تعدد الزوجات
تعريف تعدد الزوجات
التعدُّد هو أن يجمع الرجل في عصمته أكثر من زوجة، وقد أباح الإسلام التعدّد، ولا يجوز للمسلم أن يجمع في عصمته أكثر من أربعة نساء، أي أن يتزوّج أكثر من أربعة في نفس الوقت، وهذا الأمر غير مُرخَّص إلّا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حيث جمع في عصمته أكثر من تسع نسوة، وتزوّج كل واحدة منهن لحكمة.
حكم تعدد الزوجات
إنّ تعدّد الزوجات في الإسلام مُباح في أصله، قال -تعالى-: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ)، ومعنى الآية إن خفتم إذا تزوّجتم اليتيمات ولم تعدلوا في معاملتهم فيباح لكم أن تتزوّجوا غيرهن.
ولكن حكم التعدد كما الزواج يعتريه أكثر من حكم شرعي، فيتغيّر حكمه بتغيّر أحوال الشخص المُقدِم عليه، على النحو الآتي:
- يكون التعدّد حراماً، إذا تأكّد الرجل أنّه لا يستطيع العدل بين زوجاته، إما لفقرٍ، أو ضعفٍ، أو أي أسباب أُخرى؛ لأنّ في هذا إضراراً بغيره، قال -تعالى-: (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ).
- يكون التعدّد مكروهاً، إذا كان التعدّد لغير حاجة، أو شكّ الرجل في قدرته على العدل بين زوجاته، لأنّه ربما يُلحق الضرر في زوجاته إذا لم يستطع العدل بينهن.
- يكون التعدّد مندوباً، إذا كان الرجل بحاجة لزوجة أخرى، كأن تكون زوجته مريضة، أو عندها عُقم، وهو يرغب بالإنجاب، أو إن كانت زوجة واحدة لا تعفّه، وغلب على ظنّه أنّه سيعدل بين زوجاته، ولا يضرُّ بإحداهن، فهذا التعدد مندوب لأنّ فيه مصلحةً مشروعة.
قيود إباحة تعدد الزوجات
هناك عدة شروط لإباحة تعدد الزوجات وهي:
- العدل بين الزوجات: والعدل بين الزوجات يكون بالقدر الذي يستطيعه الإنسان أو يقدر عليه، فيكون في النّاحية الماديّة من نفقة وغيرها، وأيضاً في حُسن المعاشرة والمبيت، ولا يشمل هذا العدل بالمشاعر أو الميْل القلبي، فهذا لا يستطيع الإنسان التحكّم به.
- القدرة على الإنفاق: فلا يحلّ للرجل التعدد والإقدام على الزواج إذا كان غير قادر على الإنفاق، أو غير قادر على تحمّل تكاليف الزواج.
- الزواج بأكثر من أربع نساء: فلا يجوز للرجل أن يجمع في عصمته أكثر من أربعة نساء.
أسباب تعدد الزوجات
لإباحة تعدد الزوجات العديد من الأسباب منها:
- إصابة الزوجة بمرضٍ يجعلها غير قادرة على أداء حقوق زوجها، فيباح للزوج الزواج بأخرى.
- انخفاض عدد الرجال بسبب الحروب وغيرها، فتبقى كثير من النساء دون أزواج، فيعد التعدّد الحلّ الأمثل للتقليل من تلك المشكلة.
- كثرة الإنجاب، فتعدّد الزوجات يزيد من عدد الأبناء، وكثرة الإنجاب أمر محمود في ديننا، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (تزوَّجوا الوَدُودَ الوَلُودَ؛ فإنِّي مكاثِرٌ بكم الأُمَمَ).
إيجابيات إباحة تعدد الزوجات
إنّ المتأمل في حكمة إباحة الإسلام للتعدّد، يرى أنّ له إيجابيات كثيرة، تعود بالخير على الأفراد وعلى المجتمع عمومه، وتكمن هذه الإيجابيات فيما يأتي:
- يصبّ التعدّد في مصلحة النساء أكثر من الرجال، فهو يكفل للنساء الأرامل والبنات العيش السعيد في بيوت أزواجهن.
- يعد التعدد سبباً في زيادة النسل، وهذا يغيظ أعداء الإسلام الذين يريدون تقليل أعدادهم بشتى الوسائل.
- يقلّل التعدد من نسبة عنوسة النساء، لأنّ عدد النساء أعلى من الرجال حسب الإحصائيات، خصوصاً في ظل الحروب.
- يكون التّعدّد سبباً في انحسار الفاحشة والوقوع في المحرّمات، إذ يجعل النساء والرجال أكثر عفة ويجنبهم الوقوع في الفتنة.