بحث عن رأس السنة الهجرية
رأس السنة الهجرية
يعتبر رأس السنة الهجرية من الأيام المميزة لدى المسلمين، حيث إنه يمثل حدث عظيم في تاريخ الإسلام، ويحتفل فيه المسلمون عادة في بداية شهر محرم من كل عام هجري، فما هو رأس السنة الهجرية؟ وما سبب تسميته بهذا الاسم؟
تعريف رأس السنة الهجرية
يُعرّف رأس السنة الهجرية بأنه اليوم الأول من العام الهجري؛ والذي يصادف الأول من شهر محرم من السنة الهجرية، والسنة الهجرية هي السَّنة القمرية، وعدد شهورها اثنا عشر شهرًا، وتبدأ السنة الهجرية من شهر محرم وتنتهي بشهر ذو الحجة ، وشهور السنة القمرية على الترتيب هي:
- شهر محرم.
- صفر.
- ربيع أول.
- ربيع ثاني.
- جمادي أول.
- جمادي ثاني.
- رجب .
- شعبان.
- رمضان.
- شوال.
- ذو القعدة.
- ذو الحجة.
سبب تسمية رأس السنة الهجرية بهذا الاسم
يرجع سبب تسمية السنة الهجرية أو العام الهجري نسبة إلى الهجرة، والهجرة المقصودة؛ هي الهجرة النبوية التي هاجر فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.
بداية رأس السنة الهجرية
بداية السنة الهجرية تكون في الأول شهر محرم، وتنتهي بشهر ذو الحجة ، وذلك لأنه لما أراد عمر بن الخطاب اختيار تأريخ للمسلمين، أشار عليه علي بن أبي طالب بالتأريخ الهجري ، و يعود التأريخ الهجريّ في أصله إلى حادثة الهجرة النبوية ، وعندما اختلفوا في أي الشهور يبدأ التأريخ، قال عثمان بن عفان رضي الله عنه-: "أرخوا من المحرم أول السنة، وهو شهر حرام، وهو أول الشهور في العدة؛ أي في عدة الشهور الحرام، وهو منصرف الناس عن الحج، فاجتمعوا على محرم أول السنة، فأرخ به عمر -رضي الله عنه-.
سبب اختلاف التاريخ الميلادي للسنة الهجرية
من الأمور المعروفة أنّ هناك فرق بين التاريخ الهجري والميلادي ، وذلك يعود لعدة أسباب منها، الاختلاف بين التقويم الشمسي المعتمد للتاريخ الميلادي والتقويم القمري المعتمد للتقويم الهجري.
فالتقويم الشمسي يرتَبِطُ بحالةِ الشَّمسِ، وهو مأخوذٌ من دوران الأرضِ حولَ الشَّمسِ، والتي ينتج عنها السنةُ الشَّمسيَّةُ، وتنقَسِمُ السنةُ الشَّمسيَّةُ إلى الفصولِ الأربعةِ المعروفةِ باعتبارِ بُعدِ الشَّمسِ وقُربِها، ومُدَّةُ هذه السَّنةِ ثلاثمئة وخمسة وستون يومًا تقريبًا، وممن استخدم التقويمَ الشَّمسيَّ منفَرِدًا الرُّومُ، والقِبطُ، وغيرُهم.
أما التقويم القمري؛ فيرتَبِطُ هذا التقويمُ بدورةِ القَمَرِ حولَ الأرضِ، وتنتج الشهور وَفْقَ حركةِ القَمَرِ، وكُلُّ دورةٍ للقَمَرِ حولَ الأرضِ تمثِّلُ شهرًا قَمَريًّا تقريباً، وتبلغ مدة الشهر القمري تسعة وعشرون وربع اليوم تقريبًا، وعلى هذا الأساس فإنَّ السَّنةَ القَمَريَّةَ تكونُ ثلاثمئة وأربعة وخمسون يوماً تقريباً؛ أي أنَّ السنة القمرية أقَلُّ من عددِ أيامِ السنة الشَّمسيَّة بـأحد عشر يوماً تقريباً، ويلاحَظُ أنَّه لا يوجَدُ ترابط بين التقويم الشمسي والقمري؛ لأنَّ كُلًّا منهما مرتبطٌ بحركةٍ ودورةٍ تختَلِفُ عن الآخَرِ.
