تعريف شعر الغزل
تعريف الشّعر
يُعرف الشّعر في اللّغة العربيّة بأنّه كلام مَوزون مُقفَّى، أي له قافيةٌ مُحدّدةٌ يلتزم بها الشّاعر عند كتابة قصائده، وتكون القصائد الشعريّة مكتوبةً على تفعيلة مُعيّنة، ويتّصف الشّعر بأنّه كلام جميل يحتوي على أجمل الألفاظ والمعاني وأعمقها، وجمال الوصف، واللّحن الموسيقيّ، والمشاعر والأحاسيس الكبيرة، واستخدام التّشبيهات والاستعارات اللفظيّة، وهو من أكثر الوسائل التي اشتهرت عند العرب في التّعبير عن مواقفههم، وشخصيّاتهم، وصفاتهم، وحياتهم.
أغراض الشّعر
يتميّز الشّعر عن غيره من الكلام بأنّه كلامٌ موزونٌ وله قافية، كما أنّه يحمل المعاني المُختلفة، وهو لونٌ من ألوان الإبداعات التعبيريّة الإنسانيّة التي اتّخذها الكثير من الأشخاص وسيلةً للتّعبيرعن انفعالاتهم وتجاربهم الخاصّة، وتتعدّد أنواع الشّعر أو ما تحويه قصائد الشّعراء من معانٍ، ولها أغراض مُختلفة يُذكر منها:
- الوصف: وهو ما يرويه الشّاعر من تفاصيلَ في مواقفَ أو أحداثٍ عايشها، ووصف الأشياء أو الأحداث بشكل بليغ.
- الفخر والحماسة: وهو غرض يهدف إلى إبراز القوة والشدة والشجاعة وأحاديث البطولة والفخر بالانتصارات.
- الهجاء: ويعني ذكر عيوب ومساوئ الشّخص وإهانته بشكلٍ لفظيّ، وتجريده من الفضائل والخِصال الحميدة.
- الرّثاء : هو البكاء على الميّت والحنين إليه، وذكر مواقفه وصفاته الجميلة.
- الغزل: وهو شعر الحب، وفي هذا المقال سيتمّ الحديث عنه بشكلٍ تفصيليّ.
تعريف شعر الغزل
يُعرف الغزل لغةً: الشِّعْرُ الذِي يُقَالُ فِي النِّسَاءِ وَوَصْفِهِنَّ وَالتَشَبُّبِ بِهِنَّ، ويُعتبر شعر الغزل فنٌّ من الفنون الشعريّة وغرضاً من أغراض نظم الشّعر التي مارسها الشّعراء منذ القِدَم وحتّى الوقت الحاضر، ويكون بوصف الجمال والتغنّي به، والاشتياق للمحبوبة والحزن والبكاء عليها في حالة الفراق، كما يصف المحبوبة وجمالها ويُركّز على مواطن التميّز فيها، واحتواء مشاعر الشّاعر وانفعالاته وأحاسيسه، ويعكس تجربة الشّاعر الذاتيّة والوجدانيّة الخاصّة. والغزل من أكثر فنون الشّعر العربيّ نتاجاً، وغالباً يكون أسلوب شعر الغزل سهلاً، ويحتوي على الألفاظ الواضحة، والكثير من المشاعر والعواطف التي تعصف بحال الشّعراء.
أنواع شعر الغزل
احتلّ الغزل حيّزاً عظيماً في الأدب العربيّ على مرّ العصور، وينقسم إلى قسمين:
الغزل العذريّ
وهو شعر فيه تصويرٌ لحرارة حبّ الشّاعر لكن دون فحشٍ في التّعبير أو التّصوير في الحديث عن المحبوبة، ويتميّز هذا النّوع من الغزل بأنّ للشّاعر محبوبةً واحدةً فقط، بالإضافة إلى مِيزة العفّة، وصدق المشاعر والأحاسيس، ومن خصائص هذ النّوع:
- وحدة الموضوع: وهي السّمة الأكثر انتشاراً في شعر الغزل ، نظراً لأنّ الشّاعر غالباً ما يكون هم الأول والأخير هو محبوبته، وهي التي تشغل باله على الدّوام.
- العفّة والسموّ.
- اليأس والفقر: الذي أدّى إلى حرمان الشّعراء من الزّواج من محبوباتهم، فأظهر ما في داخلهم من إبداع في تأليف الغزل.
