تاريخ ظهور الإسلام

تاريخ ظهور الإسلام

بدأ ظهور الإسلام أوّل مرةٍ يوم نزول جبريل -عليه السلام- إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- مُبلّغاً إيّاه رسالة القران الكريم، وكان ذلك في مكة سنة ستمئةٍ وثمانيةٍ أو تسعةٍ للميلاد، وذلك قبل الهجرة بثلاث عشرة سنة، حيث مكث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يدعو قومه ثلاث عشرة سنة في مكة قبل أن يُهاجر إلى المدينة المنوّرة.

الصدح بالدعوة في مكّة

مرّت دعوة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بمرحلتين خلال دعوته في مكّة، فكانت أوّل ثلاث سنواتٍ سريّةٍ بين أقارب النبيّ والمأمونين والموثوقين منهم فقط، ولم يتعرّض الصحابة خلال هذه السنوات الثلاث إلى أيّ اعتداءٍ أو صراعٍ مباشرٍ مع قريشٍ، لكنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بعد السنة الثالثة أُمِر بالصدح في دعوته، فأعلن رسالته أمام قريشٍ وكُلّ أهل مكّة، فكان الصدح بالإسلام وإعلان التوحيد أمام عموم الناس، ولا شكّ أنّ هذه المرحلة كانت باباً فُتح على المستضعفين من المسلمين، فتعرّضوا خلالها لتعذيبٍ شديدٍ من الكفار.

فتح مكّة

وصل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- مكة خارجاً من المدينة قاصداً الفتح في السنة الثامنة للهجرة، معه جيش يُقدّر باثني عشر ألف مسلمٍ، وصل مكة على حين غرّةٍ من أهلها حتى لا يحدث فيها قتالاً، وقد حدث ما أراد، فلم يحصل إلّا بعض المواقف اليسيرة للقتال، وقد دخل النبيّ فاتحاً مُؤيّداً مُنتصراً نصراً مؤزّراً، ودخل البيت يطوف فيه، ومعه جمعٌ من المسلمين يطوفون معه، وهناك من أسلم حديثاً، وقد كان في يد النبيّ -عليه السلام- قوساً فصار يضرب به الأصنام الموجودة حول الكعبة حتى هدمها كُلّها، وهو يُردّد قول الله تعالى: (وَقُل جاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ الباطِلُ إِنَّ الباطِلَ كانَ زَهوقًا).