أهمية رأس السنة الهجرية عند المسلمين
تعدّ رأس السنة الهجرة من الأحداث الهامة عند المسلمين، ويحتفل بهذه المناسبة المسلمون حول العالم؛ لما تمثله الهجرة النبوية من بداية للتأسيس لدولة المسلمين؛ حيث تعرض المسلمون في مكة المكرمة للايذاء من قبل المشركين، وقد وقع النكال والعذاب بكل من آمن بالرسول -صلى الله عليه وسلم-.
ولهذا فقد شعر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه لابد من الهجرة لبلد آمن وأكثر استقراراً، بحيث يتمكن فيه من نشر رسالة الإسلام، وإيصالها للعالم أجمع، دون الشعور بالخطر اللصيق على حياة المسلمين وأموالهم وأنفسهم، ولذا فقد هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- متجهاً إلى المدينة المنورة لإقامة الدولة الإسلامية فيها ، ثم البدء بنشر الدعوة الإسلامية من المدينة المنورة إلى العالم أجمع.
عادات رأس السنة الهجرية عند المسلمين
يتبادل المسلمون في هذا اليوم التهنئة، ويتشاركون في عادات تختلف من مكان لآخر للاحتفال برأس السنة الهجرية؛ فكلٌّ يحتفل بهذا اليوم بطريقته الخاصة، وتحظى العديد من البلدان بعطلة رسمية في هذا اليوم المميز، تُعرف ب عطلة رأس السنة الهجرية ، وهذه بعض العادات في دول عدة:
في مصر
نجد في مصر الأحتفال بعيد رأس الهجرية ملئ بالبهجة ومظاهر السعادة؛ حيث تنتشر التهنئات برأس السنة الهجرية بين الناس ، ويجتمعون للتحدث عن أحداث الهجرة النبوية، وفضل هذا اليوم، وأيضًا يرتدون ملابس جديدة وجميلة تدل على قدوم العيد، ويأكلون الكثير من الحلويات، ويضاف إلى ذلك أيضًا من السلوك المبهج قيام الأطفال باللعب والغناء.
في تركيا
تقوم الدولة بإطلاق الألعاب النارية معلنةً بذلك احتفالها وسعادتها بقدوم عام هجري جديد، ويجتمع الكثير من الناس لمشاهدة تلك الألعاب المبهجة، ثم يقومون بتوزيع الحلويات والسكريات على الأطفال.
في تونس
إن مظاهر الاحتفال تبدو جليّة أكثر في القرى التونسية وفي الأرياف؛ حيث يجتمع القرويون والقرويات لذبح الخرفان فرحاً بالسنة الجديدة، ويتناولون الأكلات التي يتميز بها شعب تونس، ويجتمع الاطفال حول نار الموقدة لشواء البيض التي جرى جمعه مسبقا خلال جولاتهم بين سكان القرية.
في مكة المكرمة
في بداية كل سنة هجرية يعمد أهل مكة الى تلاوة الصلوات، وتبادل التبركات برأس السنة الهجرية، ويأخذ العيد طابعًا تطغى عليه الفرحة، وتمارس فيه جملة من العادات والتقاليد المترسخة في الذاكرة والمتوارثة على مرّ السنوات، ومن عاداتهم المعروفة أنهم يتناولون في هذا العيد أطباق مميزة ، وذلك من باب التفاؤل بحلول سنة جديدة عساها تحمل الاخضرار الى بلدهم والخير الى أهلها.
إن رأس السنة الهجرة من المناسبات الخاصة عند المسلمين، ويحتفل فيه المسلمون كل عام بداية في العام الهجري -الأول من شهر محرم-، لما له من أهمية كبيرة في تذكير بالمسلمين بأحداث هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويتم تحديد ذلك اليوم حسب التقويم القمري؛ فالسنة الهجرية تختلف عن الميلادية باختلاف التقويم الشمسي عن القمري، ويحتفل المسلمين في هذا اليوم تعبيراً عن فرحهم بقدومه بعادات تختلف من مكان لآخر.