تحليل قصيدة إلى طغاة العالم لأبي القاسم الشابي
تحليل قصيدة إلى طغاة العالم لأبي القاسم الشابي
هذه القصيدة من الشعر الوطني الذي يدور حول قضايا الوطن ومشكلاته السياسية، حيث يخبر النص عن قصة المستعمرين مع الشعوب في مراحلها الثلاث ألا وهي:
- مرحلة فرض السيطرة والاستضعاف .
- مرحلة التربص وتجميع الطاقات.
- مرحلة الانتقام، والثورة ضد المستعمر .
تحليل قصيدة إلى طغاة العالم لأبي القاسم الشابي
وقسم القصيدة إلى ثلاث أقسام رئيسية :
مرحلة فرض السيطرة والاستضعاف
تتناول هذه المرحلة الأبيات الثلاث الأولى:
أَلا أَيُّها الظَّالمُ المستبدُّ
:::حَبيبُ الظَّلامِ عَدوُّ الحياة
سَخرْتَ بأَنَّاتِ شَعْبٍ ضَعيفٍ
:::وكَفُّكَ مخضوبَةٌ من دمَاهْ
وسِرْتَ تُشَوِّهُ سِحْرَ الوُجُودِ
:::وتبذُرُ شوكَ الأَسى في رُبَاهْ
في هذه المرحلة يكشف الشاعر جنايات المستعم ر، ويظهر فيها صفاته الشنيعة؛ فهو طاغية، مستبد، ظالم، يجرد الشعب حقوقه، ويعشق الظلام والجهل، ويعادي الحياة، ويريق الدماء متلذذا بها، ويسخر من آلام الضعفاء، ويقبح معالم الجمال، وينشر الحزن والهم .
- :::وكَفُّكَ مخضوبَةٌ من دمَاهْ: ذكر كلمة (مخضوبَةٌ) في هذا البيت لبيان مدى ظلم المستعمر شهره؛ حيث يرى في إراقة الدماء متعة له.
- وسِرْتَ تُشَوِّهُ سِحْرَ الوُجُودِ : كلمة الوجود أيضاً تشير إلى عيش حياة حرة بعيدة عن قهر الاستعمار، بحيث يحقق فيها المرء كل ما يتمناه.
- :::حَبيبُ الظَّلامِ عَدوُّ الحياة: جاءت كلمة ال ظلام في هذا البيت لتوحي إلى التخلف ، و الجهل ، والقهر الذي يعيشه المستعمر.
مرحلة التربص وتجميع الطاقات
وتلخص هذه المرحلة في الأبيات ما بين 4 إلى 6 كالآتي:
رُوَيْدَكَ لا يخدعنْك الرَّبيعُ
:::وصحوُ الفضاءِ وضوءُ الصَّباحْ
ففي الأُفُق الرَّحْبِ هولُ الظَّلامِ
:::وقصفُ الرُّعُودِ وعَصْفُ الرَّياحْ
حَذارِ فَتَحْتَ الرَّمادِ اللَّهيبُ
:::ومَنْ يبذُرِ الشَّوكَ يَجْنِ الجراحْ
يفتتح الشاعر هذه المرحلة من القصيدة بوصف حال الشعب، فهو هادئ ولا يبدي ملامج ودلائل الغيظ، حيث أنهم بهذا يخدعون المستعمر؛ فلا يعلم أنهم في حالة تسمى بـ "هدوء ما قبل العاصفة" حتى يدمر الشعب المستعمر، وهم كالنار المشتعلة تحت التراب التي توقد حينما يأتي موعد القصاص.
- رُوَيْدَكَ لا يخدعنْك الرَّبيعُ: كلمة الربيع هنا تشير إلى الخضوع والهدوء -حسب ظن المستعمر-، وترمز إلى الاستسلام للاستعمار إلى أن يحين موعد الانتقام منهم .
- :::ومَنْ يبذُرِ الشَّوكَ يَجْنِ الجراحْ : ترمز كلمة الشوك في البيت إلى المعاناة والألم الذي تعيش فيهما الشعوب أثناء المضي إلى هدفها.
مرحلة الانتقام والحساب والثورة ضد المستعمر
أما هذه المرحلة فهي مذكورة في الأبيات الثلاثة الأخيرة من القصيدة:
تأَمَّلْ هنالِكَ أَنَّى حَصَدْتَ
:::رؤوسَ الوَرَى وزهورَ الأَملْ
وَرَوَّيْتَ بالدَّمِ قَلْبَ التُّرابِ
:::وأَشْربتَهُ الدَّمعَ حتَّى ثَمِلْ
سيجرُفُكَ السَّيْلُ سَيْلُ الدِّماءِ
:::ويأْكُلُكَ العَاصِفُ المشتَعِلْ
يعتز الشاعر ويتفاخر في وجه المستعمرين الطغاة ويهددهم، وينذرهم أن يوم الانتقام قادم حين ينفجر الشعب في وجه المستعمر من خلال ثورة جارفة تستأصل المستعمر من جذوره .
- تأَمَّلْ هنالِكَ أَنَّى حَصَدْتَ: كلمة تأمل في هذا البيت تشير إلى تهور المستعمر ونظرته المقيّدة، لأنه لم ينظر إلى المدى البعيد ويحسب حساباً لموته وسحقه.
- وَرَوَّيْتَ بالدَّمِ قَلْبَ التُّرابِ: استعمل الشاعر كلمة الزهور هنا لكي يبين بها قوة الشباب ونشاطه، والمستقبل الذي يطمحون إليه .
- :::وأَشْربتَهُ الدَّمعَ حتَّى ثَمِلْ: ترمز كلمة ثمل بوصول الشعب إلى أقصى درجات التحمل، وقد حان موعد انفجار النيران من أسفل التراب وإقامة انتفاضة وثورة ضد الاستعمار.
- سيجرُفُكَ السَّيْلُ سَيْلُ الدِّماءِ: حرف السين في كلمة " سيجرفك " يشير إلى سرعة الرد والقضاء على الاستعمار، وكلمة السيل تشير إلى قوة الشعب وانتفاضته في وجه الظلم .