تعريف سورة الحجرات
تعريف سورة الحجرات
سورة الحجرات سورة مدنية، تعتبر من سور المفصل، عدد آياتها ثماني عشرة آية، ترتيبها التاسعة والأربعون، نزلت بعد سورة المجادلة، بدأت السورة بأسلوب النداء "يا أيها الذين آمنوا"، وتقع السورة في الجزء السادس والعشرين،ويتمحور موضوع السورة الرئيس حول حقائق التربية الخالدة، وأسس المدنية الفاضلة، حتى سماها بعض المفسرين "سورة الأخلاق" أو "سورة الآداب".
سبب تسمية سورة الحجرات
سميت سورة الحجرات لأن الله تعالى ذكر فيها بيوت النبي وهي الحجرات التي كان يسكنها أمهات المؤمنين الطاهرات رضوان الله عليهن، حيث قال الله -تعالى-:(إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ).
أسباب نزول سورة الحجرات
إن لبعض آيات سورة الحجرات أسباب نزول خاصّة، وفيما يأتي ذكر لهذه الأسباب:
- قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ ۖ..)، إلى قوله: (وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّىٰ تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ ۚ…).
نزلت بعد خلاف حدث بين أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-، حيث قدم ركب من بني تميم على رسول الله، فاقترح أبو بكر أن يُؤمّر رسول الله عليهم رجلًا، واقترح عمر تأمير رجلٍ آخر، فتجادلا وارتفعت أصواتهما بحضور رسول الله فنزلت هذه الآيات.
- قوله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ)
نزلت هذه الآية بعد الآية التي سبقتها؛ لأنّ أبا بكر بعد نزول قول الله: (لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ..)؛ قال: "آليت على نفسي أن لا أكلم رسول الله إلا كأخي السِّرار".
- قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا…).
نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط، إذ أرسله رسول الله إلى بني المصطلق، فخرجوا إليه يريدون إكرامه، وكان بينه وبينهم عداوةٌ في الجاهلية، فظنّ أنّهم يريدون قتله، فعاد إلى رسول الله، وأخبره بأنّهم منعوا صدقاتهم وأرادوا قتله، فغضب رسول الله لذلك، فجاء بني المصطلق وبيّنوا لرسول الله حقيقة الأمر.
- قوله -تعالى-: (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ ..).
ذهب رسول الله ومعه مجموعة من الصحابة إلى عبد الله بن سلول، فقال عبد الله لرسول الله: "إليك عني، فوالله لقد آذاني نتن حمارك، فقال رجل من الأنصار: والله لحمار رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أطيب ريحا منك"، فغضب لكلّ واحدٍ منهما أصحابه، وحصل بينهم ضرب بالجريد والأيدي والنعال، فنزلت الآية الكريمة.
موضوعات سورة الحجرات
اشتملت سورة الحجرات على الكثير من الموضوعات المُتعلّقة بالأخلاق والآداب، وفيما يأتي ذكر لأبرز هذه الموضوعات:
- حثت السورة الكريمة على أدب الخطاب مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حيث قال الله -عزّ وجلّ- في مطلعها: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُون).
- أرشدت السورة المؤمنين إلى ضرورة التبيّن والتحقّق عند سماع الأخبار.
- رغبت السورة بالصُلح وإصلاح ذات البين عند الاقتتال والنزاع.
- نهت السورة عن كل ما يُسبب الشحناء، ويؤدّي إلى البغضاء من اللمز والسُخرية والتنابز بالألقاب.