ثبت عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنَّه قال: (ألَا وإنِّي نُهِيتُ أنْ أقْرَأَ القُرْآنَ رَاكِعًا، أوْ سَاجِدًا، فأمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فيه الرَّبَّ عزَّ وجلَّ، وأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا في الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ).
- أن يقوم برفع يديه إلى مستوى كتفيه، ويقول: "الله أكبر"، ثمّ ينزل للسّجود واضعاً كفّيْه وركبتيه وأصابع قدميه وجبينه وأنفه على الأرض، لقول النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام-: (أُمِرْتُ أنْ أسْجُدَ علَى سَبْعَةِ أعْظُمٍ علَى الجَبْهَةِ، وأَشَارَ بيَدِهِ علَى أنْفِهِ واليَدَيْنِ والرُّكْبَتَيْنِ، وأَطْرَافِ القَدَمَيْنِ)،
- ويقول: (سُبحانَ رَبِّيَ الأعلى)، ثلاث مرات، ثمّ يقول: "الله أكبر"، ويعتدل جالساً ويقول: (ربِّ اغفر لي، رَبِّ اغفر لي)، ثم يُكبّر ساجداً مرة أخرى مثل السجدة الأولى، وبهذا يكون قد أنهى ركعة كاملة.
- أن يُكبّر ويرتفع من السّجود قائماً لأداءِ الرّكعة الثانية.
- أن يجلس للتّشهّد الأوسط بعد الانتهاء من الرّكعة الثانية، رافعاً قدمِه اليمنى وجالساً على قدمه اليسرى، وتُسمّى جلسة الافتراش ، مع توجيه إصبع السّبابة في اليد اليمنى للقبلة.
- ويقول: (التَّحِيَّاتُ المُبَارَكَاتُ، الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وعلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ)، ويقوم بالتّشهد الأوسط إذا كانت عدد ركعات الصّلاة ثلاث ركعات، أو أربع ركعات.
- ثم يكبّر ويقوم لأداء الركعة الثالثة في الصلاة الثلاثية والرابعة في الصلاة الرباعية، ويفعل كما فعل في الركعات الابقة، لكن يكتفي بقراءة سورة الفاتحة.
- أن يجلس للتّشهد الأخير جاعلاً قدمه اليسرى تحت قدمه اليُمنى، وناصباً -رافعاً- قدمه اليُمنى، وتُسمّى جلسة التَّورُّك، مع توجيه سبّابته اليُمنى باتّجاه القبلة، ويقرأ التّشهد.
- ثم يقرأ الصلاة الإبراهيمية فيقول: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).
- يستعيذ بالله -تعالى- من أربع: (االلَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِن عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ).
- أن يُسلِّم عن يمينه وشماله، فيقول: (السلام عليكم ورحمة الله).
ولا بد للمسلمِ أن يتأكّد قبل البدء بالصّلاة من الطّهارة من الحدثين فيتوضأ أو يَغتسل، وكذلك التّأكد من طهارة ثوبه وطهارة المكان الذي يريد الصلاة عليه.
العمر المناسب لتعليم الأطفال الوضوء والصلاة
العمر المناسب لتعليمِ وتدريب الأطفال على الوضوءِ والصّلاة يبدأ من إتمام الطفل سنّ السّابعة من عمره بالتقويم الهجري ، وهو سنّ التّمييز، بحيث يكون الطفل معتمداً على نفسه، فيأمر وليّ الطفل المسؤول عن شؤونه سواء كان أباه، أو جدّه، أو عمّه، بالوضوء والصّلاة وطهارة الجسد والثّوب والمكان.
