تحليل قصيدة كن مع الله تر الله معك
شرح قصيدة كن مع الله تر الله معك
قصيدة من كتابة عبد الغني النابلسي ، تقع في ستة وعشرين بيتًا على بحر الرمل، تعود إلى العصر العثماني الذي عاش الشاعر فيه، يقول فيها:
المقطع الأول
كن مع الله تَرَ الله معَكْ
- واترك الكل وحاذر طمعَكْ
والزم القنع بمن أنت له
- في جميع الكون حتى يسعك
بالصفا عن كدر الحس فغب
- واطرح الأغيار واترك خدعك
يبدأ الشاعر بالحديث عن سر الحياة الهانئة فيقول إذا أردت أن تعيش في حياة هانئة فكن مع الله وابتعد عن النّاس وحذار من الطمع، ولتكن امرأ قانعًا بما وهبه الله تعالى من الأعطيات، حتى تنعم بصفاء الحياة ولا تكدرها على نفسك فتكون أنت الخاسر الوحيد.
المقطع الثاني
لا تموِّهْ بك واطلب منك ما
- فرَّ من يوم بشأن ضيعك
نورك الله به كن مشرقاً
- واحذر الأضداد تطفي شُمَعك
ثم ضع نفسك بالذل له
- قبل أن النفس قهراً تَضَعَكْ
ثم يتابع قوله بأنّ على الإنسان ألا يستسلم، ولو ضاع منك شيء في أمس مضى فحاول الآن أن تصنعه، وليكن نورك في تلك الطريق الله وحده ولا تغتر بغيره فتبقى في الظُّلم ، واعتز بذلك لله وحده قبل أن تقهرك نفسك وتضعك في ذل لغيره.
المقطع الثالث
واعبد الله بكشف واصطبر
- وعلى الكشف توقَّى جزعك
لا تقل لم يفتح الله ولا
- تطلب الفتح وحرِّر ورعك
كيفما شاء فكن في يده
- لك إن فرَّق أو إن جمعك
ولا تترفع عن عبادة الله تعالى ولتكن مجاهرًا في عبادتك له ولا تتورع من الآخرين الذين ينكرون عليك ذلك، وإياك أن تظن أنّ الله ليس بفاتح لك أبواب خيره، ولا تجزع من قضاء الله تعالى سواء جمعك مع أحبابك ومَن تريد أو فرقك عنهم.
المقطع الرابع
في الورى إن شاء خفضاً ذقته
- وإذا شاء عليهم رفعك
وإذا ضرك لا نافع من
- دونه والضر لا إن نفعك
وإذا أعطاك من يمنعه
- ثم من يعطي إذا ما منعك
والحياة التي تعيشها أنت الآن الله وحده هو الصانع فيها، فلو شاء لرفعك على الخَلق كلهم ولو شاء لخفضك، وهو وحده لو شاء لأوقع الضر فيك ولو شاء لرفعه، وهو لو أراد أن يعطيك فلا مانع لعطائه، ولو أراد أن يقبض عنك فلا معطي إلاه.
المقطع الخامس
ليس يوقيك أذاه أحد
- وإن استنصرت فيه شيَّعك
إنما أنت له عبد فكن
- جاعلاً في القرب منه ولعك
فز بوصل إن تراه واصلاً
- واقبل القطع إذا ما قطعك
إنّ الله دائمًا هو القادر على كل أمر، فلو أراد بك ضرًا فإنّه لا رادّ لذلك الضرر ولو أراد بك خيرًا فهو رب الخير، وأنت عبده فاجعل نفسك قريبًا منه وإياك والابتعاد، فلو أراد الله وصلًا لك تمتع بلك الوصل ولو أراد قطعًا فاقبل به وارج الاقتراب.
المقطع السادس
كلما نابك أمر ثق به
- واحترز للغير تشكو وجعك
لا تؤمل من سواه أملاً
- إنما يسقيك من قد زرعك
ليت لو تشعر ماذا كنت من
- قبل ما مولى الموالي اخترعك
كنت لا شيء وأصبحت به
- خير شيء بشراً قد طبعك
أيها العبد الفقير كل ما حلّ بك سوء التجئ إلى الله تعالى، ولا ترج الرحم من سواه، هيهات لو أنّك علمت ماذا كنت من دون ربك فقد كنت لا شيء ولا خير فيك، لكن بعد أن خَلقك فقد كرمك وجعلك إنسيًا خير المخلوقات على جه هذه الأرض.
المقطع السابع
تابعاً كن دائماً أنت ولا
- تتمنى أنه لو تبعك
لمتى تبني كنيسات الهوى
- كسِّر الصلبان واهجر بيعك
ودع التدبير في الأمر له
- واصنع المعروف مع من صنعك
لا تظنّ أيها الإنسان أن تدبيرك خير من تدبير الله حاشا وكلا، إنّ الله هو صانع الأمر وعليك أن تتبع أمره، وكسر أهواءك وعبادة هواك واحرص على رضا الله وحده، وارض بما قسمه لك تسعد في الدارين .
المقطع الثامن
واحتفظ حرمة من يبصر إن
- رمت فعلاً أو تنادي سَمِعَك
وهو الله الذي جل فيا
- عقل خف من عدمٍ مبتدعك
كن به معتصماً واسلم له
- لا تعاند فيه واهجر بدعك
هذه ملة طه خذ بها
- لا تطع عنها قصوراً دفعك
وإياك أن تنتهك الستر بينك وبين الله فاعلم أنه ينظر إليك، واعتصم به وحده وإياك أنت تعاند الله أو أن تتطلع إلى رضا غيره، واهجر كل أمر مشين والتف إلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم واستعصم بها تغنم.
شرح مفردات قصيدة كن مع الله تر الله معك
وردت في القصيدة مجموعة من المفردات لا بدّ من الوقوف معها وهي:المفردة | المعنى |
ورع | هو الابتعاد عن كل الأمور التي يكون فيها نوع من الشبهة أو من الإثم. |
الورى | أي الناس. |
شيعك | رافقك وساندك وناصرك وعاضدك. |
حرمة | ما لا يجوز أن ينتهك من الأمور مثل الصحبة أو الذمة أو غيرها. |
معتصم | ملتجئ ومتمسك. |
الأفكار الرئيسة لقصيدة كن مع الله تر الله معك
وردت في القصيدة مجموعة من الأفكار الرئيسة من أبرزها:
- الاعتصام بالله وحده دونًا عن العالمين.
- الاعتزاز بأنك عبد لله تعالى وحده مبرأ من عبادة غيره.
- المتحكم بكل شيء المتصرف بكل أمر هو الله تعالى فقط.
- قاتل هواك واصطبر واعبد الله تعالى وحده.
- التزم بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم واهجر البدع .