تحليل مسرحية مريض الوهم
تحليل مسرحية مريض الوهم
تدور أحداث هذه المسرحية حول شخصية أرغان، وهو رجل يدّعي المرض حتى اقتنع أنه عليل ومصاب بأمراض عدّة، إلى درجة أنّه كان يتناول كثيرًا من الأدوية والعقاقير والمسكنات، ويخضع لعمليات غسيل المعدة وتنظيف الكلى، فتبدأ هذه المسرحية بمشهد يكون فيه أرغان جالسًا يحصي أثمان الأدوية والقاقير، لتظهر الخادمة توانيت التي كانت دائما ما تسخر من سيدها ومن مرضه الكاذب.
لقد كانت هذه الخادمة تحاول بسخريتها وصراخها على سيدها أرغان إخراجه من الوهم الذي يعيش فيه، فهي مقتنعة بأنه ليس مريضًا، وأن الطبيب والصيدلاني كاذبان ليعتاشوا على ثروته، فقد استغلوا جهله وانصياعه لأوامرهم فأقنعوه بالمرض الذي لا يعرف له اسمًا، وإنما كان مجرد وهم، عزز حضوره زوجه الثانية بالين التي كانت شغوفةً بالسيطرة على ثروة زوجها.
بالإضافة إلى رغبتها في التخلص من بناته، فاقنعته بتزويج الكبرى أنجليك، أو إلحاقها في الدير حتى تتخلص منها، ومن ثم تستولي على كافة أمواله، فكانت حريصةً دائمًا على إظهار عطفها وشغفها بزوجها، وليس من دافع الحب والحنان ، وإنما بدافع خداع زوجها حتى يطمئن لها ويحرص على مكافأته فيوصي لها بكافة أمواله وثروته، ومن ثم تتخلى عنه لتستمتع بما سرقته.
تحليل حبكة مسرحية مريض الوهم
تتمثل حبكة هذه المسرحية بالصراع القائم بين أرغان ومرضه الوهمي الذي يدفعه لغصب ابنته أنجليك على الزواج من شاب يحمل شهادة في الطب، يدعى توماس ديافواريس، بتوصية من زوجه بالين وطبيبه بورغون الذي سيدفع ثمانية ألآلف قطعة نقدية مهرًا لابن قريبه، إلا أنّ ابنته تحب شابًا يدعى كليانت، فترفض الزواج بإصرار من توماس ديافواريس، مما جعل والدها ينوي إدخالها الدير.
ونجد أنّ الصراع يتأزم، وتتعقد حبكة الأحداث بعد أن وشت بالين بأنجليك، حيث أنها ضبطتها في غرفتها مع كليانت الذي يسرع هاربًا من البيت، بالإضافة إلى إلى أن أنجليك رفضت الزواج أمام توماس ديافواريس ووالده، مما أثار حنق أرغان عليها ليصر على إدخالها الدير قبل أن يتدخل أخوه بيرالد الذي كان يدعم أنجليك ويريد لها الزواج ممن تحب.
لكنه عندما رأى إصرار أرغان على رأيه طرد الصيدلاني من البيت، وشتم الطب واتهم الأطباء بقلة العلم وبالكذب، مما دفع الطبيب بورغون إلى سحب عرض الزواج والتخلي عن معالجة أرغان، لتظهر جوليت بعد ذلك متنكرة بصفة طبيب يصف لأرغان الطعام الدسم واللحم والفاكهة التي حُرم منها، ليسترد بعد ذلك صحته، لكن بيرالد يصر عليه أن يتظاهر بالموت ويمتحن أهل بيته.
وبذلك استطاع أن يكتشف كذب ونفاق زوجه التي ما أن علمت بموته حتى فرحت وحاولت أخذ مفاتيح خزنته، لكنه يصحو من غفوته الكاذبة بعد أن علم كذبها ونفاقها، ومن ثم يمثل مرةً أخرى أمام ابنته أنجليك التي تبكي وتصيح على والدها، وتخبر كليانت أنها ستنفذ رغبة والدها في الذهاب إلى الدير بعد أن مات وهو غاضب عليها، فيصحو أرغان ويقرر تزويجهما.
تحليل الشخصيات في مسرحية مريض الوهم
ضمت هذه المسرحية عددًا من الشخصيات التي مثلت كل واحدةً منها دلالة مختزلة، وهي كالآتي:
- شخصية أرغان
وهي الشخصية الرئيسة في السرد ، وهو يظن أنه مريض بأمراض عدة عزز حضورها زوجه وطبيبه المخادع، وقد كان حاد الطباع يريد تزويج ابنته ووهب أرثه لزوج بالين التي يكتشف فيما بعد أنها مخادعة.
- شخصية بالين
- وهي زوج أرغان الثانية، وتمثل الإنسان المخادع الذي يحاول بلوغ أهدافه بالخداع والمجاملة وإظهار العواطف النبيلة، وقد كانت تحاول التخلص من أنجليك بتزويجها أو إرسالها للدير حتى تنهب أموال زوجها.
- شخصية كليانت
- وهي شخصية رومانسية ، فنرى كليانت يحب أنجليك ويتنكر بصفة أستاذ الموسيقى، ويدخل إلى بيتها في لحظة وصول الخاطبين، ويؤدي مع محبوبته أوبرا غنائية محاولا في ذلك أن يستعطف قلب والدها، إلا أنّ والدها أرغان يطرده من المنزل، وعلى الرغم من ذلك يصر كليانت على حبه.
- شخصية توانيت
- تعد شخصية توانيت من الشخصيات المساندة للشخصية الرئيسة، فعلى الرغم من مهاجمتها الدائمة لأرغان بلسانها الحاد، إلا أنها كانت تنطلق بدافع المحبة، فهي تريد أن تخرجه من الحالة التي يعيش فيها، فنراها تتنكر بزي طبيب يصف الطعام واللحم والفاكهة له حتى يصح جسده ويعود له النشاط.
- شخصية أنجليك
- وهي الشخصية الرئيسة الثانية في السرد المسرحي، وقد كانت تمثل الإنسانة العاشقة التي تحارب لأجل حبها، لكنها كانت تريد إرضاء والدها بعد أن علمت بوفاته والتخلي عن الزواج تكريما لرغبته في اتحاقها بالدير.