تعريف الفلسفة التقدمية
مفهوم الفلسفة التقدمية
ظهرت الفلسفة التقدمية كرد فعل على الفلسفة التقليدية في النصف الأول من القرن العشرين، وقد قامت على أساس أن الأفكار تكتسب بالتجريب والخبرة، وبأن الحقائق الثابتة المطلقة لا وجود لها، ويقال بأن هذه الأفكار قد تجمعت منذ زمن الفيلسوف اليوناني هيراقليطس الذي عام في الفترة الممتدة من 535-475 قبل الميلاد، ويرى البعض أن الفلسفة التقدمية ما هي إلا تطبيق للفلسفة البراجماتية في مجال التربية، وأن الفلسفة البراجماتية مطبقة للفلسفة التجريبية، وهنالك العديد من العلما يستخدمون هذين المصطلحين كمرادفات للفلسفة التقدمية.
الفرق بين الفلسفة التقليدية والفلسفة التقدمية
بما أن هذه الفلسفة ظهرت كرد فعل على الفلسفة التقليدية؛ فلا بد من ذكر الفروقات بين المبادئ الرئيسية لكل منها مع التأكيد على احترام متبني كلا الفلسفتين:
- تحث فكرة الفسلفة التقليدية على الاعتراف بالصواب والخطأ، في حين ترى التقدمية بأن الصواب والخطأ يعتمدان على وجهة نظر المرء بنفسه.
- ترى التقليدية بأن المنافسة بشكل عام هي المهمة خصوصاً في مجال التعليم، في حين تدعو التقدمية إلى التعاون.
- تنظر التقليدية بضرورة التوصل إلى نتاج معين بعد إجراء أي عملية، في حين ترى التقدمية أن الفكرة هي الأهم بغض النظر عن القدرة على الوصول إلى منتج أم لا.
- تتطلب الفلسفة التقليدية بأن العقلانية ومراعاة الأدلة الواقعية هي الأساس في أي أمر يتم من خلالها، بينما ترى التقدمية بأن الإبداع والمشاعر أهم من الحقائق.
- ترى التقليدية بأن المنهج التعليمي يجب أن يركز على الموضوع والمحتوى، في حين تقوم التقدمية على أساس أن الطفل هو محور العملية التعليمية ويجب أن يركز المنهاج التعليمي على تنمية مهارات الأطفال .
معتقدات الفلسفة التقدمية
اهتم متبنوا هذه الفلسفة بالتعليم بشكل خاص جدًا، واعتبروه الأداة الأساسية للنمو والتغيير، وكان لهم معتقدات رئيسية في هذا المجال، نذكر أبرزها فيما يلي:
- يعتقد التقدميون أن الفردية والتغيير أمور أساسية لتعليم الفرد، إيمانًا منهم بأن البشر يتعلمون بشكل أفضل عندما يكون الموضوع متعلقًا بحياتهم.
- ركز التقدميون في مناهجهم على احتياجات الطلاب وخبراتهم واهتماماتهم وقدراتهم.
- يحاول المعلمون التقدميون أن يجعلوا من المدرسة بيئة ممتعةً ومفيدة، من خلال التخطيط للدروس التي تثير الفضول، وتساهم في الزيادة من تفاعل الطلبة وتعونهم معًا.
- يسلط التقدميون الضوء على ضرورة تطوير وصقل الصفات الاجتماعية مثل التعاون ، والتسامح مع وجهات النظر المختلفة واحترامها.
- تحويل التعليم إلى بيئة مماثلة لتلك التي سيواجهونها في حياتهم اليومية.
- يعتقد التقدميون أن التعليم يجب أن يكون عملية نمو مستمرة.
- يرى المعلمون التقدميون بأن على الطلاب العمل على مشاريع عملية بحيث يتم تساهم في تعزيز عملية التعلم بدلاً من التركيز على عملية الحفظ.
أبرز مفكري الفلسفة التقدمية
جون ديوي (بالإنجليزية: John Dewey) وهو فيلسوف ومعلم أمريكي، ويعد واحدًا من مؤسسي الحركة الفلسفية البراغماتية، نذكر في النقاط التالية أبرز المعلومات المتعلقة فيه:
- اختص ديوي في علم النفس الوظيفي .
- يعد ديوي الأب الروحي للتربية التقدمية في الولايات المتحدة الأمريكية.
- كان لديوي صوتًا قويًا طالب فيه بتغيير العملية التعليمية، حيث كان يعتقد أن البيئة المدرسية الرسمية هي بيئة استبدادية وغير صالحة للتدريس، وأن هذه البيئة غير قادرة على إنتاج جيل متعلم في بيئة ديمقراطية نابضة بالحياة.
- طور ديوي بالتشارك مع أشخاص آخرين مناهجًا تعليمية تركز على الأنشطة، والمشاريع، والاكتشاف، والاستقصاء، والتجارب الواقعية.
- نظر ديوي للتعليم على أنه ليس أمرًا أساسيًا لتهيئة الحياة بل هو جزء من الحياة نفسها.
- أثر لديوي تأثيراً كبيرًا على تدريب المعلمين؛ وتم ذلك من خلال إنشاء منهجية التدريس كعلم، والتأكيد على أن هذه المنهجية مهمة جدًا في طريق الحصول على شهادة المعلم.