أنواع المسرح
المسرح الموسيقي
يرتكز المسرح الموسيقي على مقومات الفن المسرحي ، وهو المزيج من التمثيل والغناء والرقص، يمنح لمؤدّيه مساحة كبيرة للتفاعل مع الجمهور، كما يسمح هذا الفن لمن يدخل فيه بتطوير مواهبه الفنية بطرق مبتكرة، ولكن يحتاج ذلك إلى جهد حقيقي ومثابرة متواصلة، وهو يجمع بين أكثر من تخصص فني، لذلك من الضروري أنْ يتعلّم مؤدي هذا الفن الأساسيات والتقنيات الفنية اللازمة، ويتضمّن هذا إتقان كيفية الغناء بالطريقة الصحيحة، وكيفية تقمّص الشخصية التمثيلية بطريقة مقنعة..
وكل هذه المهارات ينبغي أنْ تتوّج بالإبداع والثقة والتعاون بين فريق العمل، وعندها لن يحتاج مؤدي المسرح الموسيقي سوى الفرصة والتوجيه لممارسة وتطبيق ما تعلّمه على المسرح، لأداء رسالته بطريقته الفنية.
المسرح الانفعالي
المسرح الانفعالي هو أكثر أنواع المسرح تفاعلًا وإثارةً في الوقت الحاضر، إذ إن التواصل ما بين الممثلين والجمهور يعد من أساسيات الأداء في المسرح الانفعالي، فعلى عكس أنواع المسارح التقليدية الأخرى، يلعب الجمهور دور لا غنىً عنه في الأداء المسرحي الانفعالي، فعلى سبيل المثال قد يتواصل الممثل مع الجمهور للبحث عن كنز مفقود، أو قد يطلب الممثل من الجمهور المساعدة في تحديد خياراته الصحيحة، فقد يُطرح على الجمهور سؤال بقصد زيادة تفاعلهم مع المسرحية، وجعل أداء الممثلين أكثر واقعية.
المسرح الهامشي
المسرح الهامشي هو نوع من أنواع المسرح التجريبي في طريقته وسرده للأحداث، ومن أبرز ما يميّز المسرح الهامشي أنه قليل التكاليف في طبيعته، سواء في ما يتعلّق بالجانب الفني، أو الجانب الإنتاجي، أو الجوانب الأخرى التي يتطلّبها الأداء والإنتاج والمسرحي، وكانت المسرحيات الهامشية تُقام في بداياتها في مسارح وغرف صغيرة الحجم، أمّا عن القصص التي تتناولها المسرحيات الهامشية فهي في معظم الأحيان تكون قصصًا مُستحدثة وغير تقليدية، يؤديها شخص واحد، وهذا ما يساعد المسرح الهامشي لأن يكون أقل تكلفة، ويمكن تكرار عروضه لأكثر من مرة في يوم واحد.
المسرح الميلودراما
مسرح الميلودراما هو شكل آخر من أشكال الإنتاج المسرحي، ويتميز بالمبالغة في الحبكة والحوار والموسيقى، بهدف زيادة التأثير على عواطف الجمهور، وجذبهم للعرض المسرحي بطريقة أفضل وأسرع، وتُستخدم الموسيقى العاطفية الدرامية أو موسيقى الأوركسترا موسيقى تصويرية مع المشاهد في المسرح الميلودرامي، وذلك لاستثارة عواطف الجمهور، وزيادة تفاعلهم مع المسرحية، وقد قُدّمت المسرحيات الميلودرامية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
المسرح الكوميدي
المسرح الكوميدي قائم على نص مكتوب بطريقة ترفيهية، وغالبًا ما يكون المقصد من المسرحيات الكوميدية معالجة قضايا المجتمع في إطار من المرح، ولكن لا يُشترط أنْ تكون جميع المشاهد في المسرحية الكوميدية مضحكة، بل ومن الممكن أنْ تتعرّض بعض الشخصيات في المسرحية الكوميدية إلى مواقف غير جيدة، ولكن يستطيع الممثل أنْ يخرج منها بنتائج إيجابية، تكون غالبًا ضمن حدود المرح، وتُعالج الحبكة التي يمكن أن تصل إليها شخصيات المسرحية الكوميدية، بطريقة تجعل الجمهور يتعاطف مع الشخصية، ويربطها بالمشاكل الإنسانية الواقعية.
