بحث حول التسامح الديني
مفهوم التسامح الديني
يعرف التسامح الديني على أنّه محبة الناس جميعاً، وإلقاء السلام عليهم دون الالتفات لدينهم، ويقوم التسامح الديني على أساس تقبل الآخر واحترام معتقداته بعدم إجباره على الدخول إلى دينه أو السخرية منه وإعطائه الأمان.
لعلّ أجمل ما قيل حول التسامح الديني في الأدبيات، قول محيي الدين بن عربي: لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي
- إذا لم يـكن دينـي إلى دينه دانـــي
وقد صار قلبي قابلا كلّ صورة
- فمرعى لغزلان ودير لرهبـــان
وبيتٌ لأوثان وكعبةُ طـــائــفٍ
- وألـواح توراة ومصــحفُ قـرآن
أُدين بدين الحُبّ أنَّــى توجَّهَتْ
- رِكاَبُه فالحبُّ دينـي وإيمانـــــي
التسامح الديني في بعض الديانات
الدين الإسلامي
يعترف الإسلام بوجود جماعات مختلفة عن الدين الإسلامي، ويعترف بشرعيتهم استناداً على قوله تعالى: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ) [البقرة: 256]، كما يضمن الإسلام حرية ممارسة الشعائر الدينية لمعتنقين الديانات الأخرى، فحث على أن تقوم العلاقات بين المسلمين وغيرهم على أساس الإحسان، وذلك استناداً على قوله تعالى: (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [الممتحنة: 8]، كما كان الرسول عليه الصلاة والسلام دائماً ما يعلم المسلمين خلق التسامح الديني.
الدين المسيحي
يزخر الدين المسيحي بمبادئ التسامح بأنواعه، ومن دلالات التسامح في الإنجيل: (كُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضًا فِي الْمَسِيحِ)، فقد نادت المسيحية بنشر المحبة والسلام، ومنع الظلم، والصفح عن الظالم وطلب المغفرة له.
الدين اليهودي
أوصت اليهودية بالتسامح، ومن هذه الوصايا: (اغتسلوا وتطهّروا وأزيلوا شرَّ أفكاركم، وكفّوا عن الإساءة، وتعلّموا الإحسان والتمسوا الإنصاف).