تاريخ المسلمين
الخلفاء الراشدون
اجتمع المسلمون في سقيفة بني ساعدة لمبايعة أبي بكر الصديق، واختياره خليفة عليهم بعد وفاة الرسول، وقد عقبه عمر بن الخطّاب في تحمل هذه المسؤولية بعد وفاته في السنة الثالثة عشرة للهجرة، فقد خاف أبو بكر من أنْ تَدُبّ الفتنة بين المسلمين من بعده، فعهد إلى مشاورة كبار المسلمين من الأنصار، والمهاجرين في تسليم الخلافة لعمر، والذي كان أول من أسس بيت مال المسلمين.
يُعدّ عثمان بن عفّان الخليفة الثالث الذي سُرّت قريش بحكمه، وليونة طبعه، وقد حكمهم مدة ست سنوات، ثمّ قُتل في عام خمس وثلاثين للهجرة في أحداث الفتنة التي استمرت في عهد الخليفة الراشدي الرابع علي بن أبي طالب، حيث شهدت ولايته فتنة الخوارج التي قضى عليها قبل استشهاده.
الخلافة الأمويّة
مرّ على الدولة الأموية العديد من الخلفاء كالخليفة معاوية بن أبي سفيان، والذي امتد حكمه من (41-60) هـ، وقد أصاب المسلمون في المدينة المنورة في عهده مجاعة استدعته لصرف المبالغ الموجودة في بيت مال المسلمين حتّى نفذت، وقد ولي الخليفة عبدالملك بن مروان الحكم على مصر من (65-86) هـ، وقد خلفه في الحكم ولده الوليد، والذي استمر حكمه من (86-96) هـ، وهو أول من أسس مستشفى خاص بالمجذومين عام 88 هـ في دمشق.
تولّى بعده الخلافة عمر بن عبد العزيز من (99-101) هـ، وقد حقق للمسلمين حالة من الرضا، والرخاء، والتكافل الاجتماعي، فساعد الفقراء، وزوج الشباب، وأغاث أسرى المسلمين، كما تولّى هشام بن عبد الملك الحكم من (105-125) هـ، ومثلت نفقات التكافل الاجتماعي في عهده بنداً محدداً من بنود النفقات العامة في الدولة.
الخلافة العباسيّة
امتد العهد العباسي تقريباً إلى خمسة قرون وربع القرن منذ العام (132-656) هـ، حيث تعرّضت الدولة العباسيّة في أواخرها إلى الضعف، والتشتت مما أدى إلى انقسامها لدويلات متفرقة؛ حيث أدى توسّع رقعة الدولة، والرفاهية التي عاش بها أبناؤها، وتوقف الفتوحات الإسلامية إلى انشغال الناس عن الحياة العسكرية والجندية.
الخلافة العثمانيّة
ينحدر خلفاء الدولة العثمانية من أسرة آل عثمان، وهي العائلة الأكبر على مر التاريخ الإسلامي، وقد كانت دولة قوية ومنيعة، وتفرغت منذ قيامها حتى سقوطها بتأييد سلطة الإسلام، وعقيدته؛ فزادت من قوة الدولة الإسلامية، وقد بقي العثمانيون على حالهم هذا مئات السنين حتّى تمكّنت الدول الغربية المستعمرة منهم في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي، وتفوّقوا عليهم من النواحي الفكرية، والصناعية، والزراعية.