ما هو علاج روماتيزم المفاصل
روماتيزم المفاصل
يحتوي الجهاز المناعي في جسم الإنسان على عدد من الأجسام المُضادَّة ، والخلايا الدفاعيّة المسؤولة عن محاربة الأجسام الغريبة، والعدوى التي تُهاجم الجسم، أمّا في حالات الإصابة بأمراض المناعة الذاتيّة، فيستهدف جهاز المناعة بشكلٍ خاطئ أنسجة الجسم نفسه، ويتعامل معها على أنَّها تهديد يُعرِّض الجسم للخطر، فيبدأ بإطلاق الأجسام المُضادَّة والخلايا المناعيّة لمهاجمتها، ممَّا يُؤدِّي إلى حدوث الالتهاب، ويُعَدُّ التهاب المفاصل الروماتويدي، أو روماتيزم المفاصل أحد أمراض المناعة الذاتيّة التي يُسفر عنها حدوث التهاب مزمن في المفاصل، والنسيج المحيط بها، وقد يُؤثِّر الالتهاب والضرر في أعضاء الجسم الأخرى أيضاً، ويبدأ تأثير روماتيزم المفاصل عادةً في مفاصل القدمين واليدين، إلا أنَّه قد يُؤثِّر أيضاً في أيِّ مفصل في الجسم.
علاج روماتيزم المفاصل
العلاج الدوائي
لا يوجد علاج فعلي يُمكنه شفاء مرض روماتيزم المفاصل كُلِّياً، وإنَّما هناك العديد من العلاجات الدوائيّة التي يُمكن اللُّجوء إليها للتخفيف من أعراض المشكلة قدر الإمكان، ومن هذه الخيارات الدوائيّة ما يأتي:
- الأدوية المُضادَّة للروماتيزم المُعدّلة لسير المرض: تُساعد هذه الأدوية على التقليل من الاستجابة المناعيّة في الجسم، وهي بذلك تُساهم في إبطاء تقدُّم المرض وتطوُّره، ومن الأمثلة عليها: سلفاسالازين (بالإنجليزيّة: Sulfasalazine)، وليفلونوميد (بالإنجليزيّة: Leflunomide)، وهيدروكسي كلوروكوين (بالإنجليزيّة: hydroxychloroquine).
- مُضادَّات الالتهاب اللاستيرويديّة: (بالإنجليزيّة: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) حيث تُساعد على تخفيف الالتهاب والألم في الحالات الخفيفة والمُتوسِّطة من روماتيزم المفاصل، ومن الأمثلة عليها: الإيبوبروفين (بالإنجليزيّة: Ibuprofen)، والنابروكسين (بالإنجليزيّة: Naproxen)، وغيرها من مُضادَّات الالتهاب اللاستيرويديّة قويّة المفعول، والتي يتمّ صرفها بوصفة طبِّية.
- مُعدِّلات الاستجابة البيولوجيّة (بالإنجليزيّة: Biologic response modifiers): هي فئة جديدة من الأدوية المُضادَّة للروماتيزم المُعدّلة لسير المرض، والتي تختلف عن الجيل السابق منها في أنَّها تستهدف مُكوِّنات مُحدَّدة في الجهاز المناعي ، ومن الأمثلة عليها: إيتانيرسيبت (بالإنجليزيّة: Etanercept)، وأباتاسيبت (بالإنجليزيّة: Abatacept)، وإنفليكسيماب (بالإنجليزيّة: Infliximab).
- أدوية الكورتيكوستيرويد: (بالإنجليزيّة: Corticosteroid) تُساعد هذه الأدوية على تخفيف الالتهاب والألم لفترة قصيرة المدى، ومن أمثلتها: بريدنيزون (بالإنجليزيّة: Prednisone).
العلاج الجراحي
يوصي الطبيب بإجراء الجراحة في حالة روماتيزم المفاصل في حال لم يُساعد الدواء والعلاج الطبيعي؛ بهدف التخفيف من الألم، وتصحيح التشوُّه، وإصلاح المفصل المُتضرِّر، ومن الخيارات الجراحيّة التي يُمكن اللُّجوء إليها في حالة الإصابة بروماتيزم المفاصل يُمكن ذكر ما يأتي:
- إصلاح الوتر: يُمكن من خلال الجراحة إصلاح الوتر المحيط بالمفصل المُصاب في حال تعرُّضه للتمزُّق، أو الارتخاء.
- إيثاق المفصل: (بالإنجليزيّة: Arthrodesis) يلجأ الجرَّاح إلى عمليّة دمج العظم أو المفصل بهدف تثبيت المفصل، والتخفيف من الألم.
- رأب المفصل: (بالإنجليزيّة: Arthroplasty) وهي الجراحة التي يُزيل فيها الطبيب الأجزاء التالفة في المفصل، وتركيب مفصل اصطناعي، أو ترقيعة بلاستيكيّة، أو معدنيّة.
