بيت شعر غزل
قصيدة ألا عم صباحا أيها الطلل البالي
يقول امرؤ القيس :
ألا عِمْ صَبَاحاً أيّهَا الطّلَلُ البَالي
- وَهل يَعِمنْ مَن كان في العُصُرِ الخالي
وَهَل يَعِمَنْ إلا سَعِيدٌ مُخَلَّدٌ
- قليل الهموم ما يَبيتُ بأوجالِ
وَهَل يَعِمَنْ مَن كان أحدثُ عَهدِه
- ثَلاثِينَ شهراً في ثَلاثَة ِ أحوَالِ
دِيارٌ لسَلمَى عَافِيَاتٌ بذِي خَالِ
- ألَحّ عَلَيها كُلُّ أسْحَمَ هَطّالِ
وتحسبُ سلمى لا تزالُ ترى طَلا
- من الوَحشِ أوْ بَيضاً بمَيثاءِ مِحْلالِ
وتحسِبُ سلمى لا نزالُ كعهدنا
- بوَادي الخُزَامى أوْ على رَسّ أوْعالِ
لَيَاليَ سَلَمى إذْ تُرِيكَ مُنْصَّباً
- وجيداً كجيد الرئم ليس بمعطال
ألا زعمت بسبابة ُ اليوم أنني
- كبرت وأن لا يحسنُ اللهو أمثالي
كَذَبتِ لَقَد أَصبى عَلى المَرءِ عِرسُهُ
- وَأَمنَعُ عِرسي أَن يُزَنَّ بِها الخالي
وَيَا رُبّ يَوْمٍ قَد لهَوْتُ وَلَيْلَة ٍ
- بِآنِسَة ٍ كَأنّهَا خَطُّ تِمْثَالِ
يُضيءُ الفِراشُ وَجهَها لِضَجيعِها
- كَمِصباحِ زَيتٍ في قَناديلِ ذَبّالِ
كأنَّ على لباتها جمرَ مُصطل
- أصاب غضى جزلاً وكفِّ بأجذال
وَهَبّتْ لهُ رِيحٌ بمُخْتَلَفِ الصُّوَا
- صباً وشمال في منازلِ قفّال
ومِثْلِكِ بَيضاءِ العوارِضِ طَفْلة ٍ
- لعوبٍ تُنَسِّيني إذا قُمتُ سِربالي
إذا ما الضجيعُ ابتزها من ثيابها
- تَمِيلُ عَلَيهِ هُونَة ً غَيرَ مِجْبالِ
كحِقْفِ النَّقَا يَمشِي الوَليدَانِ فوْقَه
- بما احتسبا من لين مس وتسهال
لَطِيفَة ُ طَيّ الكَشْح غيرُ مُفَاضَة ٍ
- إذَا انْفَتَلَتْ مُرْتجّة ً غَيرَ مِثقالِ
تنورتها من أذرعاتٍ وأهلها
- بيَثْرِبَ أدْنى دَارِهَا نَظَرٌ عَالِ
نَظَرتُ إِلَيها وَالنُجومُ كَأَنَّها
- مَصابيحُ رُهبانٍ تَشُبُّ لِقَفّالِ
سَمَوتُ إِلَيها بَعدَ ما نامَ أَهلُها
- سُموَّ حَبابِ الماءِ حالاً عَلى حالِ
قصيدة يجوز أن تكوني
يقول نزار قباني :
- يجوز أن تكوني
- واحدةً من أجمل النساء
- دافئةً
- كالفحم في مواقد الشتاء
- وحشيةً
- كقطةٍ تموء في العراء
- آمرةً ناهيةً
- كالرب في السماء
- يجوز أن تكوني
- سمراء إفريقية العيون
- عنيدةً
- كالفرس الحرون
- عنيفةً
- كالنار كالزلزال كالجنون
- يجوز أن تكوني
- جميلةً ساحقة الجمال
- مثيرةً للجلد للأعصاب للخيال
- وتتقنين اللهو في مصائر الرجال
- يجوز أن تضطجعي أمامي
- عاريةً
- كالسيف في الظلام
- مليسةً كريشة النعام
- نهدك مهرٌ أبيضٌ
- يجري
- بلا سرجٍ ولا لجام
- يجوز أن تبقي هنا
- عاماً وبعض عام
- فلا يثير حسنك المدمر اهتمامي
- كأنما
- ليست هناك امرأةٌ أمامي