الغزل الصّريح أو الفاحش
يُسمّى أيضاً بالشّعر الإباحيّ أو الحَضَريّ، وسُمّي بالحضريّ لأنّه ظهر في المدن وكان أغلب شعرائه من أهل الحَضَر، وهو إباحيّ لأنّ مُنشِديه لم يتوقّفوا فيه عن وصف لذّة الوصال بين المرأة والرّجل، وبالغوا كثيراً في ذلك ولم يجدوا حرجاً في کثير من الأوقات. والشّعر الصّريح هو الشّعر الذي يضع الشّهوات والمَلذّات الدنويّة في المَرتبة الأولى، ويُعبّر عنها بشتّى الطّرق وكافّة الأساليب والألفاظ اللائقة وغير اللائقة، ووصف مفاتن المرأة الجسديّة كلّها بأدقّ تفاصيلها.
يمتاز هذا النّوع من الشّعر بأنّ الشّعراء كانوا لا يستقرّون على محبوبةٍ أو امرأة واحدة، بل امتازت أشعارهم بتعدّد النّساء والمحبوبات بشكل كبير، ومن أشهر الشّعراء الذين استخدموا هذا النّوع في أشعارهم هو عمر بن أبي ربيعة.
شعراء الغزل
هنالك الكثير من القصص المشهورة جدّاً في الغزل والعشق الأسطوريّ في الأدب والتّاريخ العربيّ، ومن أهمّ من عاشوا مرارة العشق وحلاوته هم:
- قيس بن المُلوّح ومحبوبته ليلى العامريّة.
- جميل ومحبوبته بثينة.
- وضّاح اليمن ومحبوبته روضة الكنديّة.
شعر الغزل عبر العصور
تأثّر شعر الغزل بالبيئة والزّمن والظّروف المُحيطة بالشّاعر على مرّ العصور المُختلفة، ومثله مثل أيّ فنّ يتعرّض للتطوّر والتّحديث مع مرور الزمّن، وفي هذا الأمر يُذكَر ما يأتي ممّا حَدَث على شعر الغزل على مرّ العصور والأزمنة:
- العصر الجاهليّ : فيه بدأ هذا النّوع من الشّعر ناقلاً للمشاعر، واشتهرت غالبيّة قصائد ذاك الزّمن بالوقوف على الأطلال؛ لأنّ حياتهم كانت قائمةً على أساس كثرة التنقّل والتّرحال، وكان الشّعر الجاهليّ بعيداً عن الزّخرفة؛ لأنّ الشّاعر كان يُعبّر عن مشاعره وحبّه بعفويّةٍ تامّةٍ، واشترك أغلبيّة الشّعراء في عصر الجاهليّة بنفس المواضيع وطريقة تركيب القصائد الشعريّة.
- العصر الإسلاميّ: عندما انتشر الإسلام وعَظُمَ أمره تهذّب شعر الغزل وأصبح أكثر عِفّةً وأقلّ انتشاراً، ولم يُحرّمه الإسلام.
- العصر الأمويّ: تنامى وتقدّم هذا الشّعر نظراً للاستقرار الأمنيّ والدينيّ الذي كان سائداً فيه، وظهر فيه مَفهوم الغزل الصّريح أو الفاحش الذي سَبَق ذكره وتعريفه.
- العصر العباسيّ: مع ضعف الدّين والأخلاق عند النّاس شهد شعر الغزل في هذا العصر شأنه شأن غيره من جوانب الحياة تقدّماً وازدهاراً، وانتشر الغزل الفاحش، واختلفت قِيَم الحبّ السّابقة، وأصبح الشّعراء يتغزّلون بالنّساء الأجنبيّات بشكل فاجر.
- العصر الأندلسيّ: انعكس على الشّعر جمال الطّبيعة الفاتنة في الأندلس وحياة التّرف الباذخة التي عاشها المُسلمون، وكان بعض الأمراء والملوك أيضاً يكتبون الشّعر بشكل كبير، كما كان يتميّز بالزّخرفة اللفظيّة في بداياته، ثم طغا عليه أسلوب البساطة في الكتابة والمعاني.
- العصر الحديث: ازدهر الغزل نظراً لاختفاء أغراض الشّعر الأُخرى مثل الهجاء ، وكان الشّعراء يستخدمون أسلوباًً يُشابه الأسلوب العباسيّ القديم المُستخدَم في الشّعر، أو باستخدام أسلوب جديد وعصريّ، أو الاثنين معاً، واختلفت النّظرة للمرأة؛ فلم تعد فقط هي المَحبوبة التي يهيم بها الشّاعر عشقاً وحُبّاً، بل أصبح ينظر إليها كأمّ وأُخت وصديقة، لذا اختلفت أشعار الغزل الخاصة بالمرأة في العصر الحديث.