بحث عن ارتفاع ضغط الدم
ارتفاع ضغط الدم
يتمثل ارتِفاع ضغط الدّم أو ضغط الدم المرتفع أو فرط الضغط (بالإنجليزيّة: Hypertension) بزيادة قيمة ضغط الدم عن الحد الطبيعيّ، علمًا بأنّ ضغط الدّم يُمثّل قوّة دفع الدم على جدران الأوعية الدّموية،
وبشكلٍ عامٍ يُعبّر مفهوم ضغط الدّم عن قوّة الدّم الذي يتدفّق عبر شرايين الجسم؛ فعندما ينبض القلب فإنّه يدفع الدّم خلال شرايين الجسم التي تُمثّل أوعية دموية تحمل الدّم من القلب إلى بقيّة أجزاء الجسم، ويُشكّل تدفّقه ضغطاً على جدران الشريان يُسمّى بضغط الدّم،
وبناءً على تقارير منظّمة الصحّة العالميّة لعام 2019م فإنّ عدد الأشخاص المُصابين بارتفاع ضغط الدّم يُقدّر بحوالي 1.13 بليون شخص تقريباً، ويعيش نحو ثلثي هؤلاء الأشخاص في البلدان ذات الدخل المنخفض إلى المتوسط، وبحسب إحصائيّات عام 2015م فقد عانت امرأة واحدة من بين كلّ خمسة نساء، ورجل واحد من بين كل أربعة رجال من ارتفاع ضغط الدّم.
أسباب وأنواع ضغط الدم المرتفع
يُوجد نوعان من مرض ضغط الدّم المرتفع؛ وهما الأولي والثانوي، ويُمكن بيان أسباب كل نوع منهما على النّحو الآتي:
ارتفاع ضغط الدم الأولي
يُعرف ارتفاع ضغط الدّم الأوليّ (بالإنجليزيّة: Primary hypertension) أيضاً بارتفاع ضغط الدّم الأساسي (بالإنجليزيّة: Essential hypertension)، ويُعدّ هذا النّوع هو الأكثر شيوعاً، ويتطوّر نتيجة استمرار ارتفاع ضغط الدم على مدى عدّة سنوات، وفي الحقيقة لا يوجد سبب معروف ومُحدد للإصابة بهذا النّوع من ارتفاع ضغط الدم، إلّا أنّ هُناك عوامل خطر تزيد من احتمالية الإصابة بهذه الحالة، وفيما يلي بيان لأبرزها:
- التقدّم في السن.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم.
- العِرق، تحديدًا أولئك الذين ينتمون إلى أصول أفريقيّة كاريبية أو إلى جنوب آسيا.
- أنماط حياة مُعينة؛ كاتباع نظام غذائيّ مرتفع الدّهون، أو إضافة كمية كبيرة من الملح للطّعام.
- السّمنة.
- التدخين.
- شرب الكحول.
- عدم ممارسة التمارين الرياضية.
- التعرّض للضغوط النفسية والتوتر.
ارتفاع ضغط الدم الثانوي
يُطلق مصطلح ارتفاع ضغط الدم الثانوي (بالإنجليزيّة: Secondary hypertension) على الحالة التي يُعزى فيها ارتفاع الضغط إلى عوامل صحيّة يُمكن تحديدها، ويتميّز هذا النّوع بأنّه يظهر بشكلٍ مفاجئ كما أنّه يُسبب ارتفاع في مستويات الضغط بصورةٍ أعلى من تلك التي تحدث في حالات ارتفاع ضغط الدّم الأوليّ، ويُمكن بيان أبرز مُسبّبات ارتفاع الضغط الثانوي على النّحو الآتي:
- انقطاع النفس الانسدادي النومي (بالإنجليزية: Obstructive sleep apnea) (*).
- مشاكل الكلى.
- اضطرابات الغدة الدرقيّة .
- أورام الغدّة الكظريّة.
- العيوب الخُلقيّة في الأوعية الدّموية منذ الولادة.
