كيف يتم غسل الميت
طريقة غسل الميت
لقد بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- طريقة غسل الميت حين توفيت ابنته زينب، فعن أم عطية الانصارية -رضي الله عنها- قالت: (دَخَلَ عَلَيْنَا رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- حِينَ تُوُفِّيَتِ ابْنَتُهُ، فَقالَ: اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسًا، أَوْ أَكْثَرَ مِن ذلكَ إنْ رَأَيْتُنَّ ذلكَ، بمَاءٍ وسِدْرٍ، واجْعَلْنَ في الآخِرَةِ كَافُورًا).
ويقع تغسيل الميت بطريقتين، الأولى صفة الوجوب، والثانية صفة الكمال، ففي صفة الوجوب يتحقّق التغسيل بتعميم الماء على جسد الميت، أمّا صفة الكمال فهي كما يأتي:
وضعية الميت
يوضع الميت على ظهره، وبالنسبة لاتجاهه لا بأس ولا حرج أن يكون الميت بأي اتجاه أثناء التغسيل، ويوضع عليه إزار غليظ يستر منطقة سرته إلى فخذيه دون أن تُكشف عورته، وتُخلع عنه ملابسه مع مراعاة عدم كشف عورته.
الاستنجاء
حيث يقوم المغسل بفتح رجلي الميت دون النظر إلى عورته، ويصب الماء بغزارة من تحت الغطاء، ويُستحب وضع الميت في وضعية الجلوس حتى يطمئن أن جميع ما في بطنه قد خرج ونظف بطنه تماماً.
الوضوء
يُوضىء الميت وضوء الصلاة، مع مراعاة أنه أثناء المضمضة والاستنشاق لا يصب الماء صباً في فمه أو أنفه؛ لأنّه سينزل مباشرة من فرجه.
الغسيل
يبدأ المغسل بغسيل الميت بالماء؛ وذلك بصب الماء على رأسه ونزولاً حتى قدميه، ثم يُقلب الميت إلى جهة الشق الأيمن ويُصب الماء عليه من الرأس ونزولاً حتى القدمين، ثم يُعاد لوضعيته الأولى، ثم يُقلب إلى جهة الشق الأيسر، ويُصب الماء عليه كما في المرة الأولى، ويتم تكرار هذه العملية مرة ثانية.
وفي المرة الثالثة يغسل الميت بماء السدر، حيث توضع الرغوة على رأسه ونزولاً حتى قدميه، ثم يقلب على الشق الأيمن ثم الأيسر، وآلية الغسل بالسدر هي ذاتها التي تم اتباعها في المرة الأولى والثانية، ثم يُصب الماء على الميت بغزارة كما في المرات الأولى والثانية.
الكافور
يسكب الكافور على الميت، حيث يقوم المغسل بتجليس جسد الميت بوضعية الجلوس، ويسكب ماء الكافور عليه صباً، ثم يعيده كما كان نائماً على ظهره، ثم يسكب الماء على كامل جسده، وهكذا نكون قد انتهت طريقة غسيل الميت، وبعدها تأتي مرحلة التكفين.
الحكمة من تغسيل الميت
استنتج الفقهاء أنّ الحكمة من تغسيل الميت هي النظافة والتطهر من كل حدث أصغر أو أكبر، وكذلك لإزالة الاوساخ عن الميت، وحتى لو كان الميت نظيفاً طاهراً فإنّه يجب تغسيله؛ وذلك من إكرام الميت، ويعتبر تغسيل الميت أمراً تعبدياً.
فضل تغسيل الميت
وردت بعض الأحاديث التي تدل على فضل تغسيل الميت، ويلاحظ أنّ هذا الفضل قد ورد فيمن يكتم سر الميت ويستر عليه، ولا يفضح ما رأى من الميت، وهي على النحو التالي:
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَن غَسَّل مَيِّتًا فكَتَم عليه غُفِرَ له أربَعين مَرَّةً، ومَن كَفَّن مَيِّتًا كَساهُ اللهُ من سُندُسِ وإستِبرَقِ الجَنَّةِ، ومَن حَفَر لمَيِّتٍ قَبرًا وأجَنَّه فيه أُجرِيَ له منَ الأجرِ كأجرِ مَسكَنٍ سَكَنه إلى يَومِ القِيامةِ).
- في الحديث الضعيف: (مَن غسَّل ميتًا، فأدَّى فيه الأمانةَ ولم يُفشِ عليه ما يكونُ منه عندَ ذلك ، خرَج مِن ذنوبِه كيومَ ولدَتْه أمُّه).