بحث عن تكنولوجيا التعليم
مفهوم تكنولوجيا التعليم
تكنولوجيا التعليم هو مصطلحٌ مكونٌ من جزأين: تكنولوجيا والتعليم، ويمكن بيان المقصود منهما كالآتي: مصطلح تكنولوجيا: أصل مصطلح التكنولوجيا يوناني، وهو مشتقٌ من مقطعين، الأول: تكنو، بمعنى حرفة أو تطبيق، أو صنعة. والثاني: لوجي، ومعناه فن أو علم، ومعنى المصطلح كاملاً تكنولوجيا: علم التطبيق. أما تعريف التكنولوجيا: فيمكن تعريفها بأنّها التطبيق المنظم لمجموعةٍ من المفاهيم، والمبادئ، وقوانين ونظريات العلم، في مجالات الحياة الإنسانية المختلفة، ومجالات التكنولوجيا عديدة؛ فهي تتعدد بتعدد المجالات الإنسانية، فهناك تكنولوجيا الطب، والعلوم الحيوية، والفضاء، والحروب، والاتصالات، والزراعة، والمعلومات، والتعليم.
مفهوم تكنولوجيا التعليم: من التعريف العام لمصطلح تكنولوجيا، يمكن تعريف تكنولوجيا التعليم بمجموعةٍ من التعريفات منها:
- التطبيق المنظم لمبادئ، ونظريات التعليم، بصورةٍ عملية في الواقع الفعلي في ميدان التعليم.
- العلم الذي يهتم بتطوير وتحسين أداء الفرد، أثناء الممارسة في التطبيق العملي.
- دراسة الكيفية التي يتم فيها وضع المعرفة العلمية، واستخدامها بشكلٍ عملي؛ لتوفير ضروريات وكماليّات حياة الإنسان.
- جميع الطرق والمواد والأدوات المستخدمة في النظام التعليمي؛ من أجل الوصول إلى الأهداف التعليمية الموضوعة، والمحددة مسبقاً، والتي تهدف إلى رفع مستوى النظام وتطوير فاعليّته.
- عملية تطوير، وتطبيق للنظم، والأساليب والوسائل؛ بهدف تحسين العملية التعليمية.
- إطارٌ فكري، ومنهجيةٌ في العمل، وأسلوب لحل المشكلات، يستند على النُّظُم الفعّالة، لتحقيق الأهداف الموضوعة، بدرجةٍ عاليةٍ من الكفاءة، وبأقل تكلفةٍ، بلا اعتمادٍ على نتائج البحوث في الميادين العديدة الإنسانية والتطبيقية.
عناصر تكنولوجيا التعليم
يقول تشارلز هوبان: ( إنّ تكنولوجيا التعليم عبارة عن تنظيم متكامل يضمّ العناصر الآتية: الإنسان، الآلة، الأفكار والآراء، أساليب العمل، والإدارة، بحيث تعمل جميعاً داخل إطارٍ واحدٍ ) وهي كالآتي:
- الإنسان: وهو جوهر العمليّة التعليميّة؛ والذي لا تتم العمليّة التعليميّة بدونه؛ فهو يؤدي دور المعلم، والطالب، والباحث، وهو كذلك المسعى الأساسي للمؤسسة التربويّة؛ حيث تهدف دائماً للعمل على تطويرهِ وتنميتهِ؛ ليواكب التطور الحاصل في العالم.
- الآلة: لقد دخلت الآلات في كل مجالات حياة الإنسان، وأسهمت بشكلٍ كبير في تغيير نمط حياة الإنسان، فقد اختصرت الكثير من الوقت والجهد، وتوجد الآلات في كل مكانٍ تقريباً، فتجدها في المنزل، وفي العمل، وفي الشارع، ومن الآلات المستخدمة في الحياة: السيّارة، والآلة الحاسبة، والكمبيوتر ، والتلفاز وغيرها.
- الأفكار والآراء: وهي المحرك الرئيسي الذي يحدد عمل الآلة، وإنجازها للأهداف المطلوبة، ونشر المعلومات المرادة.
- أساليب العمل (الاستراتيجية): إنّ استراتيجيّات وأساليب العمل المستخدمة من قبل الإنسان تحتاج دائماً إلى التغيير والتطوير والتبديل؛ حتى يستطيع البرنامج أن يُحقق الهدف المرجوّ منه، وتطوّر الأساليب وتنوعها يُعتبر من أهمّ مميزات التكنولوجيا.