مسرح السير الذاتية
مسرح السير الذاتية يقوم على تجسيد بطل المسرحية لإحدى الشخصيات الحقيقية التاريخية أو المعاصرة (سواء كانت متوفاة أو على قيد الحياة)، لذلك تتميّز مسرحيات السير الذاتية بواقعية أحداثها إلى حدٍ كبير، فهي مُستمدة من السيرة المرويّة أو من مذكرات الشخصية المُجسَّدة، وغالبًا يكون لدى كاتب مسرحية السيرة الذاتية مساحة لإضافة بعض الأحداث في سياق المسرحية، لمنح العمل الفني مزيد من الغموض والإثارة، ممّا قد يعرّض كتّاب هذا النوع من المسرحيات إلى الرقابة والمسؤولية القانونية، في حال انحرف عن الحقيقة بطريقة واضحة أو غير أخلاقية، ولكن عامةً يعد مسرح السير الذاتية مصدر للإلهام والإبداع، وتخليد للشخصية التي يجسدها الممثل.
المسرح الهزلي
المسرح الهزلي أو ما يُطلق عليه أحيانًا كوميديا الموقف، يشبه إلى حدٍ ما المسرح الكوميدي، وتتكوّن المسرحية الهزلية من عدة شخصيات، التي غالبًا ما تكون مختلفة عن بعضها للغاية، ولكن تجتمع معًا بسبب ظروف معينة، لذلك تتواجد شخصيات المسرحية الهزلية في بيئة مشتركة، مثل مكان عمل، أو مبنىً سكني، وفي معظم الأحيان لا يتجاوز وقت المسرحيات الهزلية النصف ساعة، وفيها تُطرح المشكلات وتُناقش بجدال لفظي مبالغ فيه، ولكن تُحل النزاعات والمشكلات في المسرحية الهزلية بسرعة، في وسط تصفيق الجمهور لجو الفكاهة الذي تصنعه المسرحية الهزلية.
المسرح التاريخي
المسرح التاريخي يعرض لجمهوره سرد لأحداث وقعت مع شخصيات تاريخية في الماضي، ويمكن لمؤلف المسرحية التاريخية تحويل الوثائق أو الكتب التاريخية إلى عمل مسرحي تاريخي، ولكن قد يُجري بعض التعديلات على الحقائق غير الرئيسية، أو قد يُضيف بعض الأحداث الخيالية، لتُناسب سياق العمل المسرحي، وتجذب الجمهور أكثر، وقد يكون هذا النوع من المسرحيات كوميدي، أو رومانسي، أو مأساوي، وفيها تُربط جميع المشاهد بمؤامرة أو حدث رئيسي واحد، له بداية وحبكة ونهاية، وقد يربط المسرح التاريخي أخطاء الشخصيات التاريخية بأخطاء أو أحداث مشابهة في الوقت الحاضر.
المسرح التراجيدي
المسرح التراجيدي أو المسرح المأساوي، هو نوع من الأدب القصصي الذي يروي حياة البطل، التي تبدأ بشخص ناجح، أو شجاع، وذو أخلاق عالية، ولكن بسبب بعض الأخطاء أو العيوب البشرية، مثل الطموح المفرط، أو الطمع، أو حتى المبالغة في الحب أو الولاء، تبدأ الأحداث المأساوية بالتوالي، إلى أن تؤدي إلى سقوط البطل ودماره في العادة، بعيدًا عن جميع أصدقائه ورفاقه وأحبائه، وفي أثناء هذه الأحداث المأساوية سيتعاطف الجمهور مع البطل، وسيشعرون بالحزن والشفقة عليه، ولكن من جانبٍ آخر، ستكون أخطاء البطل التي أودت لهلاكه ودماره بمثابة تحذير، لتجنّب الوقوع في نفس الأخطاء المدمّرة.
