تعبير عن لغة الضاد
المقدمة: لغة الضاد هويّةٌ أصيلة
لغة الضاد أمّ اللغات، وهي لغة القرآن الكريم ولغة أهل الجنة ولغة الأصالة والعراقة، وهي اللغة التي لا تعجز عن أيّ وصف لأنّها تملك مخزونًا لا يعدّ من الكلمات التي تُصاغ بثمانية وعشرين حرفًا، ولغة الضاد هي لغة البيان والجمال، وهي اللغة التي تُبدع في التشبيه والتصوير، حتى إنّها لغة الرصانة التي تجعل كلّ من ينطقون بها مملوئين بالفخر والكبرياء.
العرض: لغة الضاد تجمعنا
لغة الضاد ليست مجرّد لغة للتواصل، بل هي لغة تجمع الملايين من أبناء العروبة الذين يتكلمون بلسانٍ واحد يجمعهم، لذا فإنّ لغة الضاد تجمعنا وتوحّدنا في كثيرٍ من الأشياء، فهي اللغة التي نقرأ بها قرآننا الكريم، واللغة التي نبتهل بها وندعو بها ونصلي بها إلى الله تعالى.
ولغة الضاد هي لغة سامية ، تُعدّ من أكثر اللغات في العالم انتشارًا ونطقًا وتحدثُا، وسُمّيت بلغة الضاد لأنّها أوّل لغة من بين لغات العالم استخدمت حرف الضاد ، وهذا يُعدّ تمييزًا لها عن باقي لغات العالم، ولغة الضاد صالحة لكلّ زمانٍ ومكان، وهي لغة العلم والأدب وتستطيع وصف جميع أنواع العلوم مهما اختلفت، ولا تعجز عن أيّ وصفٍ للطبيعة أو الجمال أو الأحداث.
على امتداد الوطن العربي تجمع لغة الضاد أكثر من مئتين وثمانين شخصًا ينطقون بها على اختلاف لهجاتهم، بالإضافة إلى الكثير من الأشخاص الذين يحرصون على تعلّمها وإتقانها على الرغم من صعوبة تعلّمها من غير الناطقين بها، فهنيئًا لمن كانت لغة الضاد هي لغته الأم، فهذا بحدّ ذاته مدعاة للفخر والعزة.
وطريقة نطق الحروف فيها سلسة وجميلة ووقعها على الأذن جميلٌ وموسيقي، خاصة أنها من أكثر اللغات العالمية غزارة، وتضمّ كلماتٍ لا حصر لها ومعانٍ بديعة فيها السجع والتطابق والترادف وغير ذلك الكثير من المعاني التي تشترك في نفس رسم الحروف ويفرق بينها في المعنى اختلاف تشكيلها وعلامات الترقيم التي توضع قبلها أو بعدها.
لغة الضاد هي اللغة التي تجمع أكثر من مليار مسلم حول العالم، وهي اللغة التي تختزن في قاموسها آلاف القصائد والمعلقات والقصص والروايات والأمثال الشعبية والحكم والمواعظ، واحتفظت بقيمتها على وجوهر معانيها الفخمة على مرّ العصور ولم تذهب إلى النسيان رغم كلّ ما مرت به من تحديات وأحداث، واحتفظت لغة الضاد بتاريخها المدهش وزادت عليه الكثير من الدهشة، حتى أصبحت اللغة العربية بمثابة هوية وانتماء لكلّ ناطقٍ بها بغض النظر عن أصوله.
فهي لغة غنية تحتوي جميع أدوات التعبير اللازمة للإبداع، وهي لغة تهتم بالإيجاز وتستطيع بكلمة واحدة أن تختصر معانٍ كثيرة، فاللغة العربية لغة قريبة من القلب ومُحبّبة تُعبّر بكل رحابة عمّا يختلج في النفوس، وتتجلّى فيها نبضات القلوب التي تنبض بحبها، فاللغة العربية تفتح العقل وتزيد من المروءة.
هنيئًا لكلّ شخصٍ يتقن لغة الضاد، وهنيئًا لكلّ من فهم تفاصيلها وتمعّن فيها، فهي اللغة التي لا تشيخ أبدًا، وهي اللغة التي قيلت فيها مئات القصائد والأشعار، ومهما اختلفت فيها اللهجات ومهما حاول البعض تغييبها أو التقليل من شأنها لن ينالوا منها أبدًا، ولن يستطيعوا أن يغيبوها، خاصة أنّ اللغة العربية استمدت انتشارها الواسع من الإسلام، وكان سببًا في ظهورها أكثر فأكثر، وسببًا أكبر في إقبال الناس على تعلّمها وفهمها وإتقانها وفه البلاغة والقواعد والعروض والإعراب فيها.
الشعوب التي تهتم بلغتها هي شعوب راقية تعرف تاريخها وتصونه وتتميز به، لهذا من واجب الشعب العربي أن يُحافظ على هويته وأن يستخدم اللغة العربية في جميع المحافل الدولية وأن يجبر الآخرين على سماعها، خاصة أنّها لغة الفكر والعقل، ولها وقعٌ رائع في النفوس، فالقصص والحكايات والقصائد العربية تمنح إحساسًا كبيرًا ومبهجًا بالجمال.
مع ضرورة الحرص على ضبط التشكيل لكلماتها لأنّ الكلمات فيها تتغير معانيها بتغيّر ضبطها، وهذا بحدّ ذاته تميزٌ تنفرد فيه اللغة العربية دونًا عن سائر لغات العالم، ممّا يمنحها خصوصية كبيرة، ويجعل منها لغة تستحق الوقوف عندها لتدبّر معانيها وقواعدها الإملائية والإعرابية وكلّ شيء يخصها.
لغة الضاد هي بمثابة لغة تختزن التراث العربي، لهذا لا بدّ من إتقانها والحفاظ عليها للتمكن من فهم التراث وقراءة التاريخ العربي بكل حرفية لنقله إلى العالم كي يتعرفوا على العرب وتاريخهم وحضاراتهم.
وكلما كان اهتمام العرب أكبر بلغتهم، كلما عرفها العالم وأكثر، خاصة أنّها لغة عالمية لها أهميتها ومكانتها وقيمتها التي لا يمكن إنكارها ، مهما حاول الكثير من غير أبنائها تجاهلها وتجاهل أهميتها، ومن جميل الأشياء التي حدثت تكريمًا لهذه اللغة الشامخة بحروفها هو تخصيص يومٍ للاحتفال بها وإظهارها، وهو يوم الثامن من ديسمبر من كلّ عام، والذي يحتفل فيه أبناء اللغة العربية بلغتهم التي تُعدّ رمز ثقافتهم.
الخاتمة: لغة الضاد أمانةٌ ومسؤوليّة
لغة الضاد الجميلة لها عتبٌ كبيرٌ على أبنائها الذين يتنكرون لها في بعض الأحيان وينجرفون للحديث بلغاتٍ أخرى، لهذا من الأمانة أن يحمل أبناء هذه اللغة الفخمة مسؤولية الحفاظ على لغتهم وإبرازها وجعلها لغتهم الأساسية، وخاصة في دراسة المواد العلمية في الجامعات والمدارس، إذ إنّ الغالبية العظمى من الجامعات العربية تعتمد اللغة الإنجليزية في التدريس، وهذا أمرٌ مؤسف، خاصة أنّ لغة الضاد لا ينقصها أي قدرة على أن تكون لغة العلم والعلماء.