- الإدارة: وهي من أهم ركائز العمل، وخاصة إذا كانت بعيدة عن الإدارة التقليدية التي تعتمد في عملها على الأمر والنهي، وتلعب دوراً مهماً في سير العمل، وتنظيمه، وتهيئة الجو المناسب للعمل، والجمع بين العناصر السابقة؛ لتؤدي دورها بكفاءةٍ عاليةٍ، وتحقيق النتائج بأسرع وقتٍ، وأقل جهدٍ ممكن.
أهمية تكنولوجيا التعليم
تتعرض العملية التربوية لمجموعةٍ من الضغوطات والتحديات، التي يجب مواجهتها وإيجاد الحلول لها، كالزخم المعرفي، والزيادة المضطردة في الكثافة السكانية، والتطور الهائل في مجالات المواصلات والاتصالات، وثورة التكنولوجيا ، والتي لها دورٌ كبيرٌ في سرعة انتقال المعرفة، وكلُّ تلك الأمور تُعتبر من العوامل الموجبة للتغيير والتجديد، ولذلك كانت تكنولوجياالتعليم حاجةً ملحّةً، لدعم التطور في المجالات الأخرى كالهندسة، والفضاء، والزراعة، والطب، وغيرها من العلوم الحديثة، ونظراً لهذه الأهميّة ، فقد تسابقت مؤسسات التعليم ، بقطاعيه الحكومي والخاص؛ للتحسين الإيجابي وتوفير الوسائل المفيدة التي تُساعد الطالب على زيادة علمهِ بكلّ سهولةٍ ويُسر، كما تسعى المؤسسات لتوفير القدرة لدى الطالب على الإبداع.
الوسائل الحديثة في مجال تكنولوجيا التعليم
من أهم الوسائل الحديثة المستخدمة في مجال تكنولوجيا التعليم الآتي:
- استخدام الحاسب الآلي في العملية التعليمية.
- استخدام الشبكة العالمية للمعلومات (الإنترنت).
- استخدام البريد الإلكتروني للتواصل مع الطلبة .
- الاستفادة من محركات البحث في الإنترنت.
- تبادل الملفات عبر الإنترنت.
- عقد المؤتمرات التي تُبث عن بُعد بالصوت والصورة.
- استخدام القنوات الفضائية العديدة، المتخصصة في مجال التعليم.
- استخدام الكتاب الإلكتروني.
- استخدام السبورة الإلكترونية.
تطور نظم التعليم
تطورت نُظم التعليم التي تعتمد على الحاسوب ، ويُمثل تطورها هذا تغيراً نوعيّاً في تقنية نظم التدريس، فعلى الرغم من وجود ابتكارات أخرى دخلت عالم التدريس، كالمسجل الصوتي، وأجهزة العرض المختلفة، والتي ساهمت في تطوير العملية التعليمية، والبعد عن البيئة التعليمية التقليدية، وأنظمة التدريس المعتمدة على الكتاب المدرسي ؛ إلا أنّها لم تصل إلى درجة الفاعليّة التي تحققت باستخدام الحاسب الآلي في نظام التدريس؛ فهو يُقدم تغييراً جذرياً في العملية التعليمية، حيث يعمل على إيجاد تفاعلٍ ذكيٍّ مع المتعلم، ويُمكن تعريف نظم التدريس التربوية التي تعتمد على الحاسوب في عملها بأنها: النظم التي تستخدم الحاسوب لمساعدة التربويين على تطوير وتحسين إنتاجية التعلم، وهذا التعريف يبين أهمية الحاسوب في التعلم الكلّي ودوره في دعم العملية التدريسية، كما هو الحال في التمرينات والتدريبات، وكذلك يُسهم في تثقيف المتعلمين حول كيفية استخدام الحاسوب؛ لتحسين الإنتاجية على المستوى الشخصي والجماعي.
ومن هنا يظهر أن دور الحاسوب في نظم التعليم لم يقتصر على المتعلمين فقط، وإنما أيضاً تعدى ذلك إلى المعلّمين؛ لمساعدتهم في نقل المعرفة، والمحافظة على العملية التربوية، والحرص على تحقيق أهدافها. وقد يخلط البعض بين نظم التدريس المعتمدة على الحاسوب ومفهوم حوسبة التربية والتعليم، إلا أن المفهومين مختلفين عن بعضهما، حيث إن الهدف من النظم المعتمدة على الحاسوب ليس إلغاء دور المعلم، أو الاستغناء عن خدماته؛ وإنما المقصود تزويد كلٍّ من المعلم والطالب بالأدوات والأجهزة المساعدة لتحسين العملية التدريسية وتحقيق أهدافها.