تعريف ظرف الزمان والمكان
التعريف بظرف الزمان والمكان
المفعول فيه أو الظرف هو: اسمٌ منصوب يذكر في الجملة على تقدير "في"، وأمّا إن لم يكن تقديره "في" فهو ليس ظرفًا، ويُذكر لبيان مكان أو زمان حدوث الفعل، وعليه فينقسم المفعول فيه إلى نوعين:
- مفعول فيه ظرف زمان: وهو الاسم المنصوب الذي يدلّ على زمان حدوث الفعل، وذلك على نحو: وصلتُ إلى المنزل ظهرًا، فكلمة "ظهرًا" قد حدّدت زمان حدوث فعل الوصول، وأشهر ظروف الزمان هي: أبد، وحين، وزمان، ووقت، وساعة، ويوم، وشهر، وغير ذلك من الأسماء التي تدلّ على الزمان.
- مفعول فيه ظرف مكان: وهو الاسم المنصوب الذي يدلّ على مكان حدوث الفعل، وذلك على نحو: سألقاك عندَ المتجر، فلفظ "عند" مع إضافته قد حدّد مكان حدوث فعل اللقاء، وأشهر ظروف المكان هي: أسماء الجهات "أمام، وخلف، ويمين، ويسار، وفوق، وتحت"، وأسماء المقادير المكانية مثل: "ميل، وفرسخ، وبريد، وقصبة، وكيلومتر" وغير ذلك من الألفاظ الدّالة على المكان.
أقسام ظرف الزمان والمكان
ينقسم ظرفا الزمان والمكان من حيث دلالتهما إلى نوعين هما:
الظرف المحدود
هو الظّرف الذي يدلّ على زمانٍ أو مكانٍ محدّد، ومن ظروف الزمان الدّالة على زمانٍ محدّد "ساعة، ويوم، وليلة، وأسبوع، وشهر، وسنة، وعام" وكذلك الأمر بالنسبة لفصول السنة والأشهر وأيام الأسبوع، وكل ظرف مبهم إذا ما أضيف إلى ما يزيل إبهامه أو وصف، وذلك على نحو: وقتَ الربيع، فكلمة "وقت" هي كلمة مبهمة لا تدلّ على وقت معيّن، ولكنّها أصبحت محدودة عند الإضافة.
ومن ظروف المكان التي تدلّ على مكانٍ محدّد "دار، ومدرسة، ومكتب، ومسجد، وبلد" وكذلك الأمر بالنسبة لأسماء الأماكن فجميعها أسماء مكان محدودة تدلّ على مكانٍ محدّد.
الظرف المُبهمَ
هو الظّرف الذي لا يدلّ على مكانٍ أو زمانٍ محدّد، ومن الظروف الزمانية المبهمة: "أبد، وأمد، وحين، ووقت، وزمان" فجميع الظروف السابقة تدلّ على الزمان مطلقًا.
ومن ظروف المكان المبهمة مطلقًا "أمام، وراء، يمين، يسار، فوق، تحت، ميل، فرسخ، بريد، قصبة، كيلومتر، جانب، مكان، ناحية"، وهذه الظروف بعضها يكون مبهم المسافة والمكان معًا، وذلك على نحو: " الجهات الست، وجهة، وناحية" ومنها ما يكون مبهم المكان دون المسافة، أي مسافته معروفة لكنّ المكان غير معروف، ومن ذلك أسماء مقادير المكان.
إعراب ظرف الزمان والمكان
إنّ ظرف الزمان يُنصب مطلقًا، فيعرب مفعول فيه ظرف زمان منصوب، سواء أكان محدودًا أم مبهمًا بشرط أن يتضمّن معنى "في"، وذلك على نحو: ذهبتُ حينًا، وسافرتُ ليلةً، وفيما يأتي إعراب الظرفين:
- حينًا: مفعول فيه ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- ليلة: مفعول فيه ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
أمّا بالنسبة لظرف المكان فلا ينتصب منه إلا شيئان:
الأوّل
ما يكون مبهمًا أو شبيه بالمبهم متضمّنًا معنى "في"، وذلك على نحو: وقفتُ تحت الشّجرة، ومشيتُ فرسخًا.
- تحت: مفعول فيه ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- فرسخًا: مفعول فيه ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
الثاني
الظرف الذي مشتقًّا سواء أكان مبهمًا أو غير مبهم، وذلك بشرط أن ينتصب بفعله الذي اشتقّ منه، وذلك على نحو: جلستُ مجلسَ العلمِ، فـ"مجلس" مفعول فيه ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة، أمّا إذا انتصب الاسم المشتق بغير فعله الذي اشتقّ منه وجب جرّه بحرف الجر، وذلك على نحو: أقمتُ في مجلسك.
وإذا كان ظرف المكان محدودًا غير مشتق لم يجز نصبه بل يجر بحرف الجر "في" أيضًا، وذلك على نحو: جلستُ في الدار.
وهناك أيضًا بعض الظروف التي تكون مبنيّة؛ وذلك لأنّ حركة آخرها ثابتة لا تتغيّر بتغيّر موقعها من الإعراب، فالظروف المبنية المختصّة بالزمان هي: "إذا، متى، أيّان، إذ، أمس، الآنَ، مُذ، مُنذُ، قطُّ، عَوضُ، بينا، بينما، ريث، ريثما، كيفَ، كيفما"، ومن ظروف الزمان المبنية ما ركّب من ظرفين أيضًا، وذلك على نحو: "صباحَ مساءَ، وليلَ ليلَ" وغير ذلك من الظروف المركّبة.
