حكم الأضحية للعائلة
حكم الأضحية للعائلة
من اللطائف المتعلقة بالأضحية أنّ الله -تعالى- شرعها على المسلمين لحكمٍ عديدةٍ؛ منها التّأسي بأبي الأنبياء إبراهيم -عليه السّلام- في الاستسلام والخضوع التّامّ لله -تعالى-، حيث امتثل لأمر الله -تعالى- بذبح ابنه إسماعيل -عليه السّلام-؛ فجازاه الله -تعالى- على طاعته بأن فدى إسماعيل -عليه السّلام- بكبشٍ عظيمٍ، قال -تعالى-: (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ).
ويعظّم المسلمون في مختلف البقاع شريعة تقديم الأضاحي في عيد الأضحى المبارك؛ حيث يستشعرون الشّكر والعبوديّة لله -تعالى-، ومعاني البذل والعطاء، ومن رغبتهم في التّضحية -رغم تفاوت ظروفهم- فإنّ كثيراً منهم يتساءلون عن إمكان اشتراك العائلة في أضحيةٍ واحدةٍ، وفي هذه المسألة تفصيل نبينه كما يأتي.
معنى اشتراك العائلة في الأضحية
قد يقصد باشتراك العائلة في الأضحية أن يضحّي ربّ الأسرة المنفق عليها، وينوي الأضحية عنه وعمّن يعيل، وقد يقصد الاشتراك بأن يقدّم كلّ فردٍ من أفراد العائلة مقداراً من المال وينوي التّضحية، ويجمع مقدار المال، ويشترى به شيءٌ من الأنعام ليضحّى به.
حكم اشتراك العائلة في أضحية البقر أو الإبل
من تيسير الله -تعالى- على المسلمين أنّه أجاز للمُضحّين الاشتراك في ذبح بقرةٍ واحدةٍ، أو إبلٍ واحدةٍ حتّى يصل عدد المشتركين إلى سبعةٍ، سواء كانوا أفراد عائلةٍ، أو أهل بيتٍ واحدٍ مشتركين في المعيل، أو حتّى سبعةً من المسلمين ليس بينهم صلة.
ويمكن في مثل هذه الحالة أن يتطّوّع أحدٌ بدفع ثمن الأضحية وينوي الجميع التّضحية، أو أن يدفع كلّ واحدٍ من ثمنها وينوي التّضحية، ففي الحالتين تعتبر التّضحية صحيحة؛ بخلاف لو كانت الأضحية شاةً؛ فإنّ الاشتراك فيها بين غير أهل البيت الواحد لا يجوز.
حكم اشتراك العائلة في أضحية الشّاة
يجوز للمعيل أن يضحّي بشاةٍ عنه وعن أهل بيته الذين يعيلهم؛ كالزّوجة والأبناء والمماليك، فينوي الأضحية عنه وعمّن يعيل، فتجزئ عنهم جميعاً، وإن كان المعيل هو الأب وكان معسراً فله أن يأخذ من أموال أبنائه ما يكفيه لشراء الأضحية والتّضحية بها.
وإن لم يجد ما يكفي للأضحية، وأحبّ أحدٌ من أهل بيته كالزّوجة أو أحد الوالدين، ممّن يعيل أن يهديه شيئاً من المال؛ ليضحّي به جاز ذلك، وتعتبر هديّةً أو صدقةً حسب نيّة المعطي وليست مشاركةً، فيضحّي المعيل والمال ماله، وينوي الأضحية عنه وعمّن يعيل.
أمّا عامّة الأقارب كأولاد الأعمام، والأخوال، والأجداد، وغيرهم ممّن لا يشتركون في المعيل؛ فلا يجوز لهم الاشتراك في أضحية الشّاة على أيّ وجه.
من اللطائف المتعلقة بالأضحية
اهتمّ الإسلام بتربية المجتمع المسلم على الكرم، وبذل المال عن طيب نفسٍ؛ فحرّم الله -تعالى- بيع شيءٍ من الأضحية، بل شرع -تعالى- أن يطعم المضحّي شيئاً منها للمحتاجين، ويهدي منها لمن أحب، ويأكل منها، وفي هذا شكرٌ لله -تعالى-، وتوطيدٌ للعلاقات بين أفراد المجتمع الواحد، واستشعارٌ لمعاني الودّ والرّأفة، والتّشارك بين النّاس.