كيف خلق الله الجن
المادة التي خلق منها الجن
إنَّ المادة التي خلق الله -عزَّ وجلَّ- منها الجنَّ هي النار، وقد جاء ذلك بعددٍ من الأدلة الشرعيّة، سواءً من القرآنِ الكريمِ أو السنة النبويّة المطهرة، وفيما يأتي ذكر ذلك:
- (وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ).
- (وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ).
- (خُلِقَتِ المَلائِكَةُ مِن نُورٍ، وخُلِقَ الجانُّ مِن مارِجٍ مِن نارٍ، وخُلِقَ آدَمُ ممَّا وُصِفَ لَكُمْ).
متى خلق الله الجن
لم يحدد القرآن الكريم الوقتَ واليومَ الذي خلق الله -عزَّ وجلَّ- فيه الجنَّ بالضبطِ، لكنَّه بيَّن أنَّ خلقهم كان قبلَ خلقِ الإنسِ ، وقد جاء ذلك صراحةً في القرآنِ الكريمِ، حيث قال الله -تعالى-: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ* وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ)، وبناءً على ذلك فقد كان وجود الجنِّ سابقًا لوجود الإنس.
صفات الجن
إنَّ الجنَّ من عوالمِ الغيبِ التي لا يُمكن إدراكها إلَّا بما أخبرَ عنه اللهُ -عزَّ وجلَّ- في القرآنِ الكريمِ، أو بما أخبر عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسنته النبوية المطهرة، وبناءً على ذلك لا يُمكن معرفة صفات الجنِّ إلَّا بما دلَّت عليه نصوص الشريعة، وفيما يأتي ذكر بعض هذه الصفاتِ:
- أنَّهم يأكلون ويشربون
لقد أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّ الجنَّ يأكلونَ ويشربونَ، وقد جاء ذلك بعددٍ من الأحاديث النبوية الشريفة، قال صلى الله عليه وسلم: (لا يَأْكُلَنَّ أحَدٌ مِنكُم بشِمالِهِ، ولا يَشْرَبَنَّ بها، فإنَّ الشَّيْطانَ يَأْكُلُ بشِمالِهِ، ويَشْرَبُ بها). وقال النبي الكريم: (لا تستنْجُوا بالرَّوْثِ، ولا بالعِظامِ، فإنَّهُ زادُ إخوانِكمْ من الجِنِّ).
- أنَّهم يتناسلون
لقد أخبر الله -عزَّ وجلَّ- في القرآنِ الكريمِ، أنَّ الجنَّ يتكاثرون ويتناسلونَ، وقد جاء ذلك في قوله -تعالى-: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا).
- أنَّهم قادرون على التشكل
ومن صفاتهم التي أخبر الله -عزَّ وجلَّ- عنها أنَّهم قادرونَ على التشكلِ بشكل إنسان أو حيوان، وقد جاء ذلك في قول الله -تعالى-: (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ ۖ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ).
الحكمة من خلق الجن
لم يخلق الله -عزَّ وجلَّ- الجنَّ عبثًا، بل خلقهم لحكمةٍ عظيمةٍ، والتي تتمثل بعبادته وحده من غير شريكٍ به، والقيام بما أمر به واجتناب كلَّ نواهيهِ، وقد أخبر الله -عزَّ وجلَّ- في كتابه المجيد عن الحكمة من خلق الجنِّ، حيث قال -تعالى-: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، وبناءً على ذلك يُمكن القول بأنَّ الجنَّ محاسبون على أعمالهم يومَ القيامةِ .