- استخدام أنواع مُعينة من الأدوية؛ مثل الأدوية المُخصّصة لعلاج نزلات البرد ، أو حبوب منع الحمل، أو مسكّنات الألم التي لا تحتاج وصفة طبيّة لصرفها، أو مزيلات الاحتقان (بالإنجليزية: Decongestants)، أو استخدام بعض المُخدرات؛ كالكوكايين (بالإنجليزية: Cocaine) والأمفيتامينات (بالإنجليزية: Amphetamines).
ولمعرفة المزيد عن أسباب ارتفاع ضغط الدم يمكن قراءة المقال الآتي: ( أسباب ارتفاع الضغط ).
أعراض ارتفاع ضغط الدم
لا يتسبّب ارتفاع ضغط الدّم بأيّ أعراض واضحة وخاصّة به في أغلب الأوقات، أمّا في بعض الحالات النّادرة التي يُعاني فيها المريض من ارتفاع ضغط الدم بمستوياتٍ عاليةٍ فقد تظهر بعض الأعراض التي تستلزم زيارة الطبيب بأسرع وقتٍ ممكن، ومن هذه الأعراض ما يأتي:
- صداع الرأس.
- نزف الأنف المنتظم.
- ضيق في التنفّس .
- زغللة العين (بالإنجليزية: Blurred vision) (*) أو ازدواجية الرؤية (بالإنجليزية: Double vision).
ولمعرفة المزيد عن أعراض ارتفاع ضغط الدم يمكن قراءة المقال الآتي: ( أعراض ارتفاع الضغط ).
تشخيص ارتفاع ضغط الدم
إنّ قياس ضغط الدّم يُمثل الطريقة الوحيدة التي تُمكّن من الكشف عن الإصابة بارتفاع ضغط الدّم؛ ذلك أنّ هذه الحالة لا يُرافقها أيّة أعراض أو علامات في أغلب الأوقات، وبالتّالي فإنّ زيارة الطبيب هي الطريقة المُثلى للتمكّن من تشخيص الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وعلى الأشخاص الأصحّاء الذين تزيد أعمارهم عن أربعين عامًا قياس مستوى ضغط الدّم مرّة واحدة على الأقل كلّ خمس سنوات، أمّا في حال ارتفاع خطر الإصابة بضغط الدّم المرتفع فيجب قياس قيمة الضغط مرة واحدة على الأقل كل عام.
يُعبّر عن قراءات ضغط الدّم برقمين مفصولين بخط؛ حيث يُمثّل الرقم الأعلى ضغط الدّم الانقباضيّ (بالإنجليزيّة: Systolic blood pressure)؛ وهو ضغط الدم في الشريان أثناء انقباض القلب وتدفّق الدّم إلى أنحاء الجسم المُختلفة، أمّا الرّقم السفليّ فإنّه يُمثّل قيمة ضغط الدّم الانبساطيّ (بالإنجليزيّة: Diastolic pressure) التي تُشير إلى ضغط الدم في الشرايين عند انبساط القلب، ويُمكن تفسير قراءات ضغط الدّم وتحديد ما إذا كانت طبيعية أم لا على النّحو الآتي: ويُمكن تفسير قراءات ضغط الدّم وتحديد ما إذا كانت طبيعية أم لا على النّحو الآتي:
- ضغط الدّم الطبيعيّ: ويُمثل قراءة الضغط التي تقع بين 120/80 ميليمتر زئبقي، و90/60 ميليمتر زئبقي.
- ارتفاع ضغط الدّم: ويُمثل قراءة الضغط الانقباضي التي تقع بين 120-129 ميليمتر زئبقي، مع بقاء قيمة ضغط الدم الانبساطي أقل من 80 ميليمتر زئبقي، وقد يزداد ضغط الدم المُرتفع سوءًا مع تقدّم الوقت ما لم يتمّ اتّخاذ الإجراءات المُناسبة للسّيطرة عليه.
- المرحلة الأولى من ارتفاع ضغط الدّم: ويُمثل قراءة الضغط التي تتراوح بين 130/80 ميليمتر زئبقي، و139/89 ميليمتر زئبقي.
