تاريخ الجدول الدوري
تصنيف العناصر
بدأ العلماء بتصنيف وتنظيم العناصر المعروفة منذ العصور القديمة، والتي كانت حوالي 63 عنصراً، مثل: الذهب، والفضة، والقصدير، والرصاص، والنحاس، والزئبق، ومن ثم تم اكتشاف عنصر الفوسفور في عام 1669م، والعديد من العناصر على مدى 220 سنة، وخلال هذا الوقت، قام العلماء بتحديد الكتل الخاصة بالعناصر، وتعلموا العديد من الخصائص الكيميائية الأخرى، وذلك من خلال تعريض العناصر الفردية لمواد كيميائية مختلفة بطريقة منهجية، ومراقبة التفاعلات التي تحدث بينها، ومع زيادة كمية المعلومات التي تم معرفتها عن العناصر، فقد أراد العلماء تنظيم هذه العناصر بطريقة مفيدة وجيدة، وقد قام العديد من العلماء بتقديم العديد من المساهمات المهمة لإنشاء الجدول الدوري.
اكتشاف الجدول الدوري
يعتقد البعض بأن العالم ديمتري مندليف هو من قام بإنشاء الجدول الدوري، ولكن في الحقيقة كان هناك عدد من الكيميائيين الآخرين قبل مندلييف، يعملون على أنماط خصائص العناصر التي كانت معروفة، حيث كانت أول محاولة لتصنيف العناصر في عام 1789، عندما قام أنطوان لافوازييه (Antoine Lavoisier) بتجميع العناصر بناءً على خصائصها في الغازات، وغير المعادن، والمعادن، والأتربة، كما وثد تم إجراء عدة محاولات أخرى لتجميع العناصر معاً على مدار عشرات السنين، وفي عام 1829، قام جوهان دوبرينير (Johann Döbereiner) بتعريف ثلاثيات من العناصر ذات الخصائص الكيميائية المماثلة، مثل: الليثيوم، والصوديوم، والبوتاسيوم، وأظهر أن خصائص العنصر الأوسط يمكن التنبؤ بها من خواص الاثنتين الأخريين.
جدول مندلييف
وفقاً للجمعية الملكية للكيمياء فإن ديمتري مندليف يعتبر الأساس للجدول الدوري الحالي، وقاد كان مندلييف محاضراً في إحدى الجامعات في سان بطرسبرج، في روسيا، وقد قرر كتابة كتاب خاص بالكيمياء العضوية، والتعامل مع مشكلة العناصر المضطرب في وقت واحد، وذلك بسبب عدم وجود كتب تدريس كيمياء عضوية حديثة باللغة الروسية في ذلك الوقت، وقد قام بكتابة كتاب الكيمياء، بعنوان مبادئ الكيمياء، وقد قدم اكتشافاً كبيراً من شأنه أن يسهم بشكل كبير في تطوير الجدول الدوري الحالي، ورتب مندلييف العناصر حسب كل من الوزن الذري والتكافؤ.
عندما كان مندلييف يكتب في الفصل الخاص بعناصر الهالوجين في كتاب مبادئ الكيمياء، قام بإجراء مقارنة بين خصائص هذه المجموعة من العناصر، مع مجموعة المعادن القلوية، وقد اكتشف بأنها مجموعتين غير المتشابهتين، بأنها تتشابه في تطور الأوزان الذرية، وبعد دراسته للأتربة القلوية، قام بترتيب العناصر بالاعتماد على الأوزان الذرية داخل كل مجموعة، وترتيب المجموعات، مما ساعده على فهم الخصائص الفيزيائية، والكيميائية للعناصر، واكتشاف الجدول الدوري.