- يجوز أن تكوني
- سلطانة الزمان والعصور
- وأن أكون أبلهاً معقد الشعور
- يجوز أن تقولي
- ما شئت عن جبني وعن غروري
- وأنني وأنني
- لا أستطيع الحب كالخصيان في القصور
- يجوز أن تهددي
- يجوز أن تعربدي
- يجوز أن تثوري
- لكن أنا
- رغم دموع الشمع والحرير
- وعقدة الحريم في ضميري
- لا أقبل التزوير في شعوري
- يجوز أن تكوني
- شفافةً كأدمع الربابه
- رقيقةً كنجمةٍ
- عميقةً كغابه
- لكنني أشعر بالكآبه
- فالجنس في تصوري
- حكاية انسجام
- كالنحت كالتصوير كالكتابه
- وجسمك النقي كالقشطة والرخام
- لا يحسن الكتابه
قصيدة أحبك أحبك وهذا توقيعي
يقول نزار قباني:
- هل عندك شكٌ أنك أحلى امرأةٍ في الدنيا
- وأهم امرأةٍ في الدنيا
- هل عندك شك أني حين عثرت عليك
- ملكت مفاتيح الدنيا
- هل عندك شك أني حين لمست يديك
- تغير تكوين الدنيا
هل عندك شك أن دخولك في قلبي
- هو أعظم يومٍ في التاريخ
- وأجمل خبرٍ في الدنيا
- هل عندك شكٌ في من أنت
- يا من تحتل بعينيها أجزاء الوقت
- يا امرأةً تكسر حين تمر جدار الصوت
- لا أدري ماذا يحدث لي
- فكأنك أنثاي الأولى
- وكأني قبلك ما أحببت
- وكأني ما مارست الحب ولا قبلت ولا قبلت
- ميلادي أنت وقبلك لا أتذكر أني كنت
- وغطائي أنت وقبل حنانك لا أتذكر أني عشت
- وكأني أيتها الملكه
- من بطنك كالعصفور خرجت
- هل عندك شكٌ أنك جزءٌ من ذاتي
- وبأني من عينيك سرقت النار
- وقمت بأخطر ثوراتي
- أيتها الوردة والياقوتة والريحانة
- والسلطانة
- والشعبية
- والشرعية بين جميع الملكات
- يا سمكاً يسبح في ماء حياتي
- يا قمراً يطلع كل مساءٍ من نافذة الكلمات
- يا أعظم فتحٍ بين جميع فتوحاتي
- يا آخر وطنٍ أولد فيه
- وأدفن فيه
- وأنشر فيه كتاباتي
- يا امرأة الدهشة يا امرأتي
- لا أدري كيف رماني الموج على قدميك
- لا ادري كيف مشيت إلي
- وكيف مشيت إليك
- يا من تتزاحم كل طيور البحر
- لكي تستوطن في نهديك
- كم كان كبيراً حظي حين عثرت عليك
- يا امرأةً تدخل في تركيب الشعر
- دافئةٌ أنت كرمل البحر
- رائعةٌ أنت كليلة قدر
- من يوم طرقت الباب علي ابتدأ العمر
- كم صار جميلاً شعري
- حين تثقف بين يديك
- كم صرت غنياً وقوياً
- لما أهداك الله إلي
- هل عندك شك أنك قبسٌ من عيني
- ويداك هما استمرارٌ ضوئيٌ ليدي
- هل عندك شكٌ
- أن كلامك يخرج من شفتي
- هل عندك شكٌ
- أني فيك وأنك في
- يا ناراً تجتاح كياني
- يا ثمراً يملأ أغصاني
- يا جسداً يقطع مثل السيف
- ويضرب مثل البركان
- يا نهداً يعبق مثل حقول التبغ
- ويركض نحوي كحصان
- قولي لي
