حيوان النمر العربي
تصنف سلالة النمر العربي (بالإنجليزية: Arabian Leopard) بأنها مهددة بالانقراض من قبل الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (iucn) منذ عام 1996، إذ قدرت أعداده بأقل من 200 نمر حتى عام 2006، وما زالت أعداده تتناقص باستمرار، واسم النمر العربي العلمي هو (Panthera Pardus Nimr).
يعد النمر العربي نوعًا فرعيًا من الفهود، والتي تعد أصيلة في منطقة شبه الجزيرة العربية، وتنتمي الفهود العربية إلى فئة الثدييات، التي ترضع وتربي صغارها، وهو حيوان متوسط الحجم ينتمي إلى عائلة القطط، يعيش في مناطق مختلفة من الصحراء العربية الكبرى وجنوب آسيا، كما أنه حيوان رشيق وبارع في الصيد.
هناك سبعة أنواع من النمور تعيش في العالم حاليًا، تختلف من حيث الحجم، والمظهر، والموطن، وعلى الرغم من وجود 15 سلالة من النمور مصنفة ضمن العائلة التي ينتمي إليها النمر العربي، فإنه يعتبر أصغر هذه السلالات على الإطلاق، كما أنه يرتبط بعائلة كبيرة من النمور الإفريقية من الناحية الجينية والتصنيفية.
ومن الجدير بالذكر أن النمر العربي أكثر سلالات النمور المهددة بخطر الانقراض، إذ اختفت هذه النمور من اثنين من مواطنها الأصلية، وذلك في دولتي مصر والأردن، وباتت أعدادها قليلةً جدًا في باقي المناطق الأخرى.
وصف النمر العربي
يمكن تمييز النمر العربي عن غيره من الحيوانات في الطبيعة من خلال العديد من الخصائص، وفيما يأتي وصف للنمر العربي:
يتميز النمر العربي بدرجات ألوان شاحبة تتراوح من الأصفر الباهت إلى الذهبي الغامق أو البني الفاتح، بالإضافة إلى وجود بقع صغيرة على أجسادها.
يبلغ وزن النمر العربي نحو 30 كغم للذكور، بينما يبلغ وزن الإناث نحو 20 كغم.
يبلغ طول الذكور من النمور العربية بين 182 إلى 203 سم، ويبلغ طول الإناث من النمور بين 160 إلى 192سم.
يمتلك النمر العربي أسنان حادة جدًا تساعده في الإمساك بالفرائس وتمزيقها وقتلها.
يتميز النمر العربي بامتلاكه أذنين قصيرتين، ويتمتع بجمجمة مسطحة، وغالبًا ما يبقي فمه مفتوحًا.
تتميز النمور العربية بأطراف قصيرة إلى حد ما، ولكنها قوية وتنتهي بمخالب قوية وكبيرة ذات انحناء وقابلة للانكماش، وتساعد هذه المخالب في تسلق الصخور خاصةً في أثناء مطاردة الفرائس.
تمتلك النمور العربية حاسة سمع قوية جدًا، إذ تفوق حاسة السمع عند الإنسان بخمس مرات.
متوسط عمر النمر العربي
يتراوح متوسط عمر النمور العربية ما بين 12 إلى 15 عامًا، وذلك حين تواجدها في بيئتها الطبيعية أو في البرية، بينما يمكن أن يصل عمر هذه النمور حتى 23 عامًا في حال توفرت لها ظروف بيئية أفضل وأكثر أمنًا.
موطن النمر العربي
إن النطاق الجغرافي للنمر العربي غير محدد بشكل دقيق، لكنه وبشكل عام يقتصر حاليًا على شبه الجزيرة العربية، وشبه جزيرة سيناء المصرية، حتى أواخر الستينيات كان وجود النمر موزعًا على نطاق واسع من الجزيرة العربية، في الجزء الشمالي من جبال المتوسط، وفي الحجاز وجبال السروات، والمرتفعات الشمالية في اليمن في جبال رأس الخيمة.
كما كان النطاق الجغرافي للنمر العربي يمتد إلى المنطقة الشرقية من دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي جبال سمحان وظفار في عمان، بالإضافة لعدد قليل في صحراء النقب، وكان موطن النمر العربي في المملكة العربية السعودية يمتد لنحو 1700 كم، وذلك على طول الجبال القاحلة، وشبه القاحلة، والوعرة على طول ساحل البحر الأحمر.
امتلك النمر العربي قديمًا نطاق جغرافي أكبر من ذلك بكثير، وكان يشمل العديد من المناطق، مثل؛ سيبيريا، وإفريقيا، والجزيرة العربية ومعظم أجزاء آسيا، ثم اقتصر وجوده على الهند، وسيريلانكا، والصين، وجنوب شرق آسيا، ومناطق جنوب الصحراء الكبرى ومناطق من شبه الجزيرة العربية.
حاليًا ينحصر وجود النمر العربي في مجموعة مناطق محددة مثل؛ منطقة ظفار في عُمان، ومحافظات حجة، والمهرة في اليمن، ومرتفعات صحراء النقب في فلسطين.
غذاء النمر العربي
تركز النمور العربية على الفرائس الصغيرة والمتوسطة لتتغذى عليها، مثل؛ الأرانب، والطيور، والسحالي، والطهر العربي، والغزلان الجبلية وحتى الحشرات، وعادةً ما يقوم النمر العربي بتخزين الفرائس الكبيرة في الكهوف والأوكار، ولم يسجل الاحتفاظ ببقايا الفرائس على الأشجار كما تفعل بعض أنواع النمور الأخرى.
كما يتكون النظام الغذائي للنمر العربي من الكثير من الحيوانات الصغيرة والكبيرة، مثل؛ الوعول النوبية، والنيص، والثعالب، والقوارض، والنمس، والثعابين والقنافذ، وجدير بالذكر لا تحتاج هذه النمور إلى الكثير من ماء الشرب، بل يمكنها العيش على الرطوبة والسوائل التي تحصل عليها من فرائسها التي تصطادها وتتغذى عليها.
سلوك النمر العربي
تفضل النمور العربية الإقامة في المناطق النائية، والوعرة، والجبلية العالية، وذلك لأنها توفر لها نقاط مراقبة جيدة بالإضافة إلى أنها أماكن أكثر أمانًا لها، وتختار موطنها على أساس التضاريس الجافة والقاحلة، والتي تجعلها بحاجة إلى مناطق شاسعة لتلبية احتياجاتها من الغذاء والماء الكافي لبقائها على قيد الحياة.
على الرغم من حقيقة أنّ الذكور والإناث يتشاركون في مجموعات، فإنّ النمر العربي يعد من الحيوانات شديدة العزلة، والتي تميل إلى العيش بشكل منفرد في أغلب الأوقات، وغالبًا ما تجتمع النمور العربية فقط خلال موسم التكاثر.
كما تعد النمور العربية من الحيوانات الليلية، إذ تقضي معظم أوقات النهار في أماكن محمية بعيدًا عن الأنظار، وعند ذهابها للصيد تتسلل بهدوء وصمت إلى فريستها، وتقتلها بسرعة وقوة.
تتواصل النمور العربية مع بعضها بعضًا باستخدام مجموعة من الأصوات المميزة، إذ يمكن أن تأتي هذه الأصوات على شكل سعال، وتستخدمه للتعريف والإعلان عن مكانها ووجودها في المنطقة، بالإضافة إلى أنها تصدر صوت الخرخرة كالقطط المنزلية، وذلك عندما تشعر بالراحة والأمان.
تكاثر النمر العربي
يصل ذكور النمور العربية إلى مرحلة النضج الجنسي عند بلوغهم سن العامين، بينما تصل الإناث إلى مرحلة النضج الجنسي في سن العامين ونصف، كما تتكاثر النمور العربية على مدار العام ولكن لها ذروة تكاثر خلال مواسم الأمطار، وتبدأ عملية التزاوج عندما تقوم الأنثى بإطلاق الفيرومونات في البول لجذب الذكور، بالإضافة إلى قيامها بالمشي ذهابًا وإيابًا أمام الذكور مع ضربهم بذيلها.
عادةً ما يتم التكاثر خلال فترة خمسة أيام، تتم فيها عملية التزاوج بشكل متكرر، وتبلغ فترة الحمل بين 98 إلى 100 يوم، وتلد الأنثى بين واحد إلى أربعة أشبال، في وكر محمي بشكل جيد، وعادة ما تقوم في الولادة داخل الكهوف.
تولد أشبال النمر العربي عمياء، وتظل كذلك لمدة 10 أيام، غير أنهم لا يغادرون الوكر نهائيًا خلال الشهر الأول من الولادة، ولكن قد تنقلهم الأم بشكل دوري لحمايتهم، وعدم اكتشافهم من قبل الحيوانات المفترسة الأخرى .
تاريخ النمر العربي
عاشت أربعة سلالات من النمور في شبه الجزيرة العربية، أحدها النمر السيناوي والذي انقرض خلال القرن العشرين، ولقد اختفت اثنتان من السلالات من الأراضي العربية هما؛ النمر الفارسي والنمر الأناضولي، وأصبحت أماكن وجوده محصورة في مناطق الشمال.
تعد النمور العربية السلالة الأخيرة من هذه السلالات الأربعة، وهو الوحيد الذي بقي موجودًا في شبه الجزيرة العربية، ولكن يرجح أنه اختفى من أغلب الأماكن التي كان يوجد فيها باستثناء أماكن قليلة، وذلك على الرغم من قلة أعداده، وخطر انقراضه، وعدم إمكانية معرفة أماكن وجوده بدقة.
هل انقرض النمر العربي؟
لا، هو لم ينقرض بعد ولكنه مهدد بخطر الانقراض ، وذلك بسبب التدخل البشري في بيئته الطبيعية، فالنمور العربية أصبحت تهاجم المواشي في بعض الأحيان، وذلك لعدم وجود طرائد كافية، مما يتسبب في قتلهم على يد مربي المواشي، ويعد هذا من أهم الأسباب التي أدت إلى قلة أعدادها وتهديدها بخطر الانقراض.
ومن أسباب قلة أعدادها أيضًا، قتلها على يد الصيادين الذين يتاجرون بأعضائها، ويبيعونها بأسعار باهظة في السوق السوداء، وأيضًا سبب الصيد الجائر للحيوانات التي تتغذى عليها هذه النمور فقدان موائل غذائها، مما أدى إلى تعريض النمور لخطر القتل، من أجل الحصول على الغذاء من قطعان المواشي.
تبذل السلطات المعنية جهودًا كبيرة للحفاظ على النمور العربية وبيئتها الطبيعية، ويتم ذلك من خلال تربية بعض النمور في المحميات الطبيعية، بهدف إبعادها عن حافة الانقراض، وإرجاعها إلى حالة الاستقرار.
هناك خطط طموحة لإعادة ربط نحو 1500 كم مربع من الجبال والصحراء، كجزء من محمية الشرع الطبيعية، في شمال غرب المملكة العربية السعودية، وهناك برامج تربية متعددة، لتوفير أعداد كافية من النمور وإعادة إطلاقها في البرية مرة أخرى.
