بحث عن تطوير التعليم
كيفية تطوير التعليم
تطوير وتحسين المعايير
يبدأ تطوير التعليم بتحقيق المعايير والأهداف الرئيسية له، ونعني بالمعايير الأساليب والعمليات والممارسات التعليميّة الموحدة، والتي تطوّر بناءً على المبادئ التوجيهيّة للانفتاح والتوازن، بحيث تُلبي احتياجات المجتمع كافة، وتُحفزُ على الابتكار التكنولوجي، وتكون دافعًا لمنافسة السوق العالمي، ومن المهم أن يلتزم الطلبة والمعلمون بتلك المعايير على حد سواء لأنّها ستُساعدهم في فهم وتقييم ما يواجهونه ومعرفة غايتهم ووجهتهم، ذلك دون أن نُغفل أنّ للتعليم معايير مختلفة، أسهمت في تطوير نوعيّة المقترحات البحثية، وتفعيل دور التكنولوجيا في الفصل الدراسي، ودعم التعلم عن بعد واكتشاف حالات انتحال الشخصية وسواها.
المساءلة والمحاسبة
تُعد المؤسسات والإدارات والهيئات التدريسية الجسر الذي يُساعد الطلبة في التقدّم للوصول إلى الجانب السليم، وذلك من خلال الإرشادات والمناهج التدريسيّة التي يُزودون بها الطلبة، وهنا تُلحُ الحاجة بوجود معايير تُقيِّم المؤسسات الناجحة في ذاك الدور وتكافئها، وتُحدد المؤسسات السيئة وتُقوّمها، والأمر ليس بالسهولة المتوقعة، فهو معقد للغاية في القطاعين التعليميين؛ العام والخاص، ويُمكن اقتراح بعض الطرق الجيدة مثل تحسين الإدارة وزيادة الحوافز والعواقب، وتوضيح المسؤوليات والأدوار المنوطة بكل فرد وغيرها.
مشاركة ولي الأمر
يُعدّ الأم والأب المعلمين الأساسيين لكل طفل في المدرسة، ولهما تأثير كبير في تحصيل أولادهم في داخل حرم المدرسة وخارجها أيضًا، وعندما يعمل أولياء الأمر مع الهيئة التدريسية يدًا بيد تكون النتائج أفضل بالطبع، وخاصة إذا اطلّع الوالدين على استراتيجيّة المدرسة في التعليم وطريقتها في ذلك، ومن واجب المدرسة أن تُفعل اشتراكهما وتوفّر الفرص للتحدّث مع موظفي المدرسة حول دورهما في تعليم الأطفال من خلال الزيارات المنزليّة، والمؤتمرات المفتوحة بين الآباء والمعلمين، والبحث عن التعليقات والاقتراحات المفيدة حول نظام عمل المدرسة.
إعطاء الطفل المساحة الكافية للتعلم
يُعاب على التعليم التقليدي أنّه لا يُسمح للأطفال باكتشاف الأشياء بأنفسهم، على النقيض من طريقة مونتيسوري التي تمنح الأطفال مساحةً خاصةً بهم لدراسة أشياء جديدة ومراقبة الدراسة بطريقةٍ عملية، فمن الضروري أن يَمنح المعلم لتلاميذه الاستقلاليّة التي تفتح لهم المجال على العالم الخَفي، وتلك طريقةٌ رائعة لتطوير التفكير الإبداعي.
التعليم باستخدام المشروعات الصفية
يتعدّى التعليم حدود الغرفة الصفية ويتخطاها للعالم الواقعي بمشاكله العديدة مثل جودة المياه وسواها، ومن الجيد أن يتمكن الطلبة من البحث عن ذلك باستخدام الإنترنت أو إجراء المقابلات وغيرها، فتلك المشاريع العلمية أكثر طلبًا من المشاريع التقليديّة التي تعتمد على مصدر واحد للحقائق، أضف إلى ذلك أنّ العديد منها يمتد لأسابيع عديدة تُتيح للطالب تقديم العمل لا للمعلم وحسب بل وللمجتمع بأسره.
