تعريف الاستثناء
الاستثناء
هو أحد قواعد اللغة العربية، ويستخدم في الجملة اللغوية، للدلالة على كلمة مختلفة عن غيرها، ويعرف لغةً، بأنه: حالة خاصة تخرج عن القاعدة العامة المتعارف عليها، واصطلاحاً، هو: نوع من أنواع المفعول به، ويكون منصوباً، ويقدر بفعل محذوف تقديره (استثني)، ويدل عليه الاستثناء، ويعرف نحوياً، بأنه: ما يخالف اللفظ باستخدام إلا، أو واحدة من أخواتها، مثال: حضرَ الموظفون إلا موظفاً.
تمّ حصر حضور الموظفيّن في المثال السابق، واستثناء موظف واحد لم يحضر، وتعرب كلمة (موظفاً): مفعولاً به قُدر بدل الفعل (استثني)، ليكون تقدير الجملة: حضرَ الموظفون استثني موظفاً، ويجب هنا التدقيق في الجملة، لتحليل طبيعة عمل الفعل الذي حذف (المستثنى)، وتقدير العامل الذي أثرت عليه، وهو أداة الاستثناء، وفي توزيع عناصر الاستثناء على المثال، ترتب على النحو التالي: إلا: أداة الاستثناء، والموظفون: المستثنى، والموظف: المستثنى منه.
الأنواع
للاستثناء مجموعة من الأنواع، تستخدم في حالات معينة، وهي:
- الاستثناء المنفي: هو الذي يوجد في جملته نفي، مثال: لا ينجح إلا المجتهد.
- الاستثناء المثبت: هو الذي يخلو من وجود أية دلالة للنفي، مثال: غادر العمال إلا عاملاً.
- الاستثناء التام: هو الذي تحتوي جملته الاستثنائية على المستثنى منه، مثال: غادرت السيارات، إلا سيارة.
- الاستثناء غير التام: هو الذي لا تحتوي جملته الاستثنائية على المستثنى منه، مثال: ما قابلتُ إلا المدير.
أركان جملة الاستثناء
لجملة الاستثناء ثلاثة أركان، وهي:
- المستثنى منه: هو الاسم الموجود في الجملة، والذي أسند إليه حكم الاستثناء.
- المستثنى: هو الاسم الموجود في الجملة، والذي لم يدخل في حكم الاستثناء.
- أداة الاستثناء: هي حرف، أو اسم، أو فعل يفيد في تطبيق الاستثناء.
الأدوات
تقسم أدوات الاستثناء إلى ثلاثة أنواع، وهي: الحروف، والأسماء، والأفعال.
الحروف
حروف الاستثناء عددها أربعة، وهي: (إلاّ، عدا، خلا، حاشا)، وهي كالتالي:
- تُعتبر (إلا) أكثر حروف الاستثناء استخداماً، ولا محل لها من الإعراب، ولها ثلاث حالات، وهي:
- النصب التام، مثال: حضرَ المشاركون الندوةَ إلا مشاركاً، وتعرب على النحو التالي: حضرَ: فعل ماضٍ مبني على الفتح، المشاركون: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو؛ لأنه جمع مذكر سالم، الندوةَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبهِ الفتحة، إلا: لا محل له من الإعراب، وهو حرف استثناء مبني على السكون، مشاركاً: مستثنى به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة.
- النفي التام، مثال: ما تأخرَ المسافرون إلا مسافراً، وتعرب على النحو التالي: ما: لا محل له من الإعراب، حرف نفي مبني على السكون، تأخر: فعل ماضٍ مبني على الفتح، المسافرون: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو؛ لأنه جمع مذكر سالم، إلا: لا محل له من الإعراب، وهو حرف استثناء مبني على السكون، مسافراً: مستثنى به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة.
- النفي الناقص، يعرب فيه الاسم الموجود بعد إلا بناءً على موقعه في الجملة، مثال: ما تحدثَ إلا طالبٌ.، وتعرب على النحو التالي: ما: لا محل له من الإعراب، حرف نفي مبني على السكون، تحدثَ: فعل ماضٍ مبني على الفتح، إلا: حرف استثناء ملغي (أي لا عمل له في الجملة)، طالبٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
- عدا، وخلا، وحاشا: لهما نوعان من الإعراب، وهما:
- أن تكون أفعالاً تامة، والاسم بعدها يعرب مفعول به منصوب.
- أن تعامل معاملة حروف الجر، والاسم بعدها يعرب اسم مجرور.
- أمثلة:
- عدا: نضجت الثمار عدا ثمرةً.
- خلا: أزلتُ الأشواك خلا شوكةً.
- حاشا: قد يغش الطلاب حاشا الأمينَ.
الأسماء
للاستثناء اسمان، وهما (غير، وسوى)، ويتشابهان مع إلا بحالاتها الثالثة، على النحو التالي:
- النصب التام، أمثلة: حضرَ الرياضيون غيرَ رياضي، حضر الرياضيون سوى رياضي، حضرَ: فعل ماضٍ مبني على الفتح، الرياضيون: فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم، غير أو سوى: مستثنى منصوب بالفتحة، رياضي: مضاف إليه مجرور.
- النفي التام، أمثلة: ما تأخرَ الرياضيون غيرَ رياضي، ما تأخر الرياضيون سوى رياضي، ما: حرف نفي لا محل له من الإعراب، تأخرَ: فعل ماضٍ مبني على الفتح، الرياضيون: فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم، غيرَ أو سوى: مستثنى منصوب بالفتحة، رياضي: مضاف إليه مجرور.
- النفي الناقص، أمثلة: ما نجحَ غيرُ طالب، ما نجح سوى طالب، يعرب هنا اسم الاستثناء (غير، أو سوى) فاعل مرفوع بالضم.
الأفعال
وهي: (ما عدا، ما خلا، ما حاشا)، إذ يشترط أن تسبقهم (ما)، حتى تتم معاملتهم معاملة الأفعال.
مثال: غادرَ المسافرون ما عدا مسافراً، غادرَ: فعل ماضٍ مبني على الفتح، المسافرون: فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم، ما: حرف مبني على السكون، عدا: فعل ماضٍ مبني على الفتحة المقدرة منعاً لظهور التعذر، مسافراً: مفعول به منصوب بالفتح. وما خلا، وما حاشا فهما، مثل: ما عدا.