تعبير عن صلة الرحم
لقد دعا الدين الإسلامي إلى الاتصاف بمكارم الأخلاق، من صدق الحديث، وحسن القول، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإخلاص وغيرها من الأمور الحميدة التي تم ذكرها في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، والتي من خلالها دلل الله تعالى على أهمية هذه الأعمال وجزاء فاعلها، وبالإضافة إلى ما تم ذكره، فقد دعا إلى الالتزام والحرص على صلة الرحم، فماذا تعني صلة الرحم وما آثارها على المسلم؟
تُشير كلمة الرحم إلى الأهل والأقارب من النسب نفسه سواء كانوا سيرثون من بعضهم البعض أم لا، وتكون صلة الرحم من خلال معاملة أهلك بإحسان، كأن تزورهم وتطمئن عليهم وتساعدهم في أوقاتهم العصيبة، في حال وقوع أحدهم في حالة من الحاجة والفقر، وألاّ تسيء لهم بطريقة أو بأخرى حتى ولو كانوا قد أساؤوا بحقك.
وتعدّ صلة الرحم في الإسلام من الأمور التي ينبغي أن يلتزم بها كل مسلم ومسلمة، ومن أهميتها فقد أوصى الله تعالى في آياته الكريمة وفي سنة نبيه بشكل دائم بوجوب صلة الرحم وذكر ما يعود به على الإنسان من فضل وأشار أيضًا إلى جزاء من يقطع رحمه ولا يصله، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: "الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ"، لذا علينا أن نلتزم بما أمرنا الله تعالى به.
ولصلة الرحم آثار حسنة عديدة تعود على الفرد في الدنيا والآخرة؛ فهي إلى جانب الأجر والثواب الذي سيحصل عليه تعدّ سببًا في تيسير الأمور في الحياة الدنيا، والبركة في الرزق والعمر، كما أنها من طرق توطيد العلاقات بين الناس وفرصة تعزز الألفة والمحبة بينهم، فهنيئًا لمن حرص على وصل رحمه والسؤال عنهم بشتّى الطرق وأبى أن يقطع هذا الحبل الوثيق الذي يُشكّل عقدًا واحدًا من الله، ففاز بالأجر من الله تعالى وسَعِدَ في حياته.
وفي الختام فإنّ ديننا الحنيف جعل للخير وجوهًا كثيرة، وحرص أشدّ الحرص على جبر الخواطر وتوطيد العلاقات بين الناس، ومن فضل الله تعالى علينا أن جعل صلة الرحم أمرًا يُثاب عليه الفرد، وسببًا لانشراح الصدر وبناء جسور من المحبة والمودة، فما أجمل الحياة عندما يكون الفرد مع أهله وأقاربه ومن حوله أجمع عمادًا يستند بعضهم على بعض في العسر واليُسر وفي الشدّة والرخاء.