- المرحلة الثانية من ارتفاع ضغط الدم: ويُمثل بلوغ الضغط الانقباضي 140 ميليمتر زئبقي أو أعلى، أو الضغط الانبساطي 90 ميليمتر زئبقي أو أعلى، وتتميّز هذه المرحلة بأنّها أكثر شدةً.
ولمعرفة المزيد عن تشخيص ارتفاع ضغط الدم يمكن قراءة المقال الآتي: ( متى يكون ضغط الدم مرتفع ).
نصائح وإرشادات لمرضى ضغط الدم
يُعدّ إجراء تغييرات في نمط الحياة بما يُمكّن من السّيطرة على ضغط الدم هو الخطّ الأول في علاج حالة ارتفاع ضغط الدّم، ويُشار إلى أنّ مُراقبة ضغط الدّم بشكلٍ منتظمٍ من شأنها المُساهمة في تقليل تطوّر المُضاعفات الصحيّة الشديدة، وعليه يُمكن القول أنّ مدى السّيطرة على ضغط الدم المُرتفع يتناسب بعلاقةٍ طرديةٍ مع تقليل خطورة مضاعفات ضغط الدم المرتفع، بالإضافة لأهميّة ذلك للصّحة بشكلٍ عام، فهو يُمثل العلاج الرئيسي للأشخاص المُصابين بالمرحلة الأولى من ارتفاع ضغط الدّم، وفيما يأتي ذكر لبعض أنماط الحياة التي تُساهم في تخفيف حالة ضغط الدم المُرتفع:
- ممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام.
- المحافظة على وزن الجسم الصحيّ.
- اتباع نظام غذائي صحّي؛ حيثُ يتطلّب الأمر اتباع حمية داش (بالإنجليزية: DASH diet) (*)، والتقليل من كمية الملح المُضافة للطّعام، وتناول الأطعمة الغنيّة بالبوتاسيوم.
- الامتناع عن شرب [[أضرار الكحول|الكحول].
- الإقلاع عن التدخين.
علاج ارتفاع ضغط الدم دوائيًا
يحتاج بعض الأشخاص المُصابون بحالة ارتفاع ضغط الدّم استخدام نوع واحد أو أكثر من أدوية مُعينة لمُساعدتهم على السّيطرة على ضغط الدم، ويُعتبر العلاج الدوائي ضروريًّا لعدّة فئات؛ تحديدًا الأشخاص المُصابون بالمرحلة الثانية من ضغط الدّم المرتفع، والمصابون بالمرحلة الأولى من ضغط الدّم المرتفع وفي نفس الوقت يمتلكون عوامل خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، والمصابون بالمرحلة الأولى من ضغط الدّم المرتفع وعند احتساب قيمة الخطر على مقياس (ASCVD) بلغت 10% أو أعلى، ويُشير هذا المقياس إلى احتمالية الإصابة بالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية خلال السنوات العشرة المُقبلة، ويُشار إلى أنّ عدد الأدوية التي يتمّ وصفها يعتمد على حالة المريض، فتستلزم حالات ارتفاع ضغط الدم الشديد وصف أكثر من دواء، وفيما يلي توضيح لبعض الأدوية:
- مدرات البول من عائلة الثيازيد (بالإنجليزية: Thiazide-type diuretics).
- حاصرات قنوات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium channel blockers).
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (بالإنجليزية: ACE inhibitors).
- مضادات الألدوستيرون (بالإنجليزية: Aldosterone antagonists).
- حاصرات مستقبلات البيتا (بالإنجليزيّة: Beta blockers).
ولمعرفة المزيد عن علاج ارتفاع ضغط الدم يمكن قراءة المقال الآتي: ( ما هو علاج ارتفاع ضغط الدم ).
