تعريف الاستاتيكا الاجتماعية
علم الاجتماع
يعرف علم الاجتماع بأنه علم يختص بالدراسة العلمية للعلاقات الإنسانية الاجتماعية، وهو علم شامل متكامل؛ يختص بالقانون والفلسفة والتاريخ وغيرها من العلوم، وفي القرن الرابع عشر، ظهر عالم الاجتماع التونسي الأصل ابن خلدون، فكانت مساهماته كبيرة في مجال علم الاجتماع، إلا أنها لم تُقدّر، فراحت نسبتها لفلاسفة أوروبيين مثل "أوجست كونت" وغيره الكثير.
الاستاتيكا الاجتماعية
يعتبر من مصطلحات علم الاجتماع الذي ينصبّ اهتمامه على المجتمعات الإنسانية في حالة استقرارها الكامل وسكونها وهدوئها مع دراسة أجزاء هذه المجتمعات دراسة مفصلة، ويتبع هذا المصطلح الاجتماعي للفيلسوف "أوجست كونت"؛ وهو فرنسي الأصل، وتعني كذلك الاستقرار الاجتماعي، وتدرس الانسجام بين أجزاء المجتمع ككلّ.
يدرس علم الاستاتيكا كذلك الظواهر الاجتماعية في حالة جمودها وثباتها، وتمتاز هذه الظواهر بتغييرات لا تكاد تُذكر أي ليست بالجوهرية، نذكر هنا بأن المجتمعات المتخلفة هي التي تعيش هذه المرحلة في الوقت الراهن، وكان في تصور كونت أن الاستاتيكا الاجتماعية والديناميكا الاجتماعية يبينان الهدف التنظيمي للمجتمع ككل، فإن الاستاتيكا الاجتماعية تعني الاستقرار والثبات والانسجام والتوازن في المجتمع.
علم الاستاتيكا
أيضًا يدعى علم السكون، وقالوا قديمًا بأنه يستخدم لدراسة الأجسام عند الصفر، كناية عن الجمود والسكون العقلي للمجتمع، وربط كونت بين قيام الثورة الاجتماعية وإلغاء الملكية وبروز المشكلات المختلفة والاجتماعية تحديدًا، ورأى كونت أنه من الضروري أن تعاد صياغة القانون بإصلاحه وعلاج المشكلات جميعها، وقد شرح بذلك بنية المجتمع التي قسمها لقسمين (استاتيكي وآخر ديناميكي)، إذ يكمن الفرق بينهما بأن الاستاتيكا تهتم بدراسة المجتمع غير المرن، الثابت، غير المتحرك والذي لا يطرأ عليه التغيير، أما الديناميكا الذي هو على النقيض تمامًا من الاستاتيكا فإنه يدرس المجتمع المرن المتغير المتحرك غير المستقر، والاستقرار الاجتماعي أي الاستاتيكا يعني استمرار وجود النماذج والأشكال الاجتماعية دون أي تغيير سواء أكان جذري أو حتى فجائي.
الفرق بين الاستاتيكا الاجتماعية والديناميكا الاجتماعية
الاستاتيكا الاجتماعية و الديناميكا الاجتماعية علمان كبيران منشطران عن علم الاجتماع الذي أسسه أوجست كونت، وسنحاول هنا التفريق بينهما بشكل مبسط وواضح:
- علم الاستاتيكا الاجتماعية: يعنى هذا العلم بدراسة الظواهر الاجتماعية الثابتة التي ينتابها الجمود وعدم الحركة ولا يمسها التغيير، ويعني هذا العلم التوازن والاستقرار والانسجام، أو ما يسمى بالاتساق العام، إذ إن كونت حلل المجتمع لثلاث وحدات رئيسية، وهي: (الفرد، الأسرة، الدولة).
- علم الديناميكا الاجتماعية: يدرس هذا العلم الظواهر الاجتماعية في حالة الحركة والتغيير السريع والعميق، وتنقسم في اتجاهين اثنين؛ اتجاه التقدم للأمام حسب خصوصية كل مجتمع، واتجاه للخلف يعني التراجع بسبب الصراعات والحروب والمشكلات المختلفة، ويدرس هذا العلم تغيرات وتطورات المجتمع، إذ يدرس نظريتين أساسيتين؛ هما نظرية تخص تطور وتغير المجتمعات، ونظرية تغير وتطور الإنسانية جمعاء بلا استثناء.