تعبير عن جمال الطبيعة في فصل الربيع
فصل الربيع سرّ الطبيعة المتجدد
فصل الربيع أجمل الفصول وأكثرها سحرًا، إنّه عروس الفصول الأربعة وسرّ الطبيعة المتجدد المتدفق بالخُضرة وألوان الزهور، وهو الفصل الذي ترتدي فيه الأرض ثوبها الأخضر المطرز بالورود والفراشات، وتنتشي التربة فيه بروائح العطور، فالربيع يأتي للأرض كزائرٍعزيز، تبتسم الأشجار والزهور والوجوه في وجهه، ويستقبله الجميع بأحضان قلوبهم.
الربيع نورٌ من أنوار الحياة، واسمه يملأ الروح جمالًا ويتخيل المرء حين يذكر الربيع أمامه بأنَّه في جنة خضراء، وأنّ الفراشات تتراقص أمام عينيه لتطير من زهرةٍ إلى أخرى، لهذا يجتمع الخير كلّه في فصل الربيع لأنّه فصل البراعم الخضراء التي تستيقظ من سباتها العميق لتفتح عينيها لأشعة الشمس المشرقة.
في فصل الربيع نتهيأ للاحتفال مع الأرض بقدوم موسم التكاثر والغيوم البيضاء الوادعة والسماء الزرقاء التي تحتفل بأشعة الشمس الذهبية كما لو أنها فتاة خجولة تُشرق على استحياءٍ جميلٍ، فالربيع ذو وجهٍ طلقٍ مليءٍ بالحياة والنضارة، وهو فصل العصافير وأعشاشها، وفصل الأفراح ومواسم الألق التي تمتدّ لأيامٍ طويلة.
فصل الربيع هو الفصل الذي يبتسم في وجه الجميع ليملأ القلوب بالشغف والحماس والطاقة الإيجابية ، وهو فصلٌ يجمع برودة الشتاء اللطيفة ودفء الصيف اللطيف، لأنّ شمسه وادعه غير متطرفة، وبرده لا يخدش الدفء أبدًا، والجمال الذي يكمُن فيه يأتي من ثورة الحياة التي تتفجر بالنباتات من أشجار وأزهار وأعشاب، وفي الحيوانات التي تستيقظ من سباتها لتستأنف حياتها من جديد.
فصل الربيع عروس الفصول
فصل الربيع بكلّ ما فيه من جمالٍ كامنٍ ومتفجرٍ، وبكلّ ما فيه من تألق لا ينبغي لأي فصلٍ غيره، يستحق بجدارة أن يكون عروس الفصول جميعها، فالأرض فيه تنفرد بالجمال وتتباهى بالورود الملونة وقوس قزح ، وتطرب فيه الكائنات بأصوات البلابل المغرّدة التي تُعلن بداية مواسم الخير الكثير، وفي فصل الربيع تُعانق قطرات الندى بتلات الورد لتلهمنا الكثير من السحر.
فصل الربيع فصلٌ مليء بالألوان والجمال، والسحر فيه لا يتغير ولا يتبدل، لأنّ فصل الربيع لا يُخلف موعده مع الأرض أبدًا، ويأتي دومًا لينزع عنها ثوب العواصف والبروق والرعود، ويُلبسها تاج الخضرة الجميل الذي تزدهي به وكأنها ملكة متوجة على عرشها، فتختال أمامنا لتعطينا جرعة رائعة من الجمال والألوان.
الربيع بكلّ ما فيها من مظاهر الحياة يستحق أن يكون فصل الخُضرة التي تُدخل السرور إلى القلب، فالمروج الخضراء تبدو أجمل في هذا الفصل الجميل، والأشجار التي كانت بأغصانٍ عارية تبدأ فصلًا جديدًا من فصول الحياة وكأنها تبدأ من جديد، وفيه تطمئن الأرض إلى أنها ستمكث في سلامٍ مع الربيع بعد أن أنهكتها العواصف والأمطار الغزيرة، فالربيع فرصتنا الرائعة لنشعر بالراحة والتأمل.
الربيع هبة الله للأرض
في الختام، الربيع هبة الله ومنحته للأرض كي تزدهي بجمالها الرائع، فالأرض فيه تكون مرسومةً بريشة الخالق المبدع الذي أحسن تصويرها، في فصل الربيع تتفجر ينابيع الأرض وكأنها تُريد أن تخبر الأرض بما عرفته من أسرار وحكايات أثناء رحلتها الطويلة من رحم الغيم إلى باطن الأرض.
في الربيع يبدأ الجميع بإعلان مناسبات أفراحهم وسرورهم بعد أن انتظروا قدوم هذا الفصل بفارغ الصبر، وكأنَّ الربيع يعقد صلحةً مع القلوب فيغمرها بمواسم الأفراح التي كانت مخبأة، وكأن الربيع يعطي دفعة تفاؤل عظيمة للجميع، ويمنحهم شعورًا باللهفة التي كانت غائبة واستيقظت، فالربيع شهرٌ يملك من الجمال ما يجعله متميزًا دائمًا، فهو مثل القمر بين النجوم.
الربيع يمنح الروح الكثير من أسرار الحياة، ربما لأنّه يُمثل البدايات بكلّ ما فيها من اندفاع وأملٍ بأنّ القادم أجمل وأروع، وبأنّ الربيع هو الحياة بأبهى صورها، حيث تصبح فيه الأرض قطعة من الجنة، وتزهور به الأرض وتختال بما ارتدته من ثوبٍ لا يُشبهه في جماله أي ثوب، لأنّه من صنع الخالق الذي أبدع كلّ شيءٍ خلقه، فالربيع صورة من معجزات الله في الأرض .
افتحوا قلوبكم للربيع واستقبلوه بكلّ ما تحملون من فرح، فالربيع فصلٌ يملأ الروح بالشغف، والشعراء والأدباء حين أرادوا وصف الفصول اختاروا الربيع ليبدعوا في وصفه وكأن الكلمات والحروف تتزين له قبل تُنطق به، فجاءت الكثير من القصائد التي تصف الربيع بأنه شباب الأرض وذروة زهوّها، وحياتها التي تبدأ من جديد، والسر الذي يجعل الجميع ينتشي فورًا.