تعريف علم النفس المعرفي
علم النفس المعرفيّ
مر علم النفس المعرفيّ بالعديد من المراحل عبر الزمن، جعلته يُسلط الضوء عليه، ثم يختفي، ثم يبرز من جديد نتيجة قيام بعض الاتجاهات المعارضة له، والمفندة لمبادئه، ولعل أقوى هذه الاتجاهات المدرسة السلوكية، التي قامت إبان ازدهار علم النفس المعرفيّ، واستطاعت أن تخفي ملامحه نهائياً لفترة معينة من تاريخ علم النفس العام، ثم عاد فظهر من جديد بعد قيام الثورة المعرفيّّة، والتي بدورها سحقت مبادئ المدرسة السلوكية، وأعادت لعلم النفس المعرفيّ حضوره الأول.
مفهوم علم النفس المعرفيّ
لقد ظهرت عدة تعريفات تبرز مفهوم علم النفس المعرفيّ، ولعل من أبرزها ذلك التعريف المختصر له والذي وضعه ثلة من علماء النفس المعرفيّون في العديد من مؤلفاتهم حول هذا الموضوع، فعرفوه على أنه: هو ذلك المجال العلمي المتخصص الذي يدرس المعرفة من منظور نفسيّ، وسيكولوجيّ.
وقد عرف العالم نيسر علم النفس المعرفيّ: بأنه العلم الذي يختص بدراسة جميع العمليات التي يتم من خلالها نقل المدخلات الحسية في الكائن الحي، وتحويلها، وتخزينها، وتوضيحها، واستدعائها، واستخدامها، واستخلاص نتائجها. أي توضيح كيفية نقل المثيرات الحسية الخارجية التي تحيط بالإنسان من خلال حواسه، إلى جهازه العصبي، فيقوم العقل بتوضيحها، وتحليلها، وأرشفتها، ثم إعادة استدعائها من جديد.
أما العالم سولسو فقد عرّف علم النفس المعرفيّ على أنه الدراسة العلمية للكيفيّة التي نكتسب بها معلوماتنا عن العالم، وللكيفية التي نحولها إلى علم، ومعرفة، وكيفية تخزينها، واستخدامها، وتوظيف هذه المعلومات في إثارة انتباهنا، وسلوكنا. ولقد كتب العالم سولسو مقدمة ضخمة في توضيح أهمية علم النفس المعرفيّ، زادت عن مئتي صفحة من مجلد كتبه في هذا الموضوع، مثيراً بذلك أهمية المعرفة في دراسة النفس البشرية من كافة جوانبها، شاملة بذلك الجانب السلوكي الذي قامت عليه المدرسة السلوكية، موضحاً أن السلوك البشري لا ينتج من فراغ، إنما يحتاج لمعارف حتى يكتمل نضجه، ويظهر كاملاً عند الأفراد.
مرتكزات علم النفس المعرفيّ
ومن أهم مرتكزات علم االنفس المعرفي ما يلي:
- التحليل الوظيفي للعمليات العقلية (انتباه، وتذكر، ونسيان، وإدراك)، للسعي نحو فهم، وتوضيح تلك النشاطات العقلية التي يقوم بها الفرد.
- سلوك الفرد قائم على ما لديه من معرفة، ومعلومات حقيقية، وطرق استنباط معرفيّة صادقة وغير قائمة على الفرضيات، وهذه الركيزة استنبطت من فكرة أن السلوك ابن المعرفة.
- تأكيد أن النشاط العقلي هو الأساس في تحصيل المعارف، والحقائق.
- الكائن الحي كائن نشط، وفعال، هو الذي يفعل، والبيئة هي التي تستجيب.