دمج الدراسات في أساليب التعليم
تُساعد الدراسات المختلفة الطلبة في الوصول إلى التخصصات التقليديّة واكتشاف علاقات الربط فيما بينها، فكما بيّن الكاتب (جيمس بيرك) فإنّه يُمكن الدمج بين الفن والتاريخ والأدب وسواها، باستخدام الأشكال المختلفة للمعرفة والتعبير، وذلك يُساعد بتوسيع مهارات الكتابة والقراءة لدى الطلبة، بل وأبعد من ذلك من التركيز على الرسم والموسيقى وغيرها.
زيادة التعلم والتخفيف من النصوص الأكاديمية والكلام النظري
كانت الشهادة الأكاديميّة فيما سبق تعني الحصول على وظيفة في مؤسسة ما، لكن أهميتها تزايدت اليوم وأصبحت الشرط الأساسي لبدء مستقبل مهني مُبّشر، وقد تستغرب حين تعلم أنّ أغلب وحدات الموارد البشريّة في سوق العمل لا يحفلون للشهادات اليوم، وذلك لأن سوق العمل يفرض على العاملين واقعًا جديدًا بناءً على حاجته، فمثلًا لم يعد تخصص (علوم الكمبيوتر) يلقى الطلب الذي كان عليه قبل عشر سنوات، بل إن الشهادة نفسها لم تعد مهمة بالمقارنة مع مهارات أخرى، وهو ما أدى لظهور مفهوم جديد للتعلم الحقيقي يتعلق بالمقدرة على الإبداع والفهم والتكيف لا تحصيل العلامات، ومن أكثر المهارات الفردية المطلوبة اليوم التحلي بأخلاقيات العمل والذكاء العاطفي والتفكير النقدي وغيرها.
الطالب يقود رحلة التعلم الخاصة به
يحصر نظام الدرجات والاختبارات الموحدة العملية التعليمة برغبة الطالب بجمع الدرجات وحسب، وهو أمرٌ محزنٌ للغاية بالطبع، ولعل السبب الأبرز لذلك هو الروتين القاتل في عملية التعليم، حيث أنّ أفضل الطرق لفهم المعلومة وتذكرها هي اللعب، فمع المتعة الكبيرة سيرغب الطالب بالتجريب مرات عديدة وتحدّي الفشل، وهو ما يُعزز روح التنافس لديه، وذلك مع مراعاة نماذج التعليم المختلفة فلكل طالب وقت خاص وطريقة معينة تفيده أكثر من سواها، وعند خلق البيئة الصحيحة له سيتعلّم إدارة الوقت والمهارات التنظيمية كافة.
أهمية تطوير نظام التعليم
تضمن الحكومات للأطفال مستقبلًا أفضل وذلك لأنّها تدرك أنّهم السبيل لتحسين الحياة ونقلها من مستوىً إلى آخر، وذلك عبر تقوية قدراتهم وجعلهم يتغلبون على مخاوفهم، ومساعدتهم في التركيز حول دراستهم وحسب والابتعاد عن أي نوعٍ من المُلهيات والمشتتات الأخرى، وذلك سيمنح الطلبة إحساسًا بالثقة الكبيرة بالنفس وتحمّل المسؤولية، مما سيرشدهم على الطريق الصحيح للمضيء لمستقبلهم، ولا ضير من المحادثات التحفيزيّة والتشجيع بين الوقت والآخر لمساعدتهم على الإسهاب بالأحلام والطموحات مهما بدت صعبة وبعيدة المنال بالنسبة لهم، وعليهم أن يصدقوا ذلك ويؤمنوا بأنّه حقيقة لا أمل زائف سيتحقق عاجلًا أم آجلًا بالتعلم والمثابرة .
الخلاصة
التعليم هو منارة الأجيال ولا بد من تطويره ليتوائم مع متطلبات العصر ومستجداته، ومن سبل تطويره تحسين المعايير الأساسيّة للمناهج التعليميّة، وإخضاع الهيئة التدريسيّة للمساءلة والمحاسبة بشكل دائم، وإشراك أولياء الأمر في العملية التعليميّة، ومنح الطفل مساحةً حرّة للتعليم، واللجوء إلى المشاريع الصفيّة والدروات التي من شأنها تعزيز الفهم لدى الطلبة، وكذلك دمج الدراسات المتنوعة في أساليب التعليم، والتخفيف من النصوص الأكاديميّة والكلام النظري البحت، وتشجيع الطالب على قيادة رحلة التعلم الخاصة به بالشكل الذي يُريد.