ولهذا السنّ أهميّة كبيرة؛ فإذا اعتاد الطفل على الصّلاة من هذا السن أصبحت الصلاة جزء من حياته وشخصيته، فيَصعب تركها حين وجوبها عليه، وبهذه الطريقة يشعر الطفل بالرّاحة وحب الصّلاة، أمَّا إذا انتظر الوالدين أن يكبر الابن ثم أمروه بأداء الصّلاة، فقد يشعر أنَّها مسؤولية كبيرة وعبء عليه، ويجدر على الوالدين إعلام الطفل أنَّه سيبدأ بالتّدرب على الصّلاة في سنّ السابعة.
وتعليم الطفل الصلاة في سنّ السّابعة يكون على سبيل التعويد وليس على سبيل الوجوب والإلزام، فلا يُعاقَب الطفل على ترك الصّلاة في هذا السنّ، ويجب على الوالدين تحبيب الطفل الصغير قبل وصوله إلى سنّ السّابعة، من خلال غرس قيم الصّلاة قبل طلب أدائها الفعليّ الحقيقيّ في سنّ السابعة، ولا بد أن يسبق الأداء الفعلي التّعليم والتدريب.
وثبت عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنَّه قال: (مُرُوا أولادَكم بالصلاةِ وهم أبناءُ سَبْعِ سِنينَ)، والأولاد في الحديث السابق تشمل الذّكور والإناث، فالصّلاة أصل العبادات ، وينبغي أن تكون من أوائل العبادات التي يتعلمها الطفل، ويكون ذلك من خلال تنشئة الطفل تنشئة صالحة، فيتدرّب على الصّلاة منذ الصغر حتى يعتاد عليها عند الكبر.
أساليب تعليم الأطفال الصلاة والوضوء
إن تعليم الأطفال الصلاة والوضوء له العديد من الأساليب، نذكرها فيما يأتي:
- تعليم الأطفال الصلاة عن طريق القدوة الحسنة؛ فيبدأ الوالدان بتعليم أولادهم بشكلٍ غير مباشر، عن طريق مشاهدتهما وهما يقومان بالوضوء والصلاة، فعندما يشاهد الطفل والداه يصلّيان لله -تعالى- متوجّهان له وحده بعيداً عن الدّنيا، يتأثّر بهما ويقوم بفعل ما يفعلانه.
وأسلوب القدوة يعدّ من أكثر أساليب التعليم تأثيراً على الأطفال، فالأطفال يتعلّمون الأمور العمليّة الّتي يشاهدونها ويحاكونها أسرع من الأمور التي يتلقّونها بالسّماع دون المشاهدة، ويَرون أنَّ كلّ ما يفعله الكبار صحيحاً، فيقومون بتقليد ما يشاهدونه من أفعالهم، فلا بد من الحرص على فعل الأمور الصالحة أمامهم.
كما أنَّ القدوة لها أثرٌ واضحٌ في بناءِ شخصيّة الطفل وتأثيرها على تربيته الخُلقية والعقليّة، وهي مهمة جداً في تكوين عادات وسلوكات الطفل، فقد بعث الله -تعالى- سيّدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- ليكون قدوة للمسلمين في أقوالِه وأفعالِه.
- تعليم الأطفال الصلاة والوضوء بالتّدريب والممارسة العمليّة؛ فيقوم الوالدان أو المُربّي بالوضوء والصّلاة أمام الطفل، فيقلّد الطفل ويفعل مثل فعل الكبار، فقد كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يُعلّم أصحابه الوضوء، فيتوضأ أمامهم ويُصلّي أمامهم، لأنَّ التّدريب والممارسة العمليّة لها أثرٌ واضح في التّعليم، فعن عثمان بن عفان -رضيَ الله عنه- أنّّه قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ كما توضأت)، وهذا هو التعليم بالمتابعة والعمل والممارسة والاقتداء العملي.
- تعليم الأطفال الوضوء والصلاة عن طريق التّشجيع والتّرغيب، فلا يوبّخ الأب ابنه بسبب التّقصير في الصّلاة بشكلٍ مباشر، وإنَّما بالتّلميح والإشارة منتقداً التّصرف الذي قام به دون التّعرض للطفلِ نفسه، فلا يقول له بأنَّه فاشل أو ما شابه من الكلماتِ المؤذية التي تؤثر على شخصيّة الطفل، بل يقوم بتشجيعه وتحفيزه على الاستمرار في أداءِ العبادات.