وأمّا الظروف المبنية المختصّة بالمكان فهي: "حيثُ، هنا، ثمَّ، أينَ"، والظروف المبنية المشتركة بين الزمان والمكان هي: "أنّى، لدى، لدن" و"قبلُ وبعدُ" في بعض الأحوال.
ما ينوب عن الظرف
تنوب عن الظروف أمور عدّة تنتصب على أنّها مفعول فيه، وهي ستة أمور:
- اللفظ الذي يضاف إليه الظرف: إذا كان اللفظ يدلّ على الكلّية أو البعضيّة مثل: كل، بعض، جميع، عامة، نصف، ربع، وغيره، وذلك على نحو: سافرتُ كلَّ الليل، فلفظ "كلّ" ناب عن المفعول به "الليل" فأخذ مكانه، فإعراب كلَّ هو: مفعول فيه ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
- صفة المفعول فيه: وذلك إذا جاءت قبله، مثل: صبرتُ كثيرًا من الوقتِ، فـ" كثيرًا" هي صفة لظرف الزمان "الوقت" وقد نابت عنه فأخذت مكانه، يُقال في إعرابها: كثيرًا: مفعول فيه ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- اسم الإشارة: إذا ما أشار إلى الظرف، سواء أشار لظرف الزمان أو لظرف المكان، وذلك على نحو: مشيتُ هذا المساء مشيًا كثيرًا، فقد أشار اسم الإشارة "هذا" إلى ظرف الزمان "مساء" فأخذ مكانه وناب عنه، ويُعرب: هذا: الهاء للتنبيه، وذا اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول فيه ظرف زمان.
- العدد: إذا ما جاء تمييزه ظرفًا أو أضيف له ظرف، وذلك على نحو: سافرتُ ثلاثين شهرًا، ومشيتُ أربعةَ فراسخٍ، فالعدد "ثلاثين" قد ناب عن ظرف الزمان شهرًا إذ مُيّز به، والعدد "أربعة" ناب عن ظرف المكان فرسخ إذ أضيف إليه، وفي الإعراب يقال:
- ثلاثين: مفعول فيه ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الياء لأنّه ملحق بجمع المذكر السالم.
- أربعة: مفعول فيه ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- المصدر: إذا تضمّن معنى الظرف، وذلك عندما يأتي المصدر مضافًا إليه بعد الظرف، ثمّ يحذف الظّرف فيأخذ المصدر مكانه، وأكثر ما يرد ذلك في ظروف الزمان بشرط أن تحدّد وقتًا أو مقدارًا معيّنًا، وذلك على نحو: جئتُ صلاةَ الظّهر، انتظرتك ذهابك إلى المدرسة ورجوعك منها، كما قد يرد ذلك في ظروف المكان، وذك على نحو: جلستُ قربَك، ففي الإعراب يُقال:
- صلاة: مفعول فيه ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- ذهابك: مفعول فيه ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
- قربك: مفعول فيه ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخر.
- بعض الألفاظ المسموعة التي ضُمّنت معنى "في": ومن ذلك ما سمع عن العرب قولهم: أحقًّا أنّك ذاهب؟ وجهد رأيي أنّه بريء، وغير شكٍّ أنّك قادم، فكل من "حقًّا، وجهد، وغير" منصوب على الظرفية الزمانية.
إعراب ما يأتي بعد ظرف الزمان والمكان
يُعرب ما بعد ظرف الزمان والمكان مضافًا إليه سواء أكان ما يليها اسمًا مفردًا أم جملة، ومن الظروف التي تدخل على الاسم "بعدَ، وعند" وغيرها من الظروف، وذلك على نحو: "سأراك بعدَ المدرسةِ"، فإعراب بعد والمدرسة هو:
بعد: مفعول فيه ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
المدرسة: مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
وهناك أيضًا ظروف لا تدخل إلّا على الجملة، وفي هذه الحالة تُعرب الجملة بعد الظرف في محل جر بالإضافة، ومنها "إذ، وإذا، وحيث" وغيرها، وذلك على نحو: جئتُ حيثُ بدأتُ دراستي، فإعراب حيث هو: مفعول فيه ظرف مكان مبني على الضم في محل نصب، وجملة (بدأتُ) جملة فعليّة في محل جرٍّ بالإضافة.
ويُقال في القاعدة الإعرابيّة المشهورة: "بعد الظروف ضيوف"؛ أي بعد الظروف يكون إعراب الجملة مضافًا إليه مجرورًا.
أمثلة تدريبية على ظرف الزمان والمكان
إليك أهم الأمثلة التدريبية على ظرفي الزمان والمكان:
استخراج الظرف وتحديد نوعه
استخرج مما يأتي ظرفًا وحدّد نوعه:
- وقفتُ تحتَ الشجرة.
- ذهبتُ إلى صديقي وقتَ العصر.
الظرف | نوعه |
تحت | مفعول فيه ظرف مكان |
وقت | مفعول فيه ظرف زمان |
املأ الفراغات بالظرف المناسب
املأ الفراغات الآتية بالظرف المناسب:الجملة | الحل |
اتّجهت ........ المتجر لشراء حاجياتي | نحو |
خرجتُ .......... طلوعِ الشّمس | وقت |
تدريبات على إعراب الظّرف
حدد الظرف فيما يأتي وأعربه:
- درستُ كلَّ الوقت
كلَّ: مفعول فيه ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- {ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ}
فوق: مفعول فيه ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- {وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا}
وراءَهم: وراء: مفعول فيه ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه، والميم للجمع.
- الجنّة تحت أقدام الأمّهات.
تحت: مفعول فيه ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا}
بعد: مفعول فيه ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.