ما أضرار الغازات الدفيئة؟
أضرار الغازات الدفيئة
عندما تزيد نسبة تركيز الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي عن المستويات الطبيعية، تزيد درجة حرارة سطح الأرض، ما يزيد من نسبة تبخّر مياه المسطحات المائية، وينتج عن تبخّر مياه المسطحات المائية بخار الماء (H2O)، الذي يزيد حرارة سطح الأرض بمقدار 21 درجة مئوية، وهذا بدوره يحدث تغيّرات جذرية وخطيرة في المناخ العالمي.
هذا التغير ينتج عنه أعاصير وعواصف رعدية ماطرة، تستهلك مقدار من الطاقة، يسبّب زيادة درجة الحرارة داخل الغلاف الجوي، وهذا بدوره يسرّع نسبة ذوبان الجبال الجليدية في القطبين المتجمد الشمالي والجنوبي ، وهذا يعني زيادة بطيئة في منسوب مياه البحار، وعلى المدى البعيد قد تزحف المياه إلى المدن الشاطئية لإغراقها.
والتغيرات الواضحة والكبيرة في درجات الحرارة تسبب ظهور أنماط من الرياح الموسمية لا سيما في آسيا، التي ينتج عنها مرة أخرى تساقط الأمطار والثلوج في أنحاء العالم، وهذا يؤثر على المناخ بتحوّله إلى مناخ جاف في مختلف مناطق العالم.
يمكن إجمال الآثار السلبية الضارة للغازات الدفيئة، بما يلي:
- زيادة نسبة حدوث الفيضانات والأعاصير.
- اشتداد حدة الجفاف ما يسبب زيادة نسبة حدوث حرائق الغابات.
- زيادة حدة موجات الحرارة في فصل الصيف، وتكرارها وطول مدتها، ما يؤثر على زيادة معدّل استخدام التكييف وهو بدوره يزيد من انبعاث الغازات الدفيئة إلى الغلاف الجوي، وكأنها حلقة مفرغة.
- الاحتباس الحراري يسبب إطالة المواسم التي تنتشر بها حبوب اللقاح في الجو، الأمر الذي يزيد من نوبات الحساسية، والربو، وأمراض الرئة المزمنة.
- زيادة نسبة تركيز غاز الأوزون في الغلاف الجوي مع زيادة درجة حرارة الأرض، الأمر الذي يسبب أمراض مثل السعال، والشعور بألم في الصدر، وضيق بالتنفس، والتقليل من كفاءة الرئتين، وبالتالي زيادة أمراض الجهاز التنفسي عمومًا.
- زيادة درجة الاحتباس الحراري تسبب كما أسلفنا في تغيرات مناخية تمنح الفرصة لبعض أنواع من البعوض الحامل للملاريا، وحمى الضنك، وفيروس شيكونغونيا، وفيروس غرب النيل، من الانتشار إلى مناطق واسعة حول العالم، ما يعني زيادة انتشار الأمراض.
- الجفاف الناتج عن الاحتباس الحراري سيؤثّر سلبًا على قطاع الثروة الحيوانية الزراعية، ما يعني ارتفاع أسعارها أضعاف مضاعفة، وهذا يهدد الأمن الغذائي للدول.
- الكوارث الطبيعية الناتجة عن الاحتباس الحراري المتثلة بالعواصف الشديدة، وغزارة هطول الأمطار إلى تلوّث مصادر المياه الصالحة للشرب، فمن الطبيعي أن تفيض أنظمة الصرف الصحي ووصولها إلى مياه الشرب.
تعريف الغازات الدفيئة
يحتوي الغلاف الجوي على نسبة طبيعية من الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون ، والميثان، وأكسيد النيتروز، وتتمثل وظيفتها بالسماح لأشعة الشمس بالوصول إلى سطح الأرض، وامتصاص الأشعة تحت الحمراء التي تمنح سطح الأرض الحرارة المناسبة لاستمرار الحياة عليه.
فغياب الغازات الدفيئة بالمطلق يُسبب انخفاض درجة حرارة سطح الأرض إلى ما دون (- 18) درجة مئوية، ما يعني استحالة الحياة على كوكب الأرض ضمن درجات الحرارة المنخفضة هذه، فالحياة تحتاج للحرارة ضمن مستوياتها الطبيعية للاستمرار بالحياة.
ولكن بسبب الأنشطة البشرية التي ينتج عنها كميات هائلة من الغازات الدفيئة، ينتج عنها زيادة تركيز هذه الأخيرة في الغلاف الجوي، وبالتالي زيادة امتصاص الأشعة تحت الحمراء، وحبسها داخل الغلاف الجوي، الأمر الذي يزيد معدل درجة حرارة الأرض عن المعدل الطبيعي وهو ما يسبب ظاهرة الاحتباس الحراري.
حلول للحد من تأثير الغازات الدفيئة
الإجراءات الأساسية التي تخفّض من الآثار الضارة للغازات الدفيئة تتمثّل بإجراءات تنعش الطبيعة، وتعيد لها عافيتها، من خلال ما يلي:
- الحفاظ على الغابات الاستوائية المطيرة في البرازيل، وإندونيسيا، والهند، وكولومبيا، ومدغشقر، فهي تمثل رئة العالم، إلى جانب زيادة نسبة التحريج وزراعة الأشجار، فالغطاء الأخضر يمتص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي ويطلق الأكسجين ما يعني تنقية الهواء.
- استبدال المركبات التي تعمل على الوقود بأخرى تعمل على الطاقة الشمسية أو الكهربائية ما أمكن.
- الحد من حرق الوقود الأحفوري في محطات توليد الطاقة، والبحث عن بدائل طاقية أكثر نظافة، وأكثر استدامة، لأن حرق الوقود الأحفوري من أهم مسببات انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون للهواء، وهو أحد الغازات الدفيئة.
- وضع ضوابط وقيود على الشركات التي ينتج عن أنشطتها انبعاث للكربون.
- نشر الوعي الثقافي حول مخاطر ظاهرة الاحتباس الحراري، والدعوة إلى سلوكيات صحية لكوكب أكثر انتعاش وصحة.