- استئصال الغشاء الزليلي: (بالإنجليزيّة: Synovectomy) حيث تتم إزالة الغشاء الزليلي في حال إصابته بالالتهاب، وتسبُّبه بالألم للمُصاب.
العلاج المنزلي
يُمكن اتِّباع عِدَّة طرق، ونصائح منزليّة لتحسين نوعيّة الحياة في حالة الإصابة بروماتيزم المفاصل ، ومنها ما يأتي:
- اللُّجوء إلى العلاج بالحرارة أو البرودة، أو بالتبديل بينهما؛ فاستخدام الكمَّادات الدافئة، أو الاستحمام بالماء الدافئ يُساعد على تخفيف التيبُّس في المفصل، أمّا استخدام كمَّادات الثلج، ووضعها على المفصل المُصاب من المُمكن أن يُساعد على تقليل الألم والالتهاب.
- ممارسة التمارين الخفيفة، فقد تُساهم في تحسين مجال الحركة للمفصل المُصاب، كما يُمكن أن تُساعد تمارين اليوغا على استعادة المرونة والقوَّة.
- استخدام الأجهزة المُساعدة، مثل: الدعامات، والجبائر التي تُساعد على تثبيت المفصل، فمن المُمكن أن يُساعد ذلك على تخفيف الالتهاب في المفصل.
- الحصول على القدر الكافي من الراحة عند ظهور أعراض الروماتيزم، فقد يُساعد النوم الجيِّد على تخفيف الالتهاب، والإعياء، والألم .
- تناول أنواع مُعيَّنة من الأطعمة التي قد يوصي بها الطبيب، أو أخصَّائي التغذية، والتي تحمل خصائص مُضادَّة للالتهاب، مثل:
- الأطعمة الغنيّة بالألياف، كالخضروات، والفواكه الطازجة، والحبوب الكاملة.
- المأكولات الغنيّة بالحمض الدُّهني أوميجا 3، مثل: بذور الشيا، والأسماك الدُّهنية، والجوز.
- الأطعمة الغنيّة بمُضادَّات الأكسدة، مثل: السبانخ، والتوت، والشوكولاتة الداكنة.
- الأطعمة التي تحتوي على الفلافونويد، ومن الأمثلة عليها: الشاي الأخضر، والعنب، ومنتجات الصويا.
أعراض روماتيزم المفاصل
تظهر أعراض روماتيزم المفاصل خلال فترات مُعيَّنة، وتختفي في فترات أخرى، ويُطلق على هذه الفترة التي يزداد فيها نشاط المرض، والتي تمتدُّ إلى أيّام أو شهور فترة الوهيج (بالإنجليزيّة: Flare)، وفيما يأتي ذكر بعض من هذه الأعراض:
- فقدان الشهيّة للطعام.
- الشعور بتيبُّس المفاصل صباحاً، والذي يستمرُّ لمُدَّة نصف ساعة أو أكثر بعد الاستيقاظ.
- تماثُل نوع المفصل المُصاب بالالتهاب على جانبي الجسم.
- تعرُّض أكثر من مفصل في الجسم للالتهاب.
- المعاناة من الإعياء.
- المعاناة من الألم، أو الانتفاخ، أو التيبُّس في المفصل المُصاب، واستمرار هذه المشكلة لفترة تصل إلى ستّة أسابيع أو أكثر.
- الإصابة بالحُمَّى الخفيفة.
- تأثُّر المفاصل الصغيرة في اليدين والقدمين بالالتهاب، والانتفاخ.
عوامل خطورة الإصابة بالروماتيزم المفاصل
هناك العديد من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بروماتيزم المفاصل، ومنها ما يأتي:
- التدخين: فمن المُمكن أن يزداد خطر الإصابة بروماتيزم المفاصل نتيجة التدخين، خاصّةً في حال وجود الاستعداد الوراثي للإصابة بهذا المرض.
- العامل الجيني: فوجود أحد أفراد العائلة مُصاباً بروماتيزم المفاصل يزيد من فُرصة الإصابة به.
- العمر: يكون التهاب المفاصل الروماتويدي أكثر شيوعاً بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 40-60 سنة، وذلك بالرغم من أنَّه يُصيب الأفراد من مختلف المراحل العُمريّة.
- الإصابة بالسُّمنة: حيث يزداد خطر الإصابة بروماتيزم المفاصل في حالة زيادة الوزن أو السُّمنة، خاصّةً بين النساء اللواتي تكون أعمارهنَّ 55 سنة أو أقلّ.
- الجنس: حيث يكون مرض روماتيزم المفاصل أكثر شيوعاً بين النساء مقارنة بالرجال.