المسرح المنفرد
المسرح المنفرد كما يوحي اسمه، يعتمد على أداء شخص واحد فقط على المسرح، ولكن لابد من توافر عناصر المسرح كافة في العرض ، وفيه يمكن أن يقدّم عرض حول سيرة ذاتية لإحدى الشخصيات المشهورة، سواء حية أو ميتة، وقد يقدّم نصوص أدبية أخرى مثل الشعر أو سرد الروايات، أو أي أداء فردي آخر، وقد كان الأداء المنفرد موجودًا منذ آلاف السنين، ويعد السرد القصصي من أقدم أشكاله، إذ كان سرد القصص الفردي متعارف عليه في الفترة التي لم يكن هناك تاريخ مكتوب بعد، لذلك كانت رواية القصص الشفوية هي الطريقة التي يتناقل فيها الناس الأخبار والمعلومات من جيل إلى آخر.
المسرح الملحمي
المسرح الملحمي هو شكل من أشكال الإنتاج المسرحي الذي ظهر في منتصف القرن العشرين، وتذهب المسرحية الملحمية بجمهورها إلى الانخراط في التفكير بالقضايا السياسية والاجتماعية، التي تتناولها في سياقها، وما يميّز المسرحيات الملحمية عن غيرها أنها تترك نهايات القضايا مفتوحة دون وضع حلول لها، تاركة للجمهور التفكير النقدي والمنطقي، لإصدار الأحكام النهائية بنفسه على الأحداث، والتي عادةً تحمل وجهات نظر مختلفة، وبذلك يتعرّف الجمهور أكثر على المشكلات الاجتماعية، وأفضل سبل حلّها .
مسرح العرائس
مسرح العرائس هو شكل من أشكال العروض المسرحية الشعبية القديمة، ويستخدم مسرح العرائس في عروضه الدمى التي يُحرّكها الممثلين من خلف الكواليس، من دون أن يراهم الجمهور، وهناك أكثر من طريقة للتحكّم بالدمى وتحريكها، فقد يتلاعب الممثل بحركات الدمية بخيوط مربوطة فيها، أو قد يمسك بالدمية مباشرةً ويحرّكها، وقد يتراوح حجم الدمية من عدة سنتمترات إلى حجم أكبر من حجم الإنسان، وتختلف أهداف مسرح العرائس، فقد يكون الهدف منها في بعض الأحيان درامي، أو ترفيهي، أو تقليد وطني، وبناءً على نوع العرض، تُستخدم الدمى المناسبة له.
المسرح الغنائي الدرامي أو الأوبرا
المسرح الغنائي الدرامي أو الأوبرا هو المسرح الذي الذي يجمع بين الموسيقى والدراما، ففيه تُعرض الدراما بالغناء والموسيقى، ويعتمد مسرح الأوبرا على عدة عناصر أساسية، من أهمها الجمهور، والأزياء، والتمثيل، وتلعب الأغنية في مسرح الأوبرا دور رئيسي في العرض، ويرافق مطرب الأوبرا فرقة موسيقية تتراوح من فرقة صغيرة إلى أوركسترا سيمفونية كاملة، وقد يتضمّن المسرح الغنائي الدرامي على الرقص أحيانًا، ويعود تاريخ ظهور الأوبرا إلى حوالي عام 1600 في إيطاليا، وهي تعد عامةً من التراث الموسيقي الكلاسيكي الغربي.
الخلاصة
تهدف العروض المسرحية بكافة أشكالها المختلفة إلى ايصال رسالة هادفة للجمهور، تتعلّق بقضايا المجتمع، باستخدام التمثيل أو الغناء، أو الإيماءات، أو مزج أكثر من طريقة معًا، كما تُجسّد الأعمال الفنية المسرحية أو تترجم القصص أو النصوص الأدبية بطريقة ممتعة وأكثر سلاسة للناس، بحركات وكلام وأداء الممثل على خشبة المسرح، ويعود تقييم العرض المسرحي للجمهور الحاضر، لذلك يعد الجمهور من أهم عوامل نجاح أو حتى فشل العروض المسرحية، فالجمهور بمثابة المرجع الأساسي للحكم على مدى نجاح العمل الفني المسرحي وانتشاره.