تعريف الاستثناء المفرغ
ما هو الاستثناء المفرغ؟
يُعرّف النحاة الاستثناء المُفرّغ بأنّه ما حُذف فيه المستثنى منه وسُبق بنفي أو استفهام أو نهي، وفي هذه الحال يُعرب ما بعد إلّا بحسب موقعه من الجملة، فيعمل ما قبل إلّا فيما بعدها، وقد سُمّي هذا الاستثناء بالمُفرّغ، لأنّ ما قبل إلّا قد تفرّغ للعمل فيما بعدها ولم يشغله عنه شيء، نحو قولهم: ما قام إلّا زيد، فهنا يُعرب زيد فاعلًا مرفوعًا، ونحو قوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ}.
قواعد متعلقة بالاستثناء المفرغ
للاستثناء المفرغ عدد من القواعد التي تضبطه وتميّزه بحسب حالاته، ومنها:
- أن يسبق الاستثناء بنفي أو ما يشابهه: عندما يكون الاستثناء مُفرّغًا فإنّه يُسبق بنفي أو ما شابهه، ومن ذلك قوله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَٰذَا ۙ إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ}.
- أن يسبق الاستثناء باستفهام: من حالات الاستثناء المفرّغ أن يكون مسبوقًا باستفهام يحمل معنى النفي، ومن ذلك قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ}.
- أن يُسبق الاستفهام بنفي معنوي: يعني أن يكون الكلام فيه نفي ولكنّه ليس نفيًا مباشرًا، ومن ذلك قوله تعالى: {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}.
- وجوب إعراب "إلّا" أداة حصر: الفائدة من إلّا في هذا الأسلوب هو القصر والتوكيد، ولذا فقد صار وجودها سواء والعدم، فتُهمل في هذا الأسلوب وتُعرب أداة حصر.
- وجوب إعراب الاسم بعدها بحسب ما قبله: فالاسم بعد إلّا يُعرب بحسب العامل قبل إلّا، فمثلًا في جملة "ما قام إلّا زيدٌ" يُعرب زيد فاعل للفعل قام.
كيفية إعراب الاستثناء المفرغ
يمكن تمييز ثلاث حالات لإعراب الاستثناء المفرغ بحسب نوع الأداة، وهي:
- الأداة "إلّا": في حال كانت الأداة هي "إلّا" فإنّها تُعرب أداة حصر، وما بعدها يُعرب بحسب موقعه من الكلام، فيُنظر إلى "إلّا" على أنّها غير موجودة، وما قبلها كذلك سواء أكان نفيًا أم إثباتًا، فمثلًا قوله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَٰذَا ۙ إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ}، يعرب كما يأتي:
- إن: نافية.
- هذا: اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ.
- إلّا: أداة حصر.
- أساطير: خبر لاسم الإشارة "هذا" مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- الأوّلين: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء؛ لأنّه جمع مذكر سالم، والنون عوضًا عن التنوين في الاسم المفرد.
- الأداة "غير": في حال كانت أداة الاستثناء هي "غير"، فإنّ إعراب هذه الأداة كإعراب الاسم الواقع بعد إلّا التي تكون للحصر، ويُعرب ما بعدها مضاف إليه مجرور، فمثلًا في عبارة: "ما جاء غيرُ محمدٍ" يكون الإعراب كما يأتي:
- ما: نافية لا عمل لها.
- جاء: فعلٌ ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
- غيرُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- محمدٍ: مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
- الأداة "سوى": عندما تكون أداة الاستثناء هي سوى فإنّها تُعامل معاملة "غير"، فتُعرب إعراب الاسم الواقع بعد أداة الحصر "إلّا"، وما بعدها يكون مضافًا إليه، ففي قولهم: "ما فازَ سوى المجتهدِ" يكون الإعراب كما يأتي:
- ما: نافية لا عمل لها.
- فازَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
- سوى: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر.
- المجتهدِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
تدريبات على الاستثناء المفرغ
فيما يأتي تدريبات على الاستثناء المفرّغ من أجل ترسيخ القاعدة النظرية:
تدريب استخراج أركان الاستثناء
حدد أركان الاستثناء في الجمل الآتية:
- ما جاء إلّا عليٌّ: أداة الاستثناء هنا هي إلّا، وهي هنا أداة حصر، والمستثنى هو علي، والمستثنى منه محذوف كون هذا الاستثناء استثناءً مفرّغًا.
- ما محمّد إلّا كريم: أداة الاستثناء هي إلّا ولكنّها مقتصرة هنا على الحصر، والمستثنى كريم.
- {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ}: أداة الاستثناء في هذه الآية هي إلّا التي للحصر، والمستثنى هو "ما" المصدرية.
- هل يندم إلا المجرمون: أداة الاستثناء هنا هي إلّا، والمستثنى هو المجرمون.
- لا تقولوا إلّا الحق: أداة الاستثناء هي إلّا، والحق هو المستثنى.
- لا يخاف سوى المذنبين: أداة الاستثناء هنا هي "سوى"، والمستثنى هو المذنبين.
- لا ينجح غير المجتهدين: أداة الاستثناء هنا هي "غير"، والمجتهدين مستثنى، والمستثنى منه غالب.
تدريب على إعراب الاستثناء المفرغ
حدد مواطن الاستثناء في الأمثلة الآتية ثمّ أعرب أداة الاستثناء وما جاء بعدها:
- لا تأكلوا إلّا الطيبَ من الطعام: أداة الاستثناء هنا هي "إلّا" وهي هنا أداة حصر، ويُقال في إعرابها:
- إلّا: أداة حصر.
- الطيبَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- إلّا: أداة حصر.
- أحمدُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- سوى: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر.
- محمدٍ: مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
- لم أرَ غيرَ الطلابِ المجتهدين: أداة الحصر هنا هي غير، ويُقال في إعرابها:
- غيرَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- الطلابِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
- المجتهدين: صفة للطلاب فهي مجرورة مثلها، وعلامة جرّها الياء؛ لأنّها جمع مذكّر سالم، والنون عوضًا عن التنوين في الاسم المفرد.