فإن لم يستجب الطفل للصّلاة وكان قد بلغ سنّ العاشرة، فيلجأ المُربي للضّرب الذي يكون وسيلة علاج، وله شروط محدّدة منها: ألَّا يكون ذلك الضّرب شديداً، وألّا يكون الضّرب على الوجه، ولا يزيد عن ثلاث ضربات، ولا يُكرّر الضّرب في موضع واحد.
- تعليم الأطفال الوضوء والصلاة عن طريق تحببيهم بهما، وعدم استخدام الشدّة، فالأطفال حين البدء بتعليمهم الصلاة سيرتكبون عدّة أخطاء، فيجب على الأهل أو المُرّبي ألّا يتشدّد في تصيُّد أخطاء الطفل، فيُنفّره من الصّلاة ويجعلها عبء ومسؤولية عليه، وبالتالي يقوم بتركها لأنَّه لا يريد أن يُوبَّخ من والديه أو من المُرّبي، لذا ينبغي الحرص على تحفيزه على الاستمرار والمحاولة.
- تعليم الطفل الوضوء والصلاة عن طريق المكافأة والترغيب، فعلى المربي أن يقوم بمكافأة الطفل حين أداء الوضوء والصلاة؛ لتشجيعه على الاستمرار، وأيضاً يخبره عن الجزاء الأُخروي، وذلك لربط العبادة بالله -تعالى- وحده، وعدم ربطها بالهدية الدُّنيويّة.
- تعليم الأطفال الوضوء والصلاة عن طريق تحبيب وترغيب الطفل بالمسجدِ وصلاة الجماعة؛ فعلى الأب أو المُرّبي اصطحاب الطفل للمسجدِ، وتعليمه آداب المسجد حتى يتعلّق قلبه بالمساجد، وتكمن أهميّة المسجد في بناء القيم الفكرية والارتقاء بفكر الطفل، وترسيخ عبادة الله -تعالى- وحده في نفسه، وضبط أفعاله وأقواله، كما تُقوّي من قدرة الطفل على التفاعل مع المجتمع وتنمية قدراته النفسيّة والاجتماعيّة.
- تعليم الأطفال الوضوء والصلاة عن طريق ربط الأمور المحبّبة إلى الأطفال بمواعيد الصّلاة، فمثلاً يُخبر الوالد الطفل أنَّهم سيذهبون في نُزهةٍ بعد صلاة الظّهر، وأنَّهم سيأكلون بعد صلاة العصر، فترتبط الصّلاة بعقل الطفل بالأمور المحبّبة لديه، فيقوم بأدائها بحبٍّ ورغبة، وينعكس ذلك أيضاً على تنظيم حياته كلّها على أوقات الصلوات.
- تعليم الأطفال الوضوء والصلاة عن طريق تذكيرهم بفضل الصّلاة، فيجب على المُرّبي تذكير الطفل بمنزلةِ وفضل الصّلاة الواردة في القرآن الكريم والسنّة النبويّة، حتّى تصبح لديه صورة كاملة عن مكانة وأهمية الصّلاة العظيمة في الإسلام، فيقوم بأدائها وأداء النوافل أيضاً.
- تعليم الأطفال الوضوء والصلاة بالرِّفق واللّين والحِلم والأناة، فيجب على المُرّبي أن يأمر أطفاله بالوضوء والصلاة بأسلوب هيّن، ليّن، ويَصبر على تعليمهم، فهذه من الصفات الّتي يحبها الله -تعالى- ورسوله الكريم، فعن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إنَّ الرِّفْقَ لا يَكونُ في شيءٍ إلَّا زانَهُ، ولا يُنْزَعُ مِن شيءٍ إلَّا شانَهُ).