كيف أبتعد عن الشهوات
العفة
عرّف العُلماء العفة في اللُغة بأنها الكف والابتعاد عن الحرام والأطماع الدُنيويّة، وكان من دُعاء النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- سؤال الله -تعالى- بأن يرزقه العفة، وجاء عُلماء الاصطلاح فعرفوا العفة بأنه حالة تغلب الإنسان على شهواته، وضبطها عن هوى النفس والمُحرمات، وأثنى الله -تعالى- على الإنسان العفيف؛ الذي يكفُ نفسه عن هواها وشهواتها، بقوله: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى).
تقوى الله في السر والعلانية
تُعدّ التقوى من أقوى الوسائل التي يُمكن للمُسلم أن يتحصن بها من الشهوات، وقد ذكر العُلماء أنّ التقوى كانت السبب الأكبر في عفة سيدنا يوسف -عليه السلام- من الوقوع في الحرام، مع أنّ جميع الظُروف كانت مُتاحة له، ووقوعه تحت تهديد امرأة العزيز، ولكنه آثر السجن على الحرام؛ وكُل ذلك بسبب تقواه لله -تعالى-، ومُراقبته له، وخشيته منه.
غض البصر
حثَّ الله -تعالى- ورسوله -عليه الصلاةُ والسلام- على غض البصر عن المُحرمات؛ لما في ذلك من وسيلةٍ للإبتعاد عن الشهوات، حيثُ إنّ البصر هو طريقُ القلب، والنظرة مبدأ الشر، فقد قال -تعالى-: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ).
مجاهدة النفس
النفس بطبيعتها تميل إلى الابتعاد عمّا يُقيّدها أو يُكلفها، حتى وإن كانت هذه القيود داخلةٌ في حُدود سعادتها؛ لذلك فهي تحتاج إلى مُجاهدة لتبتعد عن الشهوات والمُحرمات.
التفكر في ضرر اتباع الشهوات في الدنيا والآخرة
تَفَكُّر الإنسان في عاقبة الشهوات؛ سواءً في الدُّنيا والآخرة، يكون له دافعاً نحو ابتعاده عنها، فالإنسان يعلم أنّ الشهوات والذُنوب تضرُ ولا تنفع، وتجلب له الشقاء في دُنياه وآخرته.
الاستعانة بالصبر والصلاة
أمر الله -تعالى- عباده المؤمنين بطلب العون منه، و الاستعانة بالصبر والصلاة ؛ فإنّ الصبر يُساعد الإنسان على ضبط نفسه، وشهواته، وهواه، فإذا كان الإنسانُ قادراً على ضبط نفسه مع استعانته بالله -تعالى-؛ انقمعت شهواته، واستقامت نفسه، فقد قال -تعالى-: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ).
الإكثار من التوبة والاستغفار
يُعدُّ الإكثار من الأعمال الصالحة؛ ك التوبة والاستغفار ، من الأسباب التي تُبعد الإنسان عن الشهوات والمُحرمات، وهذه الأعمال تجلب محبة الله -تعالى- للعبد المُسلم، فقد قال -تَعالى- في حق التائبين: (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا).
التضرع إلى الله بالدعاء
يُعدُّ الدُعاء من الأسباب المُعينة على العفة، والتي تُبعد الإنسان عن الشهوات والمعاصي، فقد أخبر الله -تعالى- عن نبيه يوسف -عليه السلام- عندما أرادوا به السوء والفحشاء فقد تضرّع له بالدُعاء بقوله: (قالَ رَبِّ السِّجنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمّا يَدعونَني إِلَيهِ وَإِلّا تَصرِف عَنّي كَيدَهُنَّ أَصبُ إِلَيهِنَّ وَأَكُن مِنَ الجاهِلينَ)، وذكر ابن تيمية أنّ الدُعاء كان هو الدافع ليوسف -عليه السلام- على العفة، فصرف عنه الشهوات، وكيد النساء، والصبر على السجن.