تعليم آداب الدعاء للأطفال
تعليم آداب الدعاء للأطفال
إن من عظم الدعاء ومكانته العالية في الشريعة الإسلامية أن هيّأ الله له أسباباً ليكون أرجى في القبول، وأقرب من الاستجابة، فإن المرء لو أتى لأحد من البشر وطلب منه أمراً ما لقدّم بين طلبه السلام وطيب الكلام، ففي طلبه من الله -عز وجل- أولى وأشد حاجة لتلك الآداب، ومن هذه الآداب ما تكون سابقة للدعاء، ومنها ما تصحبه، وسنتعرف في هذا المقال -إن شاء الله- على كلٍ منها.
الآداب التي تسبق الدعاء
هناك العديد من الآداب التي يُستحب للعبد فعلها قبل أن يشرع في دعائه، ومنها:
- الوضوء.
- استخدام السواك .
- استقبال القبلة ورفع اليدين.
- أن يقدم المسلم بين يدي دعائه عملاً صالحاً.
- تحرّي أوقات استجابة الدعاء.
ومن هذه الأوقات الثلث الأخير من الليل، وآخر ساعة من يوم الجمعة، ووقت مغيب الشمس في يوم عرفة ، وفي السجود في الصلاة، ووقت المطر، فكلها أوقات فاضلة ثبتت فيها النصوص الشرعية في الحثّ على الدعاء فيها.
وقد أخرج البخاري في صحيحه قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له؟ مَن يَسْأَلُنِي فأُعْطِيَهُ؟ مَن يَستَغْفِرُني فأغْفِرَ له؟).
الآداب التي ترافق الدعاء
تعرفنا على الآداب التي يجب أن يتلمسها العبد قبل البدء بدعائه، والآن سنذكر الآداب التي يستحب للعبد فعلها وقت بدئه بالدعاء، وهي كثيرة ومتعددة، أهمها ما يأتي:
- دعاء الله بأسمائه الحُسنى، وصفاته العُليا، فقد قال -تعالى-: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ).
- الإلحاح بالدعاء.
- عدم التعرض والتعدي أو الظلم في الدعاء؛ لأن الدعاء لا يُستجاب إن كان فيه إثم أو قطيعة رحم.
- الدعاء بجوامع الدعاء
ومن هذه الأدعية الجامعة قول الله -تعالى-: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)، حيث تتميز الأدعية الجامعة بأنها قصيرة وعدد كلماتها قليل، وتجمع بين خيري الدنيا والآخرة.
- ترك التكلّف في الدعاء، والابتعاد عن السجع.
- أن لا يدعو المسلم وهو متردد، بل يجزم في مسألته.
- أن يرفع يديه بالدعاء.
- أن يستفتح دعاءه بحمد الله وتسبيحه والثناء عليه بذكر نعمه على الإنسان، ثم يُصلي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم يُتبع ذلك مسألته وحاجته.
فائدة تعليم الطفل آداب الدعاء
لا بد من غرس قيم الدين الإسلامي في نفوس الجيل منذ نعومة أظفارهم؛ لأن هذا الجيل سيكون يوماً هو النواة الأولى لحفظ الدين والعمل به، ونشر الثقافة الإسلامية، فنُعلّمهم آداب الدعاء من خلال التعليم والممارسة والتعلم بالقدوة، حيث نُطبّق أمامهم هذه الآداب لترسخ في أذهانهم، ويطبقوها في حياتهم.