بماذا يكنى الرسول
بماذا يكنى الرسول صلى الله عليه وسلم
كنية الرسول
كُنّي النبي -عليه الصلاة والسلام- بأبي القاسم؛ لأن القاسم كان أكبر أبنائه ، وقد وردت كنيته هذه في عدّة أحاديث صحيحة، فقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يمشي بالبقيع ذاتَ مرة، فسمع رَجُلاً يُنادي بأبي القاسم، فنظر النبيّ إليه، فقال الرجل: لم أقصدك وإنما دعوت فُلاناً، فقال له النبي -عليه الصلاة والسلام-: (تَسَمَّوْا باسْمِي، ولا تَكَنَّوْا بكُنْيَتِي، فإنِّي أنا أبو القاسِمِ أقْسِمُ بيْنَكُمْ)، وقد رُوي أنّ جبريل -عليه السلام- كنّى النبي بأبي إبراهيم، وذلك عندما ناداه بقوله: (السَّلامُ عليْكَ يا أبا إبراهيمَ)، كما ذكر بعض العُلماء كابن دحية أنّه يُكنّى بأبي الأرامل، وذكر أُبيّ بن كعب من الكُنى للنبيّ؛ كنيته بأبي المؤمنين، لقول الله -تعالى- في القرآن الكريم: (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ)، فقال أُبيّ بعدما قرأها: "وهو أبٌ لهم"؛ تشبيهاً له بالأب الشفيق والرحيم عليهم.
حكم التكني بكنية الرسول
تعدّدت آراء العُلماء في حُكم التكنّي بِكُنية النبي -عليه الصلاة والسلام-، وسبب تعدّد أقوالهم حديث النبي -عليه الصلاة والسلام-: (تَسَمَّوْا باسْمِي، ولا تَكَنَّوْا بكُنْيَتِي، فإنِّي أنا أبو القاسِمِ أقْسِمُ بيْنَكُمْ. وفي رِوايَةِ أبِي بَكْرٍ ولا تَكْتَنُوا)، وفيما يأتي بيان أقوالهم:
- القول الأول: جواز التكنّي بِكُنية النبي -عليه الصلاة والسلام-، سواءً كان اسم الشخص مُحمّد أو غير ذلك، حيث إن نهي النبي -عليه الصلاة والسلام- عن التكنّي بِكُنيته كان خاصاً بفترة حياته، ولِسماح النبي -عليه الصلاة والسلام- لمن يولد بعده بالتكنيّ بِكُنيته، وهذا قول الإمام مالك، والقاضي عِياض، وأكثر العلماء.
- القول الثاني: لا يجوز التكنّي به مطلقاً، سواء كان اسم الشخص محمّداً أو غيره، وهو قول الإمام الشافعيّ في المشهور عنه.
- القول الثالث: عدم جواز التكنّي بِكُنيته لمن اسمه مُحمد، وجوازها لمن اسمه غير ذلك، وقد قاله الرّافعيّ.
نبذة عن الكنية عند العرب
تُعَرَّف الْكُنْيَةُ بأنها ذِكرُ الشيء بغير ما هو معروف به صراحةً، فَيُقال: كنَّيتُ عن الأمر بكذا، وكانت العرب تشتهر بِالكُنى، وقد تكون الكُنى مشهورةً أكثر من الأسماء أحياناً؛ ككنية أبي طالب، وأبي لهب، وغيرهم، وقد يكونُ للشخص الواحد أكثر من كُنيةٍ يَشتهر بها، وقد يُشتَهرُ الشخص باسمه وكُنيته معاً، ويُفرّق بين الكُنية واللقب؛ بأن اللقب: ما يُشعِرُ فيه بالمدح أو الذم، أمّا الكُنية: فهي ما يُبدأ بها بأبٍ أو أُمّ، وما سواه فهو اسم، وقد بلغ اهتمام العرب بِالكُنى حتى أصبحوا يُكنّون الأطفال، والطّيور، والجماد، وغيرها؛ ويُكنّون الأشخاص؛ لِما في ذلك من تعظيم الشخص المُكنّى وتوقيره، أمّا الكُنى في غير الأشخاص فتكون بقصد التوسّع، والتفنُّن، والزيادة في المعنى.
فوائد وأحكام متعلقة بالكنى
هناك العديد من الفوائد والأحكام المُتعلّقة بِالكُنى، ومنها ما يأتي:
- جواز مُناداة الشخص بِكُنيته إن كان لا يُعرَفُ إلا بها، بدليل مُناداة الله -تعالى- ورسوله لأبي لهب وأبي طالب بِكُنيتهم.
- جواز التكنّي بأسماء الجمادات؛ كأبي تُراب، أو بأسماء الحيوانات، كأبي هُريرة، أو أبي هرّ.
- جواز تكنّي الشخص بغير اسم أبنائه، كأبي بكر ، فلا يوجد من أبنائه أحدٌ اسمه بكر.
- جواز التكنّي بغير اسم الابن الأكبر، مع أفضليّة التكنّي باسم الابن الأكبر.
- جواز التكنّي بالأنثى؛ كأبي الدرداء.
- جواز تكنّي الشخص الذي لا ابن له، فقد صحّ عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (يا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كُلُّ صَواحبي لَهُنَّ كُنًى، قال: فاكْتَني بابْنِكَ عبدِ اللهِ -يَعْني ابنَ أُختِها-، قال مُسدَّدٌ: عبدُ اللهِ بنُ الزُّبَيرِ- قال: فكانت تُكنى بأُمِّ عبدِ اللهِ).
- جواز تكنّي الأطفال الصِغار، لِمُناداة النبي -عليه الصلاة والسلام- طفلاً صغيراً يلعبُ بالطير: (أَبُو عُمَيْرٍ، قالَ: أَحْسِبُهُ، قالَ: كانَ فَطِيمًا، قالَ: فَكانَ إذَا جَاءَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَرَآهُ، قالَ: أَبَا عُمَيْرٍ، ما فَعَلَ النُّغَيْرُ! قالَ: فَكانَ يَلْعَبُ بهِ).