تعبير حول العلم
العلم طريقنا للرفعة والتقدم
العلم عالم كبير لا ينتهي، فهو البحر الذي نصطاد منه الخير والأخلاق وسبل التقدم والرفعة والتطور، وهو القارب الذي ينقذنا من شتات البحر وغدره، فينقلنا من ضيق الخوف والجبن، إلى سعة البر والأمان، ويهبنا الاطمئنان والسكون عوضًا عن الفزع والخوف، لذا إن فضل العلم بفوق تصورنا وتخيلنا.
العِلم هو أساس تَقدّم الأمم وتَطوّرها، وهو الوَسيلة العُظمى لبلوغ الأمجاد وتجميل شكل الحياة؛ فبه يُصبح العالم مَكاناً أفضل من خلال ما ينتج عنه من مُخترعات تُسهّل حياة النّاس، وبالعلم أيضاً تَحيا الآمال والطّموحات للوصول إلى أشياء كثيرةٍ لم يكن يتوقّعها الإنسان، كما أنّ العلم وسيلة الإنسان لتحصيل الرزق، وفهمه لنفسه والآخرين، وإبعاده عن المشاكل بسبب ما يُكسبه للشخص من انفتاح في الفكر وسعة في الصدر، والتعبير عن العلم ينشر الوعي عن أهميته بين الناس.
بالعلم تحيا الأمم
إن العلم كالبحر، كلما رأيت ما فيه من عجلئب، زدت شوقًا وتوقًا إلى تذوق المزيد من خيراته، إذ لا تَقتصر أهمّيّته على إفادة البشريّة والحيوانات والنباتات فقط، لكنّه أيضاً عبادة يُجزى صاحبُها بها الحسناتِ، حَيث أعلى الله -سبحانه وتعالى- من شأن العلماء؛ لما لهم من دور في الحفاظ على النفس البشرية وتقدم الحياة، فيقول الله تعالى في محكم التّنزيل: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ).
أمّا الرّسول -عليه السّلام- فقال عن العلماء أنّهم ورثة الأنبياء ، فبالعلم وجدت علاجات العديد من الأمراض التي سببت موت الملايين من الأفراد، وبالعلم استطاع الإنسان تفادي بعض الكوارث الطبيعية بالتنبؤ بها قبل وقوعها، وبالعلم أيضاً اخترعت وسائل التنقل البريّة والبحريّة والجوية، كما اخترعت وسائل الاتصالات الحديثة التي قاربت بين البشر، رغم ما يفصلهم من مسافات، والكثير من الأمثلة التي لا حصر لها على ذلك.
سيظلّ العلم هو النّبراس المضيء الذي يبني بيوتاً بعماد متين، لذلك علينا جميعاً أن نسعى في طلبه وبذل كلّ ما في وسعنا لاكتسابه؛ فالعلم من الغايات السّامية التي يجب أن يرتحل الإنسان من أجلها، دون أن تعوقه المسافات ولا حتى العمر، فبطلبه يُيسر الله للإنسان طريقاً إلى الجنة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (مَن سلك طريقاً يلتمسُ فيه علماً، سهَّل اللهُ له طريقاً إلى الجنَّةِ).
العلم نور الطريق
كان العلم منذ الأزل، وما زال هو المشكاة التي نرى بها طريقنا نحو الرفعة والتقدم، والمصباح الذي ينير طريقنا لنصل لأحلامنا ومبتغانا، وهو الشمعة التي تنير بصيرتنا وبصرنا نحو الأخلاق الرفيعة التي بها نحصل على الجنة في الآخرة، وعلى السمو والعلا في الحياة الدنيا.
إن العلم هو أساس الأخلاق، والحضارات والتاريخ المجيد المخلد لا يكون بلا أخلاق، فالعلم يهذب العقول والقلوب والسلوكات، فيكون بذلك صاحب العلم هو ذاته صاحب الأخلاق السامية والرفيعة، أما الجاهل فكلما زاد جهله زاد كبرياؤه وقلت أخلاقه؛ لأنه يظن أنه أعلم الناس، على الرغم من أنه أجهلهم.