خصائص شعر الطبيعة
التعلّق بالبيئة
عكس شعر الطبيعة مدى تعلّق الشعراء الأندلسيين ببيئتهم وتفضيلها على كافة البيئات الأخرى، ويتبيّن ذلك من خلال الاتصال الوثيق مع البيئة، حيث امتزج بها في بعض قصائده؛ فقد عدّها الشعراء كالإنسان يخاطبوها فتخاطبهم، وتتبادل الحديث معهم ويلجأون إليها في ضيقهم وفرحهم، ويُسقطون عليها مشاعرهم لتشاركهم أفراحهم وأتراحهم.
وصف مظاهر الطبيعة
قام شعراء الطبيعة بوصف المظاهر الطبيعية وغير الطبيعية؛ فقد وصفوا مظاهر الطبيعة الخلّابة المحيطة بهم من حقول وأنهار، وحدائق، وجبال، وسماء، ونجوم، كذلك ضمّنوا قصائدهم بمظاهر العمران من مساجد، وقصور، وبرك، وأحواض التي أبدع الأندلسيون ببنائها، كذلك وصفوا كافة الأقاليم الطبيعية المختلفة لبلاد الأندلس؛ كابن زيدون الذي تغنّى بقرطبة وأزهارها.
المرأة والطبيعة
أوجد الشعراء الأندلسيون صلة قوية تربط ما بين المرأة والطبيعة، فالطبيعة تجد في المرأة ظلّها وجمالها حسب رأيهم، وقد قالوا بأنّه لا يُمكن ذِكر الطبيعة إلا وذكر المرأة معها، ومن الأمثلة عل ذلك أنّهم قد وصفوا المرأة بالشمس، وصوّروا احمرار خدودها بالزهرة.
دقة الملاحظة وقوة الخيال
اعتمد الشعراء على دقة الملاحظة وقوة الخيال في وصف الطبيعة والحياة الخاصة بها، وقد امتلأ شعرهم بالعديد من الصور الفنية التي ترسم الطبيعة وتصوّرها، والتي تشدّ انتباه المستمع وتثير اهتمامه.
الطبيعة والخمر
ارتبط شعر الطبيعة بالغزل والخمر؛ فعندما يذكر الشعراء الطبيعة يعبرون ضمناً عن الحب؛ فهم لا يقتصرون على وصف المحبوبة، بل يصفون الطبيعة التي ضمت المحبوبة أيضاً، بالإضافة إلى ذلك، فإن مجالس الغزل والخمر كانت لا تعقد قديماً إلا في أحضان الطبيعة.
الامتزاج بأغراض شعرية أخرى
لم تخصّص قصائد بحدّ ذاتها للحديث عن الطبيعة ووصف مظاهرها في صورة مقطوعات إلا قليلاً، فغالباً ما امتزجت مع غيرها من الأغراض الشعريّة كالغزل، والرثاء، والمدح، والعتاب، والفخر، وقد كان الغزل هو الأكثر امتزاجاً بها.