تعريف الثورة الصناعية
تعريف الثورة الصناعية
تحوّل الاقتصاد العالمي في العصر الحديث من الاعتماد على الزراعة والمشغولات اليدوية إلى الاعتماد على الصناعات الآلية والمصانع الحديثة، وأصبحت الصناعات تشغل الحيّز الأكبر من الاقتصاد ممّا أدّى إلى ظهور مفهوم الثورة الصناعية (بالإنجليزية: Industrial Revolution)، وحسبما يعتقد المؤرخون، فقد تسبب في ظهور الثورة الصناعية عدد من العوامل ، أبرزها ما يأتي:
- وجود النظام الاقتصادي الرأسمالي.
- السياسية الإمبريالية الأوروبية.
- محاولات استخراج الفحم.
- نتائج الثورة الزراعية.
الثورات الصناعية الثلاث
شهد العالم ثلاث ثورات صناعية، غيّر كل منها العالم بصورة ما من الناحية الاقتصادية، وبدأت الثورة الصناعية الأولى من خلال الاعتماد على الماء والبخار في الإنتاج، ثمّ تطوّرت المصانع لتحقيق إنتاج أكبر بالاعتماد على الكهرباء خلال الثورة الصناعية الثانية، وفي الثورة الثالثة اتّخذ العالم منحىً مختلفًا في الإنتاج وصار الاعتماد الأكبر على الإلكترونيات والتشغيل الآلي لخطوط الإنتاج فيما يعرف بالأتمتة، والعالم حاليًا على أعتاب ثورة رابعة كامتداد للثالثة، من خلال محاولات لتطوير قطاع الصناعة عن طريق إلغاء الفروقات التي تفصل المكوّنات المادّية عن الرقميّة والبيولوجية، وتسخير الإنترنت والذكاء الاصطناعي والعديد من التقنيات الحديثة في مجال الصناعة. وفيما يأتي تفصيل للثورات الصناعية الثلاث:
الثورة الصناعية الأولى
انطلقت الثورة الصناعية الأولى من إنجلترا ما بين عامي 1750- 1760، وانتهت هذه الثورة ما بين عامي 1820- 1840، وقد كان لها أهمية بالغة في تسهيل الإنتاج والازدهار الاقتصادي وتحسين أنظمة التجارة والصرف، فبعد أن كان الاعتماد منصبًّا على الجهود البشريّة والحيوانيّة، أصبح بالإمكان تسهيل التصنيع بتشغيل الآلات؛ كالمحرك البخاري، وآلات الغزل والنسج، وآلات الدرفلة لتصنيع الحديد وغيرها، وقد قلّت مشقة السفر بفضل السكك الحديدية واستحداث طرق النقل الجديدة آنذاك، وكان لهذه الثورة أثرًا على النمو السكّاني فقلّ عدد الوفيات، إلا أنّ الثورة عادت على الفقراء بتفاقم الفقر والجوع، إضافةً إلى اتّساع الفجوة بين الطبقات الاجتماعية أو بين الفقراء والأغنياء.
الثورة الصناعية الثانية
امتدّت الثورة الصناعية الثانية بين عامي (1870- 1914)م، واتّسمت بوجود العديد من الاختراعات الدقيقة التي ساهمت في إحداث تغييرات اقتصادية هامّة ومن ذلك زيادة مستوى الإنتاج الكمّي، ويعتبر المؤرخون الثورة الصناعية الثانية امتدادًا للأولى مع وجود بعض الاختلافات المتمثّلة في أجور الطبقة العاملة وتشتّت مركز الثورة الصناعية بعد أن كان متمحورًا في إنجلترا مع بقائه في الغرب، وكانت هذه الثورة بمثابة حجر الأساس للثورات اللاحقة.
يُطلق أحيانًا على الثورة الصناعية الثانية بالثورة الصناعية الأمريكية ؛ لظهور عدد كبير من الصناعات هناك؛ أهمّها؛ الكهرباء، والبترول، والصناعات الكيميائية، واختراع محرّك الاحتراق الداخلي، فضلًا عن الاختراعات المتعلّقة بالاتصالات، والابتكارات المعتمدة على استخدام الحديد والمعادن، وبالرغم من وجود عدد كبير من الصناعات والتقنيات الحديثة إلا إنّ النمو الاقتصادي كان بطيئًا نسبيًا بسبب عدم انتشار كل شيء دفعة واحدة بين المصانع مع وجود صعوبات في تعلّم طرق التعامل مع كل ما هو جديد، إضافةً إلى الميل إلى الحفاظ على الطرق التقليدية في العمل أحيانًا.
الثورة الصناعية الثالثة
بدأت الثورة الصناعية الثانية في بدايات القرن العشرين بفضل إنجاز هنري فورد في خطوط التجميع والإنتاج، وتبعتها الثورة الثالثة التي تميّزت بتحويل الإشارات التماثلية (Analog) إلى أنظمة رقمية (Digital)؛ فسُميّت بالثورة الرقمية، والتي كانت بدايتها في خمسينيات القرن العشرين، فظهر مفهوم أشباه الموصلات في العالم، كما بدأت خطوط الإنتاج في الاعتماد على الإلكترونيات والتكنولوجيا الرقمية والإنترنت، ومع التقدّم الكبير الذي شهده العالم والإمكانات الهائلة المتوفرّة خلال هذه المرحلة، بدأت المعلومات والطاقة وخدمات التسويق تنتشر وتتوزّع بصورة أفضل نتيجةً لانخفاض تكلفة المعاملات غير المسبوق.
الخلاصة
شهد العالم ثلاث ثورات صناعية عالمية، ويقف الآن على أعتاب الرابعة، وامتدّت كل ثورة لفترة معينة، وصاحب كل منها العديد من الإنجازات الصناعية التي أثرت مباشرةً على اقتصاد الدول والمستوى الاجتماعي للأفراد، وتميّزت كل مرحلة بعدد من الإنجازات الضخمة التي كانت بمثابة نقلة نوعية في طرق الصناعة والإنتاج، فبعد أن كان الاعتماد على الجهد الشخصي للبشر مع وجود بعض الحيوانات، ظهرت الآلات والمصانع وبدأت الثورات تتعاقب وتتطوّر تتابعًا وسريعًا مع مرور السنوات، وبالتالي كان للثورة الصناعية أثر كبير على العالم .