تعريف المعصية لغة وشرعًا
تعريف المعصية لغة وشرعا
تُطلق المعصية في اللغة على ما يكون خلاف الطاعة، فإذا قيل؛ عصى العبد ربّه فقد خالف أمره، وتُطلق في اللغة كذلك على ما يكون خلاف التقوى والاستقامة، وتعرّف المعصية في الاصطلاح الشرعي على ما يكون من مخالفة الأمر والخروج عنه قصداً، أمّا العصاة فهم الذين فرّطوا في ارتكاب الذنوب، وهم أهل الفسق الذين خلطوا الأعمال الصالحة بغيرها الفاسدة.
الابتعاد عن المعصية
ويشمل الأمر والطاعة في الشريعة مجموعة من الجوانب من أجل الابتعاد عن المعصية والخروج منها، وذلك على النحو التالي:
- طاعة الله -عزّ وجلّ-
التي فرضها على كل مسلم مكلّف، فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ) ، ثمّ ما أمر به اليهود والنصارى من ترك ما يعبدون من دونه، فهو وحده المستحق للعبادة.
- طاعة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- فيما أمر به
وتصديقه، لقول الله -تعالى-: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا أَطيعُوا اللَّـهَ وَرَسولَهُ وَلا تَوَلَّوا عَنهُ وَأَنتُم تَسمَعونَ) .
- طاعة ولي الأمر
وقد أجمع أهل العلم على وجوب طاعة أهل الحكم والسلطان، لقول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ) .
- طاعة العلماء
وقد فسّر الكثير من المفسرين ومنهم ابن عباس وجابر بن عبد الله أن المقصود بأولي الأمر هم العلماء، وقد أوجبها الإسلام وجعلها في مرتبة تفوق طاعة الأم والأب.
- طاعة الوالدين وبرّهما والإحسان إليهم
وقد فرضه الله وجعله مقروناً بعبادته وتوحيده، فقال: (وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا) .
- طاعة الزوج
وقد أوجبها الله على الزوجة وجعل القوامة للرجل على زوجته، فقال -تعالى-: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّـهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) .
أنواع المعصية ودرجاتها
قسّم الفقهاء أنواع المعاصي ودرجاتها بحسب تفاوتها إلى ثلاث درجات وفق ما يأتي:
- ما أوجب الإسلام فيه العقوبة والحدّ
وقد لا يكتفي بالإسلام بقيام الحدّ فيه وحسب، بل يُقترن الحدّ بوجوب الكفارة، وذلك مثل حدود السرقة، والقتل، والزنا، وتقتصر المعاصي الداخلة تحت هذه الدرجة على جرائم الحدود البالغ عددها سبع، وجرائم القصاص والدية وعددها خمس، لأنّ هذه الجرائم أوجب فيها الإسلام عقوبة محددّة مقدّرة.
- ما أوجب فيه الإسلام الكفارة فقط دون الحدّ
وذلك مثل من وطئ زوجته في نهار رمضان، أو أثناء الإحرام للعمرة أو الحج، والكفارة في أصلها إن وقعت دون ذنب فهي طاعة، كمن يدفع الكفارة لعدم قدرته على قضاء صيام رمضان، أمّا إن وقعت وفُرضت نتيجة معصية فهي عقوبة، وقد أوجب الإسلام الكفارة في لمواضع التي يكون فيها إفساداً للصيام أو الإحرام، أو حنث اليمين، أو وطء في الحنث أو في الظهار .
- ما لم يوجب الإسلام فيه حدّ ولا كفارة
ويدخل تحت هذه الدرجة كل ما يدخل ضمن الأولى والثانية، والمعاصي هنا كثيرة لا تعدّ ولا تحصى، وقد اتفق الفقهاء على أن عقوبة هذا النوع هو التعزير ، ومن الأمثلة عليه؛ أكل الميتة، والشروع في السرقة، أو السرقة دون تحقيق شروط قيام الحد، وغيرها الكثير من المعاصي والذنوب.