الوقاية من ارتفاع ضغط الدم
على الرغم من عدم وضوح السبب وراء حدوث ارتفاع ضغط الدم في كثير من الأحيان؛ إلّا أنّ هناك مجموعة من العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة به، وتنقسم هذه العوامل إلى أسباب لا يمكن السيطرة عليها أو الوقاية منها؛ مثل: العُمر والعِرق، بالإضافة إلى التاريخ العائلي للإصابة بارتفاع ضغط الدم، أمّا عندما يتعلق الأمر بأنماط الحياة مثل: زيادة الوزن، وتناول الطعام المملح بكثرة، والتدخين، إلى جانب اتّباع نمط حياة خامل بعيداً عن ممارسة التمارين الرياضية، فإنّه يمكن السيطرة عليها، وتكمن فكرة الوقاية في التركيز على تغيير هذه الأنماط للحد من خطر حدوث ارتفاع ضغط الدم الناتج عنها، وغالباً ما يتم ذلك باتباع أنماط صحية، كالتي تم ذكرها سابقاً في هذا المقال للتخفيف من حدة ضغط الدم المرتفع.
ولمعرفة المزيد عن الوقاية من ارتفاع ضغط الدم يمكن قراءة المقال الآتي: ( الوقاية من ارتفاع الضغط ).
أضرار ارتفاع ضغط الدم
قد يترتب على إبقاء حالة ارتفاع ضغط الدّم دون علاج بعض المُضاعفات والمشاكل الصحية؛ من بينها إلحاق الضرر الكبير بجهاز الدّوران في جسم الإنسان، وقد يترتب على الإصابة بارتفاع ضغط الدّم لفترةٍ طويلةٍ المُعاناة من مُضاعفات مُعينة من خلال حدوث تصلّب الشرايين المُتمثل بتطوّر اللويحات (بالإنجليزية: Plaque) على جدران الأوعية الدّمويّة الأمر الذي يؤدّي إلى تضيّقها، ومن شأن ذلك التسبّب بحاجة القلب لضخ الدم بشكلٍ أصعب لتوزيعه إلى أنحاء الجسم المُختلفة، الأمر الذي يجعل حالة ارتفاع ضغط الدّم أكثر سوءاً، وفيما يأتي بيان أبرز الاضطرابات المُترتبة على حدوث تصلّب الشرايين المُرتبط بارتفاع ضغط الدم على النّحو الآتي:
- الفشل الكلوي.
- الفشل القلبي (بالإنجليزية: Heart failure).
- النوبات القلبيّة (بالإنجليزية: Heart attack).
- السكتة الدماغيّة.
- تمدد الأوعية الدّموية (بالإنجليزية: Aneurysm) أو الانتفاخ غير الطبيعيّ في جدار الشريان والذي قد ينفجر.
- البتر.
- اضطرابات العين، تحديدًا اعتلال الشبكية بفرط ضغط الدم (بالإنجليزية: Hypertensive retinopathy) والذي قد يؤدي إلى الإصابة بالعمى.
ولمعرفة المزيد عن أضرار ارتفاع ضغط الدم يمكن قراءة المقال الآتي: ( أضرار ارتفاع الضغط ).
الهوامش:(*) انقطاع النفس الانسدادي النومي: يُمثل اضطراب شائع يتميّز بحدوث نوبات مُتكررة من توقف التنفس أثناء الليل نظرًا لتلف مجرى الهواء العلوي.
(*) زغللة العين: اضطراب القدرة على الرؤية، بحيث تبدو الأشياء غير واضحة ودقيقة، وقد تؤثر هذه الحالة في إحدى العينين أو كلتاهما بالاعتماد على المُسبّب الذي أدّى إلى حدوث الحالة.
(*) حمية داش: تُمثل اتباع نظام غذائي مرن ومتوازن والذي من شأنه المُساعدة على خلق نمط صحي لتناول الطعام مدى الحياة، ولا تتطلّب هذه الحمية أيّ أطعمة خاصّة، وترتكز على تحقيق أهداف غذائية مُعينة سواء يومية أو أسبوعية، وتُوصي هذه الخُطّة بتناول الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، ومنتجات الألبان الخالية من الدهون أو قليلة الدسم، والحد من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة، والحد من الحلويات والمشروبات المُحلّاة بالسّكر، وغير ذلك.