- كيف سأنقذ نفسي من أمواج الطوفان
- قولي لي
- ماذا أفعل فيك أنا في حالة إدمان
- قولي لي ما الحل فأشواقي
- وصلت لحدود الهذيان
- يا ذات الأنف الإغريقي
- وذات الشعر الإسباني
- يا امرأةً لا تتكرر في آلاف الأزمان
- يا امرأةً ترقص حافية القدمين بمدخل شرياني
- من أين أتيت وكيف أتيت
- وكيف عصفت بوجداني
- يا إحدى نعم الله علي
- وغيمة حبٍ وحنان
- يا أغلى لؤلؤة بيدي
قصيدة أتعرف رسم الدار قفراً منازله
يقول طرفة بن العبد :
أتعْرِفُ رسمَ الدارِ قَفْراً مَنازِلُهْ
- كجفْنِ اليمانِ زخرفَ الوشيَ ماثلُهْ
بتثليثَ أو نجرانَ أو حيثُ تلتقي
- منَ النّجْدِ في قِيعانِ جأشٍ مسائلُه
دِيارٌ لِسلْمى إذ تصِيدُكَ بالمُنى
- واذ حبلُ سلمى منكَ دانٍ تواصُلُه
وإذ هيَ مثلُ الرّئمِ صِيدَ غزالُها
- لها نظرٌ ساجٍ اليكَ تواغِلُه
غَنِينا وما نخشى التّفرّقَ حِقبَة ً
- كِلانا غَرير ناعِمُ العيش باجِلُه
لياليَ أقتادُ الصِّبا ويقودُني
- يجولُ بنا ريعانُهُ ويُحاولُه
سما لكَ من سلْمى خيالٌ ودونَها
- سَوَادُ كَثِيبٍ عَرْضُهُ فأمايِلُهْ
فذَو النيرِ فالأعلامُ من جانب الحمى
- وقُفٌّ كظَهْرِ التُّرْسِ تجري أساجله
وأنَّى اهتدَتْ سلمى وسائلَ بينَنَا
- بَشاشَة ُحُبٍّ باشرَ القلبَ داخِلُهْ
وكم دونَ سلمى من عدوٍّ وبلدة ٍ
- يَحارُ بها الهادي الخفيفُ ذلاذلُه
يَظَلُّ بها عَيرُ الفَلاة ِ كأنّهُ
- رقيبٌ يخافي شخصَهُ ويضائلُهْ
وما خلتُ سلمى قبلَها ذاتَ رجلة ٍ
- إذا قسوريُّ الليلِ جيبتْ سرابلهْ
وقد ذهبَتْ سلمى بعقلِكَ كلَّهِ
- فهَلْ غيرُ صَيدٍ أحْرَزَتْهُ حَبائِله
كما أحْرَزَتْ أسْماءُ قلبَ مُرَقِّشٍ
- بحُبٍّ كلمْعِ البَرْقِ لاحتْ مَخايله
وأنْكَحَ أسْماءَ المُرَاديَّ يَبْتَغي
- بذلكَ عوفٌ أن تصابَ مقاِتله
فلمَّا رأَى أنْ لا قرارَ يقرُّهُ
- وأنّ هوَى أسماء لابُدّ قاِتله
ترحلَ من أرضِ العراقِ مرقشٌ
- على طربٍ تهوي سراعاً رواحِله
إلى السروِ أرضٌ ساقه نحوها الهوى
- ولم يدرِ أنَّ الموتَ بالسّروِ غائلهْ
فغودِرَ بالفَرْدَين أرضٍ نَطِيّة ٍ
- مَسيرَة ِ شهْرٍ دائبٍ لا يُوَاكِله
فيا لكَ من ذي حاجة ٍ حيلَ دونَها
- وما كلُّ ما يَهوَى امرُؤ هو نائِله
فوجدي بسلمى مثلُ وَجْدِ مُرَقِّشٍ
- بأسْماءَ إذ لا تَستفيقُ عَواذِله
قضى نَحْبَهُ وَجداً عليها مُرَقِّشٌ
- وعُلّقْتُ مِنْ سَلمى خَبالاً أُماطله
لعمري لموتٌ لا عقوبة َ بعدَهُ
- لذي البثِّ أشفى من هوى ً لا يزايِله
قصيدة حَنانَيكَ أنَّ الشيءَ بالشيء يُذكر
يقول عبد الرحمن السويدي:
حَنانَيكَ أنَّ الشيءَ بالشيء يُذكر
- فلا تعجبي يا هنذ إذ صرتُ أضجر
رايت على العشّار بنتاً صغيرة
- كزمزم بنتي وجهها متغيّر
فلما رأتني مقبلاً فوق حجرتي
- بعِمَّتي الكبرى غدَت تتعثّر
من الخوف مني وهي في القلب حبّها
- كرامة من في القلب لا زال يُذكر
فهاج غرام القلب غبّ سكونه
- وسالت من العينين للوجه أبحر
أزمزمُ إني ما نسيتُك ساعةً
- من الدهر هل إني بقلبك أخطر
أزمزم إن قد كنت أنت نسيتني
- لِلَهو فإني بالجَفا لك أذكر
أزمزم إن أبصرت كل عشيرتي
- فإني أبوهم لست أنسى وأحقر
وإن كان لعبُ الدرب أنساك والداً
- فإني لا أنسى وإن كنت أُقبَر
أأنسى بُكاك إذ خرجتِ عشيةً
- عليَ وهذا الذِّكر للقلب يفطر
كلانا سنسلو غير أنك خِلقةً
- لك الضعف لا يأتيك منه تكدّر
وإني من شوقي إليك وحرقتي
- غدوتُ ضئيلاً ربما لست أُبصَر
نسيتِ قروش الروم كيف أذبّها
- عليك ولا خرجاً عليك أقتّر
وفي كل يوم ربع رومي تناله
- يداك وللرقّيِّ أشري وأكسر
أروح بحرٍّ كنت تدرين ضُرّه
- وآتيك بالرقيّ ولا أتكبّر
فيا بنت قلبي ليس ذلك منَّةً
- عليك ولكنّي بهذا أُذكِّر
فلم لا بقيتِ يا ابنة الروح عندنا
- طعامك ممزوج حليبٌ وسُكّرُ
وعندي من الهيل الذي عزّ وقعه
- من الحمّص الكرديّ في الحجم أكبر
وعندي يا بنتي كثير قرنفلٍ
- وعندي نبات ليس في مصر يُذكر
وعندي حلاواتٌ عجيب صنيعها
- وعندي طاقاتٌ من الهند تؤثر
وكل الذي قد مرّ مدّخر لك
- إذا جئت آتيك بذاك وأكثر
ولا تعط منه عائشاً حبّ خردلٍ
- ولا آمناً والكل عندك يُحصَر
قصيدة لَيسَ مَن يَملَأُ العُيونَ جَمالاً
يقول شكيب أرسلان:
لَيسَ مَن يَملَأُ العُيونَ جَمالاً
- غَيرُ مَن يَملَأُ القُلوبَ كَمالا
وَأَخو العِشقِ ذو الهَيامِ الَّذي قَد
- تَخِذَ اللَيثُ في هَواهُ الغَزالا
يا جَمالاً عَشِقتُ مِنهُ خِصلاً
- لَستُ أَرجو لِغَيرِهِنَّ وِصالا
زادَكَ اللَهُ رِفعَةً وَيَقيني
- بِكَمالٍ إِذا رَأَيتُ الهِلالا
جَمَعتُ فيكَ يا جَمالَ مَعانٍ
- يَتَمَنّى المَديحَ مِنها المَحالا
أَو ما فيكَ ذَلِكَ العَزمُ ما وَج
- هٌ يَوماً إِلّا اِستَخَفَّ الجِبالا
يَسبِقُ القَولَ مِنكَ فِعلٌ إِذا ما
- سَبَقَ القَولُ في الأَنامِ الفِعالا
يا اِبنَ مَن قَصَّرَ الأَماثِلَ طَرا
- أَن يَرَونا لِذاتِهِ أَمثالا
نَجلُ قَطبِ الزَمانِ عَدلاً عَلى ال
- إِطلاقِ لَم يُبدِ نِدَّهُ الدَهرُ حالا
لَستُ أَبغي وَصفاً لِما أَنتَ فيهِ
- أَنا ما إِن أُطيقُ هَذا المَجالا
لا وَلا شُكرَ ما مَحَضتُ مِنَ ال
- وُدِّ صَديقاً تَراهُ بِاِسمِكَ آلى
وَزَمانٌ يَظَلُّ يَنشُدُ عَنها
- هَكَذا هَكَذا